[حد من الوادي]

الدوله الحضرميه المستقله وعلاقتها بدول مجلس التعاون الخليجي.. "رؤيه مستقبليه"

1/27/2013 *م .لطفي بن سعدون

ستستند العلاقات الوثيقة والمتميزة بين دولة حضرموت المستقله وشقيقاتها في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية في خصوصيتها، على ما يربط بينها من وشائج وصلات عميقة ممتدة في عمق الزمن، وعلى كل المستويات وفي جميع المجالات، وعلى ما يجمع بينها من مصالح وآمال مشتركة لبناء حياة أفضل لشعوبها في الحاضر والمستقبل. وستتميز بالتواصل والتراحم والتعايش، وبعد نظرها في التعامل مع مختلف التطورات والمواقف،وعلى مد جسور الصداقة وفتح آفاق التعاون والعلاقات الطيبة مع مختلف دول المجلس ,وفق أسس راسخة من الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية واحترام علاقات حسن الجوار ، وستكون مجالاّ وسبيلاّ لدعم جهود التنمية الاقتصادية والاجتماعية ولتحقيق السلام والاستقرار والطمأنينة لها ولمن حولها من الدول.

وأن حضرموت ستؤكد حرصها الكبير على تطوير وتعزيز هذه العلاقات في مختلف المجالات، والدفع بها قدما نحو آفاق أرحب من التعاون. كما تؤكد دعمها المطلق لأمن واستقرار دول مجلس التعاون والمنطقه ومسيرتها التنموية، وستبذل كل جهودها الممكنة للمساهمة في تجاوز صعوبات الحاضر، وبناء المستقبل الناهض المزدهر وفقا لطموحات شعوبها وبما يجسد عمق علاقات الأخوة التاريخية فيما بينها.وستعمل على تأصيل وشائج القربى مع الاشقاء الخليجين التي تربط بين الماضي والحاضر والمستقبل ، وتستمد جذورها من الوشائج التاريخية القوية في مابينها,كماأنها تطمح إلى مزيد من التعاون والشراكة الإيجابيةمعها.

إن العلاقة بين دولة حضرموت المستقله ودول مجلس التعاون الخليجي هي علاقة بين أعضاء من جسد واحد كما أنها ستكون علاقة وطيدة مستمده قوتهامن حقب التاريخ المختلفة وستظل هذه العلاقة تعيش حراكاً مستمراً ومتصاعدا ,لترابط هذه الدول ترابطاً عضوياً ,ليس قائماً فقط على المنافع والمصالح الآنية ، وإنما لهذه العلاقه جوانبها الإستراتيجية المهمة .حيث ستكون حضرموت عمقاً استراتيجياً للجزيرة والخليج العربي ,ونظرا لاكتشاف الثروات النفطية الكبيرة في هذه المنطقه ,فانها ستكون المنفذ الأمن لتصدير هذه الثروات و ذلك لأن سواحلها تطل على المياه المفتوحة للبحر العربي والمحيط الهنديوقريبا من خط الملاحه الدولي.كماأن أرض حضرموت غنية جداً ,وفيها من الثروات الطبيعية الهائلة والكامنة في باطن الأرض ,ولها موقعا جغرافيا متميزا, ما يجعلها خلال سنوات قليلة في مصاف الدول المتقدمة.و يؤهلها لان تكون دوله قويه مكملة للقدرات والطاقات الهائله لدول مجلس التعاون الخليجي الشقيقه.

أنّ العَلاقات بين حضرموت ودول مجلس التعاون هي عَلاقات تاريخية وعميقة وستشهد يوماً بعد يوم مزيداً من التقدم والتطور وستفتح أبواب جديدة للتعاون بين هذه البلدان في المجالات السياسية والاقتصادية والصحية والثقافية والاعلاميه والسياحيه وغيرها.

ولقد اعطت الجغرافيا لكل من حضرموت ودول مجلس التعاون وضعاً استثنائياً على وجه الكرة الأرضية فهي تسيطر على البحر العربي والخليج العربي ، وعلى البحر الأحمر وكلها تشكل ضرورة لاستراتيجيه النشاط التجاري في هذه المنطقة الحيوية من العالم .

وان حضرموت ستعمل على إرساء علاقاتها بدول المجلس على أسس إستراتيجية بعيدة المدى ,متوازنة و مفيدة للجميع.

فالعلاقات بين هذه البلدان قد حددتها الجغرافيا قبل أي شيء أخر. و لذلك فان وصف العلاقات بين دول المجلس وحضرموت بالأخوية يصدق عليها اكثر من صدقه على أي علاقات بين أي دول اخرى . فالجغرافية التي تربط هذه الدول تختلف كثيرا عن أي جغرافيا تربط بين اية دول أخرى في العالم. انها جغرافية يحددها المحيط الهندي ويحددها الربع الخالي,و انها جغرافية يؤثر بها التبادل المشترك في المناخ و الأمطار و اتجاه الرياح.

وان متانة العلاقات التاريخية الوثيقة بين حضرموت وهذه البلدان قد عمدتها وشائج التاريخ والجغرافيا والاحترام المتبادل وستتسم هذه العلاقات بخصوصية لا مثيل لها في العلاقات بين الدول، خصوصية مستمدة من حقائق التاريخ وواقع الجغرافيا.. علاقات أخويّة متينة وتاريخ مشترك بينها مرتبطه بوشائج القربى والدين واللغة وتعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك. وسيضفي البعد الاقتصادي عمقاً إضافياً على هذه العلاقات ويمدها بعوامل من الحيوية والديناميكية..وسيتم التوجه المستمر لتطوير هذه العلاقات في المجالات كافة، والارتفاع بها إلى ما يطمح إليه شعوب هذه البلدان الشقيقه.

وستمثل إضافة ثرية إلى مسار العمل الخليجي المشترك داخل مجلس التعاون لدول الخليج العربية، لما تتميز به هذه العلاقات من عمق تاريخي وحضاري اضافة الى انها سترتكزعلى أساس قوي من المصالح الاقتصادية والسياسية والثقافية وغيرها,التي ستعززها وتدفع بها دائما إلى الأمام.وسنتطرق هنا بشئ من التفصيل لأهم العلاقات وذلك على النحو التالي:

اولا : العلاقات السياسية:

1)تتميز حضرموت مع كل دول مجلس التعاون الخليجي ,بعلاقات تاريخية أزلية قديمة، قدم منطقة الخليج نفسها، ضاربة في جذور التاريخ والجغرافيا، تعززها روابط الدم والإرث والمصير المشترك، وقد أسست دعائمها شعوب هذه الدول ,وحرصت على توثيقها وتمتينها باستمرار وتشريبها بذاكرة الأجيال المتعاقبة، حتى تستمر هذه العلاقة على ذات النهج والمضمون، مما يوفر المزيد من عناصر الاستقرار الضرورية لهذه العلاقة، التي تعتمد على إرثٍ من التقاليد السياسية والدبلوماسية السابقه التي أُرسيت على مدى عقود طويلة، في سياق تاريخي متواصل.

2)ان أهم ما يميز العلاقات السياسية الحضرميه الخليجيه، قدرتها على إرساء جذور الصداقة والأخوة القائمة بينهما وتطويرها في إطار تحكمه عدة أهداف مشتركة أهمها التضامن والعمل العربي المشترك، والعمل في المحافل الدولية على نبذ العنف وحل الخلافات بالطرق السلمية.

3)ان اهم مايميز حضرموت هو اعتناقها منذ مئات السنين للمذهب السني الوسطي المعتدل والذي يهيمن على كل دول مجلس التعاون الخليجي ويعطي لعلاقات حضرموت بهذه الدول بعدا استراتيجيا في صراع هذه الدول ضد الاخطار والتهديدات المستمره من قبل الدوله المتشيعه ايران ومحاولاتها المحمومه لتوسيع مناطق نفوذها في اليمن والجنوب لتشكيل الطوق الشيعي على دول مجلس التعاون الخليجي.وستكون حضرموت مدافعا صلبا يؤتمن عليه لمواجهة المد الشيعي الايراني في المنطقه الجنوبيه من الجزيره العربيه كماكانت في سابق ايامها عندما كانت حضرموت مستقله.

4) تؤكد حضرموت على أنها تحترم ماتم توقيعه من معاهدات دولية للحدود التي مست حدود حضرموت الشمالية والشرقية والتي وقعتها الجمهورية اليمنية مع كل من سلطنة عمان عام 1992م والمملكة العربية السعودية عام 2000م,وستسعى دائما من أجل تعزيز حسن الجوار والاحترام المتبادل والعلاقات الأخوية التي تربط شعب حضرموت مع الشعبين العماني والسعودي وبقية دول المجلس .

5) ستكون حضرموت محاربا صلبا لظاهرة الارهاب والقتل وترويع الآمنين ,وستعمل بقوه للقضاء على وجود عصابات تهريب المخدرات والقات في اراضيها وغيرها من الافات ,والتي جعلت من حضرموت قاعده رئيسيه لتهريب المخدرات الى دول مجلس التعاون ,والتي تهدد شباب واستقرارمجتمعا تها.

6) ستسعى دولة حضرموت المستقله للانضمام لمجلس التعاون الخليجي، والذي سيعطي هذه الدول انفتاحا اكبر على بحر العرب وسيجعل لها قوة اقليمية ونفوذ اكبرضد "الكثير" من التهديدات والمخاوف الخارجية .

7) إن دول مجلس التعاون الخليجي قد شهدت خلال العقود الأربعة الماضية تغيرات واضحة للعيان وفي كافة الميادين لم يشهد العالم مثلها ،وان تلك القفزة النوعية تؤكد السياسات الواضحة والسليمة التي تتبناها الحكومات في دول المجلس لبناء الإنسان والأسرة والمجتمع ، ومن اجل تعزيز بيئة الاستثمار الذي يعتبر أحد أهم ما تهدف إليه السوق الخليجية المشتركة، وذلك بإيجاد سوق واحدة يستفيد من خلالها مواطني دول المجلس، وقد أقر قادة دول المجلس في ديسمبر 2007 «إعلان الدوحة بشأن قيام السوق الخليجية المشتركة» معلنين استكمال الاستعدادات للسوق، وبداية عهد جديد من التكامل الاقتصادي بين دول مجلس التعاون، يقوم على مبدأ المساواة بين مواطني دول المجلس في جميع المجالات الاقتصادية، وتحويل منطقة مجلس التعاون إلى سوق واحدة للسلع والخدمات. وان سعي حضرموت للانضمام لهذا المجلس سيعود بالفائده الكبرى على حضرموت وسيعجل من تطورها ونموها لتصبح عضوا قويا وفاعلا في المنطقه.

ثانيا : العلاقات الاقتصادية:

ستعمل حضرموت على تطوير العلاقات الاقتصادية مع دول المجلس ، وستسعى على الدوام إلى توسيع دائرة التعاون الاقتصادي والاستثماري معها ,وزيادة القطاعات المستهدفة بتفعيل الاستثمار فيها، ودراسة الآليات التي تكفل استفادة شركات ومؤسسات القطاع الخاص في هذه الدول، وبما يخدم مصالح حضرموت ودول الخليج وشعوبها الشقيقه، وذلك في سياق العلاقات التكاملية فيما بينها.وستكون حضرموت ارضا بكرا لاجتذاب الرساميل والاستثمارات الخليجيه في كافة المجالات الحيويه(مثل النفط والمعادن والسياحه والزراعه والاسماك والصناعه وغيرها ).وستتركز هذه العلاقات في المجالات التاليه:

1)تطوير البنيه التحتيه لحضرموت في مجال الطرق والكهرباء والمياه والصحه والمرافق العامه والموانئ والمطارات وغيرها.

2)تطوير اعمال استكشاف واستخراج النفط والغازالتي تزخر بها بلادنا وكذلك الثروات المعدنيه مثل الذهب والفضه والحديد وخامات الرخام والاسمنت وغيرها.
3)تشجيع الاستثمار في مجالات اقامة البنيه الاساسيه المطلوبه لتطوير وتشجيع السياحه مثل الفنادق والشاليهات والمنتجعات الساحليه وحدائق الاطفال والمتنزهات والمسابح,حيث تمتلك حضرموت ساحلا جميلا يقع على ساحل البحر العربي بطول يزيد عن( 400كم). فضلا عن الصناعات الكيماوية والغذائية والتعدين. وفى قطاع الزراعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والعقارات والخدمات المصرفية .

4)الاستثمار في مجال المشاريع الاستراتيجيه لتحلية المياه من مياه البحر العربي المفتوحه على المحيط الهندي ,وذلك لتزويد دول مجلس التعاون بها لندرة المياه فيها وتزايد حاجتها اليه ,وتلوث مياه الخليج والبحر الاحمر من المخلفات النفطيه والصناعيه والملاحيه.

5)الاستثمار في مجال المشاريع الاستراتيجيه لضخ النفط والغاز الخليجي عبر اراضي حضرموت الى الموانئ الآمنه على سواحلها ,ومنها الى كل دول العالم دون ان تتعرض للتهديد الايراني.
6)تشجيع التجاره البينيه وتبادل السلع والمنتجات الصناعيه والغذائيه مع دول المجلس دون اية عوائق جمركيه.

ثالثا : العلاقات الثقافية:

ستحظى العلاقات الثقافية بين حضرموت ودول المجلس باهتمام كبير في السياق الشامل لدعم العلاقات بينهما، وهي منطقة مترابطة على المستوى الجغرافي والاجتماعي والثقافي ، فهي تضم مجموعات قبلية عربية مسلمة لها تقاليد وعادات مشتركة، وأنتجت على مر العصور أشكالاً من الحكم السياسي المتشابه، وتعاطت وأبدعت قيما ثقافية متشابهة، ولم ينقطع هذا الاشتراك والتشابه حتى بعد تأسيس الدول الخليجية الحديثة، بل إن حكومات تلك الدول سعت إلى تجذيره وتوسيعه، بإقامة عدد من الاتفاقيات والبرامج المشتركة والمؤسسات الجامعة التي تعمل في هذا السبيل .

وإن الحديث بالتأكيد عن العلاقات الثقافية ، سيكون عن منطقة جغرافية واحدة ذات تاريخ مشترك وجوانب ثقافية واجتماعية وتعليمية تتقارب وتتقاطع، وهذه الصلات الثقافية ستأخذ بعداً مشتركاً على المستوى الرسمي بين حضرموت و مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعلى المستوى الثنائي مع كل دوله ,وسيتم تعزيزها بين المؤسسات الرسميه الحضرميه وبين المؤسسات الرسميه في هذه البلدان ,وعلى مستوى آخر ولعله الأكثر حراكاً وتفاعلاً، وهو المستوى غير الرسمي .حيث سيأخذ أبعاداً متعددة، فمثقفو هذه البلدان سيكونون على تواصل دائم في لقاءات مختلفة عبر الأنشطة الثقافية المتعددة،مثل المهرجانات السينمائية والمسرحية والفنية وغيرها ,وعبرهيئات الجوائز والتحكيم، والمؤتمرات.

وسيتم سنوياً تنظيم العديد من الفعاليات والأنشطة الثقافية سواء على صعيد الفرق الفنية والمسرحيه أو المشاركة في معارض الكتب، فضلاً عن تبادل الزيارات رفيعة المستوى فيما بين حضرموت وهذه الدول في المجال الثقافي. وسيكون التواصل الإعلامي أيضاً مظهر من مظاهر هذه العلاقة الثقافية فيما بينها، وكذلك على مستوى الفنون والأغاني، والتكثيف من البرامج المشتركة وتبادل الخبرات سبيلاً لإقامة لحمة ثقافية نموذجية واحده.

أما على صعيد التعاون والبحث العلمي بين الجامعات والمراكز العلمية، فسيتم تعزيزه وتطويره من خلال ايجاد اتفاقيات للتعاون بين جامعات حضرموت ودول المجلس .
وفي إطار تزايد العلاقات الثقافية ,سيحظى ترميم وحفظ المخطوطات الإسلامية القديمة الموجودة ,بتقديم الدعم والرعايه المطلوبه .

رابعا: العلاقات السياحة:

وستلعب السياحة بين حضرموت ودول المجلس دوراً هاماً وحيوياً في تعزيز الروابط الانسانيه الاخويه والتجارية والاقتصادية بينهما، وتعد من بين أهم القطاعات الواعدة التي توفر فرص الاستثمار وجذب المزيد من المشاريع المشتركة، لتنويع العلاقات الاقتصادية والتجارية فيما بينها ، لما تتمتع به حضرموت من مقومات اساسية، تكفل نجاح الصناعة السياحية فيها، لاطلالها على ساحل جميل غير ملوث يطل على بحر العرب والمحيط الهندي وما يتمتع به ابناء حضرموت من اخلاق حميده عاليه في معاملة الضيف مثل الكرم والامانه وحسن الاستقبال والمعامله وحبهم للأمن والامان والاستقرار، والموقع الجغرافي المتميز الذي يربطها بمختلف قارات العالم.

وستقوم حضرموت بتشجيع الاستثمار في مجالات اقامة البنيه الاساسيه المطلوبه لتطوير وتشجيع السياحه مثل الفنادق والشاليهات والمنتجعات الساحليه وحدائق الاطفال والمتنزهات والمسابح,حيث تمتلك حضرموت ساحلا جميلا يقع على ساحل البحر العربي بطول يزيد عن( 400كم).

خامسا : العلاقات الإعلامية:

ستعمل حضرموت على تعميق وتطوير التعاون الإعلامي مع دول المجلس وسيشتمل على تبادل الرسائل الإذاعية والتلفزيونية، والتسويق الإعلامي التجاري، والإنتاج البرامجي المشترك في مجالي الإذاعة والتلفزيون، وتشجيع الزيارات المتبادلة للإعلاميين في البلدين والتنسيق في المؤتمرات والاتحادات، وتبادل الخبرات التدريبية وإقامة الأسابيع والمعارض الإعلامية،وزيادة التعاون وتطويره بين المؤسسات الصحفية الحضرميه والخليجيه.
*عضو تجمع كتاب من اجل حضرموت مستقله
[email protected]