عرض مشاركة واحدة
قديم 09-02-2012, 01:03 AM   #17
المشجري السيباني
حال جديد

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو صلاح [ مشاهدة المشاركة ]
بسم الله الرحمن الرحيم
المشجري السيباني الحضرمي الأصيل تحياتي لك كنت بصدد الرد على الأخ الخليفي ،وكنت متحفظاً من جهة أن الموضوع تاريخي بحت ولايصلح أن يكون في السقيفة العامة ،ونوصي بنقله إلى موقعه المناسب من أجل التوثيق بإعداد مباحث مختصة بالموضوع،ولما رأيت مداخلتك القيمة والموضوعية والتي تحمل معلومات ذات قيمة بحثية علمية غاية في الأهمية تجدني أدخل معلقاً على ما أنتهيت له في مداخلتك وأقول :
أن هناك شبه أتفاق بين المؤرخين والباحثين ومنهم الدكتور جواد علي والدكتور محمد علي بافقيه وآخرون على أن أوراق أو صفحات مفقودة في تاريخ حضرموت القديم ،ومن أن ظهورها سيغير كثيراً من المفاهيم التي ترسخت لدى البعض ولم تتح من وجهة نظري الفرصة لبعثة أو باحث منصف أن يظهر الحقيقة ولعل ذلك لظروف سياسية وأيديولوجية أنتهجها الأخوة اليمنيون الذين شغلوا مراكز قيادية ومؤثرة في الثقافة والتعليم والفكر السياسي خلال عقود طويلة ربما من قبل 67م في الجنوب . هذا من ناحية ومن ناحية أخرى اعترف الكثيرون من الباحثين الحضارمة ومنهم علوي بن طاهر الحداد ،وغيرهم أيضا أن صفحات وا قل حلقات أخرى مفقودة من تاريخ حضرموت قبل القرن الخامس الهجري لا يعرف مؤرخيها وماذا قالوا عن حضرموت وأهلها وما كتب مجرد استنتاجات لغير من عاصر هذه الفترة فيها تناقضات عجيبة لا داعي لذكرها وغير محله هذا التعقيب ،وأضيف ومصادر التاريخ لهذه الفترة أيضاً غير موجود في متناول الباحثين ،ومن وجهة نظري إما أنها فقدت أو سرقت أو أستبعدت أو أتلفت عمداً ويميل إلى هذا الباحث (سالم مفلح ) والحداد علوي بن طاهر ذكر أن الأخلاف نظروا في سيرة الأسلاف واستبعدوا مايرونه مناسباص وهو اعتراف بان شيئاص اايضاً قد حدث ولي ،كلام سيظهر في كتاب إن شاء الله تعالى يتناول مجموعة من الروايات تتعلق بهذا الموضوع .
المهم أن الحقيقة التي لابد أن يعرفها الخليفي وآخرون ...... أن حضرموت ظلمت كثيراً في تاريخها وهذا يسقط كثيراً من الافكار السائدة في كتب التلاميذ وغيره ......... ،ويبقى على من لديه معلومات مهمة وقيمة تخدم البحث العلمي أن يوضحها ،وعلى الباحث أن يتجرد من موقفه السياسي إن كان له من وجهة نظر سياسية ،ومن موقفه العصبي إن كانت له عصبية معينة يريد أن ينصرها ؛وهنا تكمت الأمانة العلمية في البحث ،ولك تحياتي وخالص شكري وتقديري وأتمنى صداقتك .


جميل ما ذكرت و نبهت به أخي أبو صلاح و زيادةً فيما ذكرت سوف أسرد ملامح سريعة و مهمة جداً عن التاريخ الحضرمي .

أخي الكريم التدوين في التاريخ الحضرمي هو : -

حقيقة اذا قلنا ان تاريخ حضرموت لم يُكتب حتى اليوم فسوف نجد معنا بعض الحق في ذلك . فالدراسات الاثرية التي تكشف تاريخ العصور القديمة ليست بشكل متكامل وواضح المعالم فمازلنا نملك القليل من المعلومات عن العصور الموغلة في القدم بالنسبة لحضرموت ونلجأ الي النظريات لعدم توفر الادلة .
ونملك حفنة من المعلومات المتفرقة والمتناثرة هنا وهنالك عن فترة دولة حضرموت (ومملكة اللبان) مستمدة بعضها من كتابات خصومها السياسيين ومنافسيها لا تخلو من كذب ومبالغة .

وكل تلك المعلومات هي نتاج للاعمال قام بها اجانب مستشرقون وغيرهم ولا يخفى على أحدكم اهداف بعضهم الغير أمينة وجهل اغلبهم بالصبغة المحلية للحضارة الحضرمية .
رغم ذلك فجهودهم كبيرة وقاموا بكل الاكتشافات المهمة الي اليوم وتاريخ حضرموت بصيغته العلمية لم نراه الا في كتب بعض هؤلاء الاجانب .

والمرحلة الاخيرة قبل الاسلام (مرحلة سقوط دولة حضرموت وحكم حميّر ومن ثم سقوط حميّر وحكم الاحباش) مرحلة تم تجاهلها بشكل تام من تاريخ المنطقة ولم يتم الاشارة الا بشكل نادر في المراجع اللاحقة والتي ذات اتصال بالاحداث والاقوام التي ورد ذكرها في المرحلة الاسلامية .

ورغم أهمية تلك المرحلة التى شهدت تنامي كبيرة لقوة الاسرة اليزنية (غرب حضرموت) واصبحت تشكل مع القبائل الحضرمية رأس حربة وذراع قوي للمملكة الحميرية في الشرق استطاع قادته ان يفتحوا اجزاء واسعة من وسط وشرق الجزيرة العربية وساهموا في بقاء دولة حميّر لفترة اطول .
ومن ثم ايضا بروز الكلاعيين وملكهم السميفع اشوع والحياة الدينية في المنطقة والصراعات التى دارت بين اهل المنطقة والاحباش وغيرها من الامور التى تم تجاهلها من قبل مؤرخي الفترة تلك او الفترة اللاحقة الاسلامية والتى اهتمت بكل ما هو قريب من طباع سكان وسط الجزيرة العربية الذين رفعهم الاسلام واصبحوا قادة له في تلك الفترة فلم يتم تدوين التاريخ الحضرمي الا ما ارتبط بالهوى القريب من الذوق البدوي السائد ( الشعر والقبائل الاعرابية المتقاتلة والتي لها ارتباط جغرافي او تجاري مع تلك المناطق ) .
قبيل الفترة الاسلامية بدأت تغيرات جذرية في حضرموت وتحولها من بلاد ذات طابع حضري يمتلك فيها ( الفئات المتحضرة ) والمجموعات البشرية المستقرة (زراعية او شبة زارعية ) مفاتيح السلطة الي مجتمع تغلب عليه النزعة البدوية وذلك بتأثر قدوم مجموعات إعرابية من وسط الجزيرة العربية والمناطق اليمنية المجاورة (كندة ومذحج) وزيادة قوة المجموعات البدوية المحلية الأصيلة في المنطقة (سيبان والصدف والمهرة) وهذا التحول اثر كثيرا في حضرموت وصبغها بالصبغة البدوية .

الفترة الاسلامية ايضا وبسبب انتقال مراكز الخلافة الي مناطق بعيدة عن حضرموت (الشام والعراق ) انعدم الاهتمام بها ولم يشير لها احد الا في اطار الاحداث العامة للمنطقة (حروب الردة والفتوحات ...)

واختلاف المذهب بالنسبة للحضارم ساهم في " عزلتهم " ايضا وعمق من تجاهل المؤرخون لهم بل وجعل من البعض يطلق اقاويل مبالغ فيها ويتهم حضرموت بالكثير من الصفات وكل ذلك نابع من تفكيره المذهبي او المناطقي او مجرد نقل من الذين سبقوه . وسوف نورد بعض الامثلة على ذلك في المحور الخاص بالاختلاف المذهبي .
وطبيعة المذهب الاباضي الذي يؤمن بالجهاد ويركز على الناحية الدينية ويتجاهل العلوم الاخرى ومن ضمنها التاريخ فلم يهتموا بتدوين تاريخهم .

الفترة المظلمة من تاريخ حضرموت كما حددها البعض هي الفترة من ( القرن الثاني الهجري الي القرن التاسع الهجري ) حيث تندر المراجع والتدوين في تلك الفترة .

والحقيقة اعتقد ان تاريخ حضرموت بكل مراحلة فترات مظلمة ! فلا توجد لدينا الا حديثا كتب حقيقة ومراجع موثوقة وشاملة للتاريخ الحضرمي .

في تلك الفترة شهدت حضرموت تحولات دينية وسياسية كبيرة ساهمت في تشكيل وغربلة التاريخ وفقا ولما تقتضيه رغبة الفئة المتغلبة .

ومنذ بزوغ الاسلام شهدت حضرموت موجات هجرة مغادرة منها الي مناطق اكثر ثراء فتحها العرب المسلمون في العراق والشام ومصر وفارس والهند والسند وافريقيا والاندلس .
وفيما اصبحت حضرموت منطقة من مناطق الضد للحكم (الاموي والعباسي) جعلت منها وجهة للحملات العسكرية التأديبية التي ارتكبت جرائم إبادة بحق الحضارم منها حملات البارقي ومعن بن زائدة الشيباني إضافة الي الحروب الداخلية بين قبائل حضرموت والحكام المحليين والحكام المجاورين في اليمن وعمان .

وهذه الحالة المتدهورة للاوضاع في حضرموت طوال اكثر من ثلاثة عشر قرنا من الزمان دمرت الاقتصاد المحلي وجعلت من سكان هذه البلاد يعيشون اوضاع قاسية من الفقر وانعدام الامن والجهل والامراض اثرت بشكل كبير في تدوين التاريخ الحضرمي سوى من ناحية قلة هذا التدوين او من ناحية نوعية والشخصيات والجماعات التى قامت بتدوينه .

كل ما سبق هو مقدمة توضحية للاوضاع في حضرموت في مختلف مراحل التاريخ واسباب الثغرات الكثيرة الموجودة في تاريخ المنطقة .

  رد مع اقتباس