[الشبامي]

كانت الساعه حينها تمام الثانيه بعد ظهر يوم الأربعاء العاصف الثامن من شهر ذي الحجه 1430هـ الموافق للـ 25 نوفمبر 2009م الأسبوع الماضي حيث قررت السفر الى المدينة المنوره الى جوار الحبيب الأعظم صلى الله عليه وسلم كما درجت عليه عادتي طوال سنين مضت حيث أقضي إجازة عيد الأضحى هناك ، فتوجهت بالسياره مع العائله الى طريق المدينه بعد ان هدأت الأمطار كثيرا ، وعند إقترابنا من نفق الملك عبدالله الجديد فوجئت بزحام شديد للسيارات ولم أكن اعلم حينها بأن هناك سيول جارفه قدمت من الجبال الواقعه شرق مدينة جده مرورا بحي قويزه وابرق الرغامه مخترقه جميع العوائق من طرق
سريعه وحواجز واصله الى أحياء لم يكن يتصور أيّا فينا وصولها اليه كحي الكندره مثلا !!
عند رؤيتي لذلك الزحام الشديد حاولت تجنبه والدخول الى حي الشرفيه ومنه وصلت الى شارع الميناء والذي وبحسب تصوري سيكون السبيل الأنجع للوصول الى الخط السريع الموصل الى المدينه المنوره وهكذا توجهت عبر طريق ولي العهد وعند وصولي الى الدوّار المواجه للأندلس مول كانت المفاجأه المذهله حيث فاجأتنا مياه السيول الجارفه والتي لم أكن اتصور كثافتها بحيث كنت ارى بجواري السيارات الواقفه ، بل هناك سياره غارقه وسط المياه وصاحبها جلس على سقف سيارته ((ستطلاحظونه في بداية المقطع التالي )) ، قمت بتصوير مقطع لذلك المنظر ، واصلت السير وسط زحام السيارات بحيث لم يكن هناك خط للرجعه !!
وهذا مقطع لبداية السيل بكاميرا الجوال



وبعد جهد جهيد ومقاومه لإرتطامات مياه السيل الجارف بأسفل السياره وأمامها ومن الجوانب حيث بدأت المياه تدخل من خلال أبواب السياره ، وصلنا لكوبري الخط السريع حيث توقعت انفراج الأزمه ولم يدر بخلدي ان الكارثه الحقيقيه تكمن خلف ذلك الكوبري بجوار شركة بالبيد حيث السيول الجارفه القادمه من قويزه وابرق الرغامه والسيول الأخرى التي اخترقت الخط السريع ، نزلت بحذر متجها يسارا ونزولا الى الخط السريع حيث واجهني باص غارق بنهاية المخرج الموصل للخط السريع وللوصول الى الخط السريع لايوجد سواء منفذين احدهما يمين الباص والآخر يساره فتوقفت وتقدمت امامي شاحنه صغيره ماره يسار الباص ووقعت امامي بحفره بها مياه غمرت نصف الشاحنه وبصعوبه خرج منها سائقها الى سطح الشاحنه ، فتوقفت يمين الخط منتظرا حتى تقدمت سيارتين جيب وسياره صغيره ماره جميعها يمين الباص حيث مرت بسلام فقمت بالمرور ايضا من نفس المكان وواصلنا السير حيث لم تكن المياه غزيره الا انه وبتقدمنا بضع مئات من الأمتار فوجئنا بأن المياه بدأت بالغزاره فتوقفت قليلا لأرى ماذا يحصل لمن سبقني ، حيث توقفت امامي السياره الصغيره ويبدو انها لم تتمكن من الإستمرار او حتى العوده بينما وبمشاهدتي للسياره الجيب رأيته يحاول العوده للخلف (( حيث رأيت الإضاءه البيضاء للشمعات الخلفيه )) حيث وصلت المياه الى أعلى من الصدام الخلفي قليلا فأيقنت بأن الأمر خطير حيث ان هناك سيل من الأمام وسيل من الخلف فلامفر الا العوده وعكس الخط سريعا للعوده من حيث اتيت وهكذا كان وبأسرع مايمكن حيث أدرت مقود السياره سريعا صعودا عائدا بنفس الكوبرى بعد المرور بجوار الباص ومن ثم العوده بنفس الطريق وصولا الى البيت حيث كانت المفجأه الثانيه هناك حيث وصلت السيول الجارفه الى الشارع المجاور لعمارتنا ولاابالغ اذا قلت سيول فهي فعلا كذلك حيث يصل منسوب المياه الى نصف المتر تقريبا في شارع لم نكن نتصور وصولها فيه الى سنتيمترات معدوده !!
وهذا أيضا مقطع لذلك السيل حيث غطى جميع الأرصفه واستمر الى ساعه متأخره من الليل وهو مستمر بالحركه !!



وللتوثيق ايضا هذه مقاطع للسيول الجارفه القادمه من الجبال شرق مدينة جده وتحديدا من قويزه بشارع جاك وكذلك شارغ الرغامه !!
ليست من تصويري بل للتوثيق فحسب !!






وأخيرا أسأل الله العظيم رب العرش الكريم ان يرحم من أستشهد في هذه الكارثه ، وان يشفي من جرح او أصيب ، وان يلهم الصبر والسلوان كل من فقد عزيز او حبيب ، انه سميع مجيب اللهم آمين ،،