عرض مشاركة واحدة
قديم 03-11-2010, 02:00 PM   #8
ابو سراج الهاشمي
حال متالّق
 
الصورة الرمزية ابو سراج الهاشمي

افتراضي من العلامة الحبيب أبوبكر المشهور إلى لطالب المستفيد.

من العلامة الحبيب أبوبكر المشهور إلى لطالب المستفيد.

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


من العلامة الحبيب أبوبكر المشهور إلى لطالب المستفيد.


نقل رائع ينقله أحوج الناس له وللامتثال به، نسأل الله أن يمنّ علينا بالتّوبة النّصوح.
* قال شيخنا وشيخ مشايخنا المفكّر العلامة الشيخ الحبيب أبو بكر العدني بن علي المشهور -حفظه الله تعالى ورعاه- في خاتمة رسالته «دليل الطاعة حسب الاستطاعة» :
أيها الطالب المستفيد
اعلم أنَّ اللّهَ تعالى يقول { ومَن أرادَ الآخِرَةَ وسَعَى لها سَعْيَها وهو مُؤْمِنٌ فأولئكَ كان سَعْيُهُمْ مَشكوراً } ، وقال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم: ((الدنيا مَلْعُونَةٌ، مَلْعُونٌ ما فيها إلا ذِكْرُ اللّه وما والاه أو عالماً أو متعلماً)).
لقد عَظَّمَ اللّهُ شأنَ الآخرة ورَغَّبَ فيها، وحَطَّ من الدنيا وأدنى مقدارها، إلا ما كان منها مُعِيناً على ذكر اللّه. فاجتهدْ في طلب الآخرة بالعلم والعمل، واجعل الدنيا خلفك ولا تُعِرْها اهتماماً أَلْبَتَّةَ، وإذا لزمك الأخذ منها لحاجتك فاجعل ما يدخل منها في يدك لا في قلبك، وهنا تبدأ حقيقة الإرادة.
واعلم أن زمنك زمن أخبر الرسول صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم عن انتكاس أهله وشمول الغفلة فيه، فكن خيرَ مَن يستقيم على الطاعة، وخير من يسعى مجاهداً للّه بها، واصبر نفسك عليها لتطعم لذة الإقبال فيها، وتصل إلى سلم القبول ومراتب اليقين من داخلها.
واعلم أنك لن تبلغ الغاية إلا بالبداية، فصحح مقام البداية لتضمن سلامة النهاية، ولا بداية إلا بصبرٍ ومجاهدة، وشيخٍ يوجهك إلى طريق السلامة، ولا نهاية إلا باستمرارك على السلوك وصدقٍ وعزمٍ في معاملتك لملك الملوك.
العلم وسيلة، وغايتنا أن نعرف حقوق اللّه تعالى بوسائل العلم، ومن عرف كيف يستخدم الوسائل نال بغيته وحَسُنَ حاله وصار من الربانيين.
رتِّبْ أوقاتك ترتيباً يعود على يومك وليلتك بالفائدة، فوقت للعبادة بحسب أوقاتها، ووقت لطلب العلم، ووقت للأوراد والأذكار، ووقت لخدمة الوالدَين، ووقت للراحة والترفيه، ووقت للأكل ووقت للنوم، ولا تجعل وقتاً من الأوقات يأخذ وظيفة الوقت الآخر.
أكثرْ من ذكر اللّه ومن الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم في السر والجهر والليل والنهار، ففي الذكر سرٌّ عجيب، وحفظٌ من كل سوء ظاهر أو باطن.
لا قيمة للمريد في أمر دينه ودنياه إلا بالعلم، فاطلب من العلم ما ينفعك، ولا يكن همك من الطلب علم الجدال، ومنازلة أهل التحذلق في الأقوال، بل اجعل همتك في الطلب رضاء ربك سبحانه وتعالى، والاستفادة فيما ينفعك.
احذر كل الحذر إن أردت السلامة في دينك ودنياك من الدخول في التيارات والأحزاب، وعامل الجميع بالمعاملة الحسنة، وأعط كل ذي حق حقه، ولا تنتقد على أحد منهم، بل اصرف وجهتك إلى النصيحة وتعليم الناس بالحكمة والموعظة الحسنة إن كنتَ من أهلها، وإلا فاغنم السكوت.
لا تترك قيام الليل ما استطعتَ إلى ذلك سبيلاً ولو بقليل من الوقت، فهو وقتُ الاستجابة وساعة القَبول، ورتب في قيامك وظائف العبادة.
تعود تعظيم شعائر اللّه واحترامها كالأذان وصلاة الجماعة، وكن مبادراً لإجابة الأذان، ومسارعاً إلى حضور الجمعة والجماعات، ولا تتخلف إلا بعذر.
لا تكن من المترددين على أماكن اللّهو والأسواق، بل تجنب ذلك، واصرف نظرك عن الشهوات إذا دخلتَ لحاجة.
تَصَدَّقْ على نفسك بالتزام السكوت في كل حال، ولا تتحدث إلا فيما ينفعك أو ينتفع به غيرك، فكثرة الكلام تسبب الزَّلَل والخطأ، وقد قال صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم : ((وهل يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على مَناخِرِهِمْ إلا حَصائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ؟)).
احذر من إضاعة أوقاتك في متابعة ما تبثه برامج التلفاز، وخاصة تلك التي تشغل المجتمع بالمسلسلات الخليعة والأفلام التجارية، فهي بلاءٌ على القلب، وإفسادٌ للجوارح، وإضاعةٌ للأوقات، وشَتاتٌ للذهن، واستنزافٌ للهِمّة والإرادة.
عود نفسك الصفح عن المسيء في حقك، واركن إلى حسن المعاملة مع المسيء والمحسن، ولا تجعل الغضب يستفزك أو يفقدك السيطرة على أعصابك ولو مع رفقائك وزملائك، فالغضب من الشيطان، وعلاج الغضب الوضوء، لما ورد في الحديث : ((إذا غَضِبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَتَوَضَّأْ)).
لا تتهاون في السنن النبوية وحافظ عليها، فهي حصن الواجبات والأركان، ومن لم يحافظ على السنن عوقب بحرمان الفرائض، فلا تتهاون بالسنن النبوية والتزام واجباتك الشرعية تَنَلِ الثوابَ وتَجْتَنِبِ العقاب، والحمد للّه رب العالمين.

منقول للفائدة
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة