[حد من الوادي]

حضرموت والأوصياء الأربعة

11/16/2012 امين بن كده الكثيري

أبائنا وأجدادنا لم يصنعوا تاريخ حضرموت بالعرق والدم والفكر وبالإرادة ليهدر أو يقع فريسة التجمد عند مرحلة من مراحله. وعندما حددنا نحن الحضارمة اليوم أهداف نضال امتنا الحضرميه، وقررنا أن هذه الأهداف هي مبررات الوجود بالتأكيد سوف نصنع منها معيار مرجعيتنا لقبول أو رفض كل ما يواجه مسيرتنا سواء كان من الداخل أو من الخارج. نعم أنني سعيدا جدا بما وصلت إليه القضية الحضرميه مؤخرا من تقدم حتى أنها بدأت تأخذ مجالها في الصحافه الإقليميه والدولية وهذا تقدم كبير جدا مقارنه بالفترة التي بدأ فيها الصوت الحضرمي يعلو.

غير انني استغرب كثيرا من ذلك الصلف والتعالي من كل الأطراف التي لها صله بالقضية الحضرميه من غير الحضارم وإصرارها على عدم ا لتعاطي مع القضية الحضرميه كا قضيه حقوقيه مشروعه ولعل الرسالة الموجه الى المبعوث الاممي من قبل السلطان عبدالله بن محسن الكثيري وضعت جمال بن عمر في قلب القضية الحضرميه واجزم انها ستجبره على التعاطي مع الملف الحضرمي بجديه لعدة اسباب لعل اهمها وجوهرها وهذا ما يجب ان يدركه الجميع ان ألامه الحضرميه اليوم اصبحت تعرف وتؤمن ان لها قضيه وسيادة مغتصبه وأصبحت اليوم تتوق وتتشوق الى استعادة هويتها المسلوبة وبالتالي فان هذه الوعي والايمان لن يهدا ولن يتنازل عن حقوقه حتى وان اجبر السلطان عبدالله بن محسن الكثيري وعصبة القوى الحضرميه وهما المتصدرين الصوت الحضرمي المطالب بحق تقرير المصير على الخروج من المشهد سيأتي غدا وبعد غدا من الاجيال الحضرميه من يدافع بروحه ودمه عن حق هذه ألامه الحضرميه في استعادة سيادتها على ارضها وكرامتها.

وبالتالي فان الجميع يجب اليوم ان يتعاطى ويتعامل مع حقوق تاريخيه ومشروعه لشعب ذاق ما ذاقه من ذبح وتعذيب وأسر واعتداء وتكميم للأفواه ونهب للممتلكات وتشريد وسلب لأرضه وهويته على امتداد خمسين عاما فكم ذاق هذا الشعب الحضرمي من عبره وزفره وانّه وحسره وتململ واضطراب واشتعال والتهاب ؟!.

ان كل مداد قد يسيل وأي حل او تسويه للوضع في المنطقه وكل حديث عن وضعية هذه المنطقه لا يتضمن القضية الحضرميه سيكون لا محالة مجرد عبث لا يقوم اعوجاجا ولا يصلح حالا.

ونظرة بسيطة وفاحصة تؤكد بالواضح الملموس أن الفشل هو الصناعة الوحيدة التي يفلح من ينصبون انفسهم اليوم اوصياء على الجنوب وحضرموت في إخراجها من غياهب العدم إلى حيز ألوجود ولا نقول كذبا ولا نفتري على أحد فهؤلاء اغتصبوا حضرموت وما يسمونه الجنوب العربي وحكموه ثلاثون عاما ولم يكونوا إلا كنبت شيطاني فجائي فـُرض على شعب حضرموت بشكل مزاجي وتعسفي بل هم عبارة عن جملة من الممارسة الخاطئة للعنف السياسي مرتكبة عدداً لا متناهياً من المجازر والأخطاء بحق حضرموت وأهلها بل مارسوا خطوات صارمة لإلغاء حضرموت من الواقع.

وبالتالي فان رسالتي للأربعة متصدري المشهد السياسي بما يسمى الجنوب العربي لهؤلاء اقول حكمتم ثلاثون عاما ولم تجني منكم الشعوب إلا الخزي والعار ولم تخلفوا لشعوب المنطقه غير الجوع والتشرد والقتل فهل تتقوى الله في انفسكم وفي شعوب المنطقه وتنسحبوا من المشهد السياسي كف هذه الشعوب ماتجرعته منكم من ويلات فمن سحل في السبعينات الى تصفيات ومن مذابح في يناير الى مجازر التسعينات.

فماذا بقى تريدون ان تجرعوه هذه الشعوب انكم قيادات ملطخه ايديكم بدماء الابرياء وتاريخكم اشد سواد من كاحله الليل وستطلبون للمحاكمة مستقبلا عن كل ما اقترفتموه نعم نحن في حضرموت نعلم وندرك ان لا احد فيكم اليوم اصبح وصي او ممثل لحضرموت فحضرموت اليوم لديها من يمثلها من ابناءها ومن هم اصحاب تاريخ ناصع البياض.

ولكن ما نأخذه عليكم هو اصراركم على تصدر مشهد انتم اكثر فشلا به وأكثر جرما فيه لماذا لا تريدون ان تفهموا ان من خرج من الباب لايمكن ان يعود من الشباك.