عرض مشاركة واحدة
قديم 10-02-2011, 01:32 PM   #15
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


مذبحة القصر وإتهام صالح بن سميدع

في آخر ديسمبر من سنة 1950 صدر قرار بتعيين الشيخ القدال سعيد القدال سكرتيرا للدولة القعيطية ( رئيس الحكومة ) خلفا للعماني القادم من جزيرة زنجبار الشيخ سيف بن علي البوعلي ..

فمن هو الشيخ القدال سعيد القدال ؟؟

حينما حضر المستر جرفس (عميد معهد بخت الرضا بالسودان عام 1939م) بطلب من المستشار انجرامز الى حضروموت لدراسة الحالة التعليمية فيها ، أقترح الرجل نظاماً تعليمياً جديداً منقولاً من تجربة معهد بخت الرضا بالسودان وتمثل إقتراحه في بناء مدرسة وسطى عرفت فيما بعد بمدرسة غيل باوزير وإقترح أن يكون لها مديرا سودانيا هو الشيخ القدال سعيد القدال فلنستمع الى جرفس وهو يخاطب الإدارة لاسياسية بحضرموت يقول :

( لقد حصلت على الرجل المناسب لكم ، وفي الحقيقة ان الرجل في مخيلتي منذ العام الماضي أسمه الشيخ القدال سعيد القدال) عمره 38 عاماً وهو مدير مدرسة إبتدائية بالسودان تعتمد على الهبات ذو شخصية قوية وذكي ومدير ناجح ويمتلك قدرة غير عادية ))

حضر الشيخ القدال من السودان الى حضرموت مع جرفس عام 1939 م من أرض الهدندوة بشرق السودان وعين القدال الذي كان شاعراً وكاتباً ومهتماً أيضاً بالمسرح عين مساعداً للمستشار الثقافي في السلطنة القعيطية وناظراً للمعارف فأدخل كورسات تدريب المعلمين ونهض بالمستوى التعليمي في حضرموت أيما نهضة والمنهج الذي أدخله القدال الى حضرموت كان نفس المنهج السوادني مما جعل المنهج الحضرمي شديد الإقتداء بالمنهج السوداني . واظهر الشيخ القدال تفانيا في عمله واخلاصا له فأنعم عليه السلطان صالح بن غالب القعيطي بلقب ( باشا ) ثم عينه بعد ذلك سكرتيراً للدولة حتى رحل عن حضرموت بعد 19 عام قضاها بالمكلا .

كان الشيخ القدال سعيد القدال أديبٌ مفوه ، وشاعرٌ فطحل ، وكاتبُ لايشق له غبار ، وراويةٌ سوداني فصيح ، إرتبط أسمه بالنهضة التعليمية في حضرموت .. إلا أن هذا الشيخ ارتبط اسمه أكثر بخبر مؤسف واحادثة أليمه في التاريخ الحضرمي المعاصر ، وهي حادثة القصر في ديسمبر 1950 التي راح ضحاياها 18 قتيلاً من ابناء المكلا الغاضبين على تعيينه سكرتيراً أجنبياً للدولة ( القدال) خلفاً للشيخ (سيف بن علي) الذي أيضاً لم يكن حضرمياً هو الأخر. بالرغم ان الشيخ القدال قد رفض منصب سكرتير الدولة وابدى استعداده للتنازل على أساس ان يحتل هذا المنصب شخصية حضرمية وطنية الا ان السلطان رفض واصر على الشيخ القدال ان يبق في منصبه .

حرض الحزب الوطني ابناء حارة البلاد في بالتحرك نحو القصر ورفض تعيين الشيخ القدال سكرتير للسلطنة والمطالبة بتعيين باصديق بدلا عنه وتحركت مظاهرة صغيرة لحقتها جموع من الغوغائئين والمتجمهرين وانطلقت نحو القصر السلطاني بالمكلا ولم تكن ابواب القصر مغلقة فدخل المتظاهرون ساحة القصر وكانت المظاهرة تهتف ( لانريد سكرتير أجنبي عاش الحزب الوطني ) ودخل زعماء الحزب الى داخل القصر لمقابلة السلطان يقدمون اعتراضهم على تعيين الشيخ القدال فقال لهم السلطان (( ان نعيين سكرتير الدولة من حقوق السلطان )) واقتنع زعماء الحزب وطلب السلطان منهم النزول الى المتظاهرين ويطلبوا منهم الانصراف الى ديارهم ... إلا ان التطورات كانت سريعة فقد دفع احد الاشخاص واسمه ( محمد بصعر ) بالمتظاهرين نحو العنف عندما صاح بهم ان (( زعماء الحزب باعت الشعب )) وحرض الغوغائيين والمندسين في هذه المظاهرة على مهاجمة الجنود والقصر وهرب فاراخارج القصر ، وصارت مشادة بين المتظاهرين وبين الجنود من الحراسة وتمكن احد المتظاهرين من خطف بندقية احد الجنود وهرب بها وانتهت باطلاق النار وقتل فيها 18 شخصا .

وقد كتب البعض حول حادثة القصر من رؤى مختلفة بعضها كان سرد جاء نقلا عن شهود عيان والبعض الآخر أخضع الحادثة للمزايدات خاصة وأن تلك المرحلة التي دون البعض فيها كانت مرحلة حكم الحزب الواحد ... !!
ولكن ما يهمنا هو رواية المستشار البريطاني ( هيوبوستيد ) الذي تولى شؤون الاستشارة في حضرموت في الخمسينيات من القرن الماضي وكان معاصر للحدث ومؤثرا على قراراته بصفة مباشرة وهو على مقربة منه وشاهد عيان وجاءات روايته في كتابه ( ريح الصباح صدر في لبنان عام 1971م قال فيه انه (( اعطى للسلطان صالح القعيطي توجيهاته للتصدي بحزم للمسيرة السلمية في ديسمبر سنة 1950م ))

ايضا اشار الكاتب الانجليزي إر جي جافين في كتابه ( عدن تحت الحكم البريطاني ) أن المستشار هيو بوستيد هو الذي أمر شخصيا بإطلاق النار على المسيرة السلمية في ديسمبر 1950م .

اثناء الزخم الثوري اليساري الطفولي تم في سنة 1972م اعتقال اللواء صالح بن سميدع من قبل حكومة الجبهة القومية ووجهة له التهمة بأعطاء الأمر باطلاق الرصاص على المتظاهرين في ديسمبر 1950 وقتل 18 شخصا منهم .. وعقدت له محاكمة سياسية صورية أدانته مسبقا ... والهدف منها تصفيته وصدرت في حقه الحكم بالاعدام بتهمة قتل المتظاهرين ومسؤليته في اصدار امر لجيش النظام بالتصدي للمظاهرة ... بينما كل الوثائق تشير أن الأمر كان قد صدر من المستشار الانجليزي حرصا منه على سلامة السلطان والمستشار الذي كان متواجدا بالقصر ... وتحت مبرر الدفاع عن النفس من قبل الجنود الذين أجبروا على المواجهة والدفاع عن انفسهم .

إعدام اللواء صالح بن سميدع في 13 فبراير سنة 1973م بسجن المنورة بالمكلا . وهكذا كان اللواء صالح بن يسلم بن سميدع ضحية من ضحايا حكم النظام اليساري الطفولي الحاكم في الجنوب .. شأنه شأن المئات من الذين ذهبوا ضحية هذا النظام الماركسي .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة




.
التوقيع :
  رد مع اقتباس