عرض مشاركة واحدة
قديم 08-01-2017, 01:56 PM   #282
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


عادت حضرموت كمختبر للتجارب


الاثنين 31 يوليو 2017 05:25 مساءً
حسين حسن السقاف


منذ بداية ثورة 14 أكتوبر، وحضرموت تُستخدم كحقل للتجارب الثورية، بدءاً بتخفيض الرواتب وتطبيق قانون الإصلاح الزراعي، ثم الإنتفاضات، ومروراً بالسحل، ثم مجالس الشعب المحلية... إلخ. واليوم، وبعد أن وقعت البلد تحت البند السابع، الذي أصبح وضع الجنوب فيه وضعاً صعباً لا يستوعبه الجنوبيون، علّني أشبههم برجل طلّق زوجته بالثلاث، فاستعان بصديق ليتزوج زوجته ليطلّقها، لتحلّ له من بعد ذلك، فهو يقتحم خلوة صديقه بمطلقته طالباً منه عدم المساس بها، متناسياً أن ليس له صفة ولا شرعية لمطالباته.


اليوم، يتم استنساخ تجربة المؤتمر الجامع الحضرمي، الذي جاء ليحلّ كممثل وحيد للحضارم مقصياً كل المكونات الثورية، شاء من شاء وأبى من أبى، ومقصياً الأصوات التي تطالب بتصحيح مسار «الجامع». هذه التجربة تم استنساخها اليوم في عاصمة الجنوب، عدن، من خلال المجلس الإنتقالي، هذا المجلس الذي تم اختيار هيئته العليا بشكل انتقائي لا تحكمه أي وثائق ولا رؤى سياسية ولا استراتيجية سياسية، ولم يتم فيه حتى الرجوع إلى المكونات السياسية التي ينتمي إليها أعضاء المجلس الإنتقالي أنفسهم. من لا يرتب وضعه يُرتَّب له وضعه كما يريدون، وليس كما يريد

وهو، أي المجلس الإنتقالي، غير قابل للتوسع مطلقاً؛ أي أن قائمة هيئته العليا قد أُغلقت، ولا يمكن إضافة أي عنصر إليها إلا في من يكون مندوباً للحج والمهرة وأبين. والمؤشرات تقول بأنه مخصص فقط لأقليم عدن الحاوي لعدن ولحج وأبين والضالع، وإن كان ضمن قوام هيئته مؤقتاً بعض الحضارمة لمهام تنسيقية. أما المؤتمر الجامع الحضرمي فسيكون فيه تمثيل لبقية محافظات الإقليم مثل شبوة والمهرة وسقطرى، اللاتي سيتم اعتماد من يمثلها في المؤتمر الحضرمي الجامع لاحقاً على غرار ما سيتم في المجلس الإنتقالي في المحافظات المجاورة لعدن.

لا يتحمل مسؤولية الإقصاء والتهميش في هذين الكيانين، أي «جامع حضرموت» و«انتقالي عدن»، من أراد لهما هذا المآل لوحده، بقدر ما يتحملان هما المسؤولية بدرجات، حتى لقد أصبحا ينطبق عليهما القول: «يا كل خمسة بدو عمدوا على حصاة»، فكان لا بد من تصحيح وضع البيت الجنوبي من الخارج بعد فشل الداخل في هذه المهمة، خاصة بعد أن تحول بأس الحراكيين في ما بينهم، بداية من خلال التصعيد الإعلامي وتخوين القيادات، مما ينذر بتفاقم الأمر، رغم توحد هذه القوى في المليونيات فقط. ومما يصعد من خطورة الأمر، هو أن الجنوب على فوهة بركان، وتكثر التدخلات الخارجية في شؤونه، الأمر الذي يذكرنا بتدخلات الدول في لبنان إبان الحرب الأهلية في سبعينيات القرن الماضي، تُضاف إلى ذلك التهديدات بسيطرة «القاعدة» على مناطق في الجنوب.

فمن لا يرتب وضعه يُرتَّب له وضعه كما يريدون، وليس كما يريد، خاصة وأن الجنوبيين لم يتفقوا على تفاصيل ما يريدون؛ فبحكم الوصاية الدولية بموجب البند السابع، ومعاناة الناس من الحصار، وانهيار الإقتصاد والتنمية الذي يرزح تحت وطأته اليمن عموماً والجنوب خصوصاً، يحق لدول «التحالف» أن ترتّب وضع الجنوب، بالصورة التي تراها مناسبة.


جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح