[جمال العطاس]

الشاعر بودويلة .. ومدفع الحكَم بن ثابت !!
بما أننا لازلنا في نقلنا لبعض الوقائع والصراع القبلي بين آل ثابت وآل مخاشن فإننا نقول :عندما تقع القيادة بيد رجال يحسنون تقدير الأمور أمثال الحكم بن ثابت ورجالات آل مخاشن رحمهم الله .فإن الكثير من الأمور يتم تلافيها بحنكتهم وسداد رأيهم .
ومن تلك المواقف التي تُبرِز حنكة الحكم بن ثابت أن بعض آل ثابت إستطاع إحضار ( مدفع بدائي ) بغرض تعزيز القوة العسكرية لقبيلة نهد ولآل ثابت خصوصاً . وطارت الأخبار بين عموم أهل المنطقة من قبائل وغيرهم بأن ( الحكمان ) آل ثابت لديهم ( مدفع ) وهو السلاح الذي سيجعل لهم الغلبة وحسم الحرب لصالحهم . وبعدها حدثت بعض المناوشات بين آل ثابت وآل مخاشن فأمر الحكم بن ثابت بعدم إستخدام السلاح الجديد ( المدفع ) .
وكان قرار الحكم بن ثابت حكيماً جداً فهو نظر لحجم الدمار الذي سيحدثه مما قد يؤلّب أطراف أخرى عليهم ويدخلهم في صراعات معها . على اثر ذلك إعتبر بعض العوام هذا القرار شيئاً من خوف (الحكَم بن ثابت ) وأخذوا في التندّر به في المجالس وصادف أن أقيمت مناسبة حضرها الحكم بن ثابت وأقيمت مساجلات الظاهري بحضور الحكم بن ثابت فإستغل الفرصة الشاعر سعيد بودويلة وهو والد الشاعر ( عيضة ) ودخل وقال التالي :

وراك يابن زيد طبلك مايحِن = وأنته شبحته للمعرّس والعروس
جبته من الأبعاد منته مشتحن= أو في المدارة بايقع كسّار روس

نهض الحكم بن ثابت بعد ان ( حوقل ) وترك المناسبة لتفادي الكثير من المماحكات . وهكذا هم الرجالات الذين يغلقون أبواب الشر ماإستطاعوا !!
* بن زيد : هو صاحب الطبل
* الطبل : يقصد به الشاعر مدفع الحكم الذي لم يستخدم ولم يُسمع دويّه .