[حد من الوادي]

إقليمان ومرحلة انتقالية أو استفتاء مباشر على الوحدة

السبت 04 يناير 2014 03:43 مساءً

لطفي شطارة


المتابع لكل ما يخرج من أروقة مؤتمر الحوار من تصريحات وأخبار ومن احاديث تلفزيونية لرموز المعارضة اليمنية تكشف حقيقة المأزق الذي وصلت اليه كافة القوى السياسية في ما يخص كيفية حل القضية الجنوبية ، بما فيها القوى التي أسهمت مع السلطة في شق فريق الحراك في الحوار لتكون بديلة عنه ولكنها فشلت في تسويق أفكارها التي تدعي انها مع مطالب الشارع الجنوبي ، ونحن نعلم جيدا انها جاءت بديلة عن الفريق الأساسي والمنسحب الا لتأدية دور وتمرير مشروع الأقاليم الستة الذي أعلن عنه خلال الايام الماضية ، وللأسف جاء التوقيع على ما أسموها بوثيقة الحلول عشية مجزرة الضالع التي كانت ابشع مما شهده الجنوب من مجازر على يد عصابة الحكم في صنعاء.

حقيقة اشعر بالموقف الصعب الذي تمر به كافة الأطراف السياسية في الحوار والتي لم تستطع الخروج من عنق الزجاجة التي وضعت نفسها فيها بسبب مزايدتها جميعا على الوحدة وهم من قتلها وهم من أوصلوا الجنوبيين الى رفضها اليوم سلطة ومعارضة .. اما من تبقى من الجنوبيين فهم يعلموا جميعا انهم لن ينجزوا اكثر من الدور الذي أصرت رئاسة المؤتمر ان يلعبوه ..

للأسف الشديد سيظل الكل في الحوار يراوحون مكانهم ولن يستطيعوا الخروج من المأزق بسبب محاولتهم جميعا تجاوز الحل الذي يطالب به شعب الجنوب في حقه في تقرير مصيره ، هذا الحل أراه هو الأمثل اذا أصرت بقية الأطراف المزايدة بالوحدة ورفضها القبول بالفيدرالية من اقليمين ومرحلة انتقالية يعطى للجنوبيين بعدها حقهم في قول الكلمة الفصل ( اما الاستمرار في النظام الفيدرالي من اقليمين او انفصال سلس يبقي على الروابط الاجتماعية والتجارية بين الشعبين ) .

اليوم ينبغي ان نتعامل بواقعية وبعيدا عن الشطحات والمزايدة السياسية فالعواطف هي التي قادتنا الى الوضع الذي يمر به اليمن اليوم شمالا وجنوبا ، واني ارى أن أي تجاوز للواقع سيقود اليمن الى المجهول خاصة اذا رفع المجتمع الدولي يده عن اليمن بسبب ممارسة سياسة البابوية على شعب الجنوب الذي يرفض اي حل سياسي لا يلبي طموحه او لا يحقق نضالات ابناءه .