عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2011, 10:50 AM   #24
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سالم محمد باعباد [ مشاهدة المشاركة ]
اعتذر فاني لم استوعب ماكتب اعلا الموضوع باللون الاحمر وليتني لم اره
استاذنا ابو عوض نتفق او نختلف فيضل الاستاذ استاذا والتلميذ تلميذا
لذا ننادي باعلى اصواتنا ونتعشم ان تلتقط نداءاتنا ورجوانا بقائك
تحياااتي وتقديري

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


تمتد الفترة الزمنية لبناء البيت الشبامي ما يزيد عن عام ، ذلك أنه في العمارة الطينية لابد من (( يباس )) جفاف مونة الطين والمدر في مراحل البناء فتوقف العمل في مراحل بناء البيت الشبامي بين فينة وأخرى أمر طبيعي بل أنه ضرورة تمليها هيئة مواد البناء ( الطين والتبل والماء ) وتشكلها ، وفائدة التوقف عن البناء اعطاء البيت فرصة ( للرسوخ ) حتى لا يتعرض للصدوع والتشققات نتيجة هبوط البناء القائم لاحقا وانهياره سريعا ، وحتى تجف مونة البناء ( خلطة الطين والتبل ) تمام بين كل مرحلة وأخرى.

ربما يلاحظ القادم الى مدينة شبام بأن واجهة مباني المدينة فيها ميلان قليلا نحو الداخل ( اعوجاج ) بسيط يتناسب مع طول وارتفاع المباني بشكل عام ، وهذا الميلان الداخلي للبيت الشبامي هو نتيجة عملية تسمى ب ( الجنوة ) إذ يقوم معلم البناء أثناء وضع ( المدر ) بين كل ( موفر ) وآخر بما يسمى في مصطلح البنائيين ب( الجنوة ) .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

والجنوة تأتي نتيجة لعمليتين يقوم بهما معلم البناء منذ شروعه بوضع أو ( موفر ) من المدر على الساس الحجري للمبني :

العملية الأولى : اختيار مقاسات المدر المناسبة لكل طابق فكلما ارتفع البناء نحو الأعلى نقصت مساحة وحجم المدرة الواحدة . ذك بهدف تقليل الحمول ووزن البناء على الطابق الأسفل .
العملية الثانية : تأتي نتيجة تهذيب الشوائب في اطراف ( المدار ) وشوائب الطين العالق في البناء بآلة حادة ك ( السيف ).

وعادة ما يبدأ معلم البناء في ( جنوة ) المبنى بأن يأخذ في كل مرحلة من مراحل البناء مساحة خمس الى ستة بوصات الى داخل البناء وهكذا يستمر في الجنوة حتى أعلى البناء فتكون المساحة التي نقصت في الطابق الأعلى عن مساحة الأرضية بالطابق الأول ( قدم و 9 بوصات ) أي 52سم تقريبا .

من خلال الاستعراض السابق لعملية بناء البيت الشبامي واستخدامات طوابقه المختلفة نبحث عن الإجابة عن :

ماهي التقاليد التي يتقيد بها الشبامي عند بناء البيت الشبامي ؟

للشبامية طقوس وتقاليد وعادات قديمة عند الشروع في عملية البناء ، وكان الناس يتقيدون بتلك العادات والتقاليد ويحترمونها فأصبحت جزء من الموروث الحضاري العمراني لفن العمارة الطينية في حضرموت .
فقبل الشروع في عملية البناء لابد من أن تكون هناك علاقة تفاهم وحسن ظن تربط صاحب البيت من جهة وبين معلم وعمال البناء والنورة والنجارين من جهة أخرى .

فمواد البناء التي يحتاج إليها هيكل البيت الشبامي هي مواد بسيطة ومتوفرة ( الطين والتبل ) بالبيئة المحلية ، ومن هذه المادتين يتم ضرب المدر وخلط مونة البناء ، وحتى يصبح البيت الشبامي صالحا للسكن فإنه يمر بثلاث مراحل معمارية مهمة :

الأولى : مرحلة البناء ويتكلف بها ( المعلم وعمال البناء ).
الثانية : القيام بسد فتحات النوافذ وتركيب الأبواب والشرفات ويتكلف بها النجار.
الثالثة : مرحلة اللياسة ( المحضة ) والنورة وتبليط الأرضيات . عمال ( النورة )

وتختلف العلاقة التي تربط صاحب البيت مع عمال المراحل الثلاث وإن كانت تكون بين عمال المراحل الثلاث من مراحل البناء علاقة مشتركة ويتوجب مثلا على النجار الحضور عند سقف البيت بالأعواد أو تركيب النوافذ . ولهذا يعد النجار القاسم المشترك لكل مراحل البناء في البيت الشبامي وهو حلقة الوصل بين مراحل البناء والانتقال من مرحلة إلى أخرى .

فما هي علاقة صاحب البيت بالنجارين؟؟

يشكل الارتباط بين صاحب البيت وبين النجارين أولى العلاقة التي تمهد لقيام مشروع بناء البيت ، وجرت العادة أن يكون لكل صاحب بيت نجاره الخاص الذي يرافق مراحل مشروع بناء البيت والذي ربما تمتد هذه العلاقة أكثر من عام . ويحترم كلا الطرفين خصائص هذه العلاقة القائمة على الثقة بين الطرفين والمبنية على المصلحة المشتركة .



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


حيث يتولى النجار قبل هدم البيت القديم القيام برفع قياس مساحات الشبابيك والشرفات والأبواب وتقرير ما إذا كان بالإمكان الاستفادة من بقايا الأخشاب والأعواد الموجودة في المبنى القديم . ثم يقدر احتياجات البناء الجديد من الأخشاب وحساب كميتها التي يجب أن يتم توفيرها .
ويحضر النجار التجهيزات الأولية التي تتطلبها المرحلة الأولى للبناء ويحتاج إليها المعلم وعمال البناء ، كتجهيز ( مفاتل المدر ) التي يتم ضرب المدر بها ، وكذلك أدوات حمل الطين والمدر ك ( الرعه ) وهي عبارة عن مسطح خشبي بمساحة تقدر بمتر ونصف متر مربع وفي مقدمتها ومؤخرتها مسكتين لليدين .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


إضافة الى ( المشده ) وهي عباره عن قطعة من الخشب بشكل اسطواني لايتجاوز طولها عرض ظهر العامل ، يشدها من ركنيها حبل قوي حتى رأس العامل الذي يضع على رأسه قطع مطوية من القماش تحمي جبهته من شد ثقل الحمل ، ويستطيع العامل حمل ما يقارب من ستة مدرات على المشد . إضافة الى توفير أدوات نقل الماء ( المعرص ) والمعرص عبارة عن صفيحتين من المعدن ( التنك ) تقطع من أعلى ويضع بداخلها عمود ويربط هذا العمود بحبل يمتد الى عمود طويل يحمله العامل بين كتفيه .

اضافة الى ذلك توفير سكين طويل اشبه بالسيف القصير لتشذيب المدر وشوائب الطين ، و ( القدم ) جمع قدوم ، وسلال كبيرة مصنوعة من سعف النخيل أو بقايا اطارات السيارات ، بالاضافة الى إداة قياس ميزان الزوايا والميلان .

بعد أن يقدر النجار كميات الأخشاب المطلوبة لمراحل البناء يتصل بصاحب البيت ويطلعه على تلك التقديرات المطلوب توفيرها ، ويكلفه صاحب البيت في إمتلاك الخشب المطلوب ويعد هذا التكليف عقد الارتباط بين النجار وصاحب البيت حيث يتفرغ النجار لصاحب البيت ويعد نفسه عامله الذي لا يتخلى عنه حتى الانتهاء من بناء البيت . ويفرغ نفسه النجار لصنع النوافذ والأبواب والشرفات والأسهم والقيام بزخرفتها كل ذلك مقابل أجر متفق عليه .


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

وحين يتم الاتفاق بين صاحب البيت والنجار يكلف صاحب البيت النجار بشراء ما يراه مناسبا لبناء البيت من أشجار العلوب ( السدر ) من الأودية القريبة ويتفقد النجار شجرة العلب وهي قائمة قبل شراءها وقبل قطعها لمعرفة ما تحتويه من أعواد وخشب يناسب أغراض البناء عبر مراحله من تغطية للسقف وصنع النوافذ والأبواب والشرفات وعمل الأسهم التي هي بمثابة عمود يتوسط الغرف تساعد على تخفيف ارتكاز الحمل والثقل على الوسط . وغالبا ما يلجأ النجارون في حضرموت الى قطع اشجار العلوب ( السدر ) في فصل الشتاء الذي يتوافق مع التقويم الشبامي ( اكتوبر- نوفمبر - ديسمبر ) ويعد نجم البركان من اشد نجوم البرد في حضرموت وهو أفضل النجوم لقطع اشجار العلوب ، وتفضيل النجار لقطع اشجار العلوب في هذا الفصل جاء نتيجة لتراكم خبرات قديمة تفيد بأن فصل الشتاء تقل فيه الرطوبة الى مستويات متدنية جدا ويشهد وادي حضرموت جفافا شديدا فيما تعرف ( بالحفه ) حيث تساعد هذه الحفة على سرعة جفاف أعواد وخشب اشجار السدر المقطوعة وكلما استخدمت الأخشاب وهي في حالة جفاف تام ساعد ذلك على مكافحة تأثير حشرة ( الإرضة ) الرضه ..

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



يستخدم النجار في عملية قطع اشجار العلوب الفأس والمنشار . ويتم نقل الأخشاب الى أقرب نقطة من مشروع بناء البيت . ويتم فرز الأخشاب والأعواد حسب حاجيات كل مرحلة من مراحل البناء .

ويلزم صاحب البيت النجار بالحضور عند القيام بعملية وضع أعواد سقف البيت وتغطيته والاشراف المباشر على هذه العملية .





.
التوقيع :
  رد مع اقتباس