عرض مشاركة واحدة
قديم 11-17-2010, 05:33 PM   #31
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بو شوق [ مشاهدة المشاركة ]
لك تحياتي ابو عوض والله شي رائع رائع بمعنى الكلام اشكرك على التفاعل المثمر . جزيت خيراً ايها الاب الفاضل >>>هذه الوثائق من اين حصلت عليها ؟؟؟




بعض المتحرشين بكتابة التراث يبتذلون في كتاباتهم إلى حد كبير، ذلك ضعفا متأصلا فيهم ، يضعون العناوين الكبيرة والطنانة وهم ليسوا أكفاء على الإجابة عليها ، فهم يكتبون مجرد انهم يكتبون فقط ، وما يكتبونه لايتعدى مستوى طالب في الصف السادس الابتدائي كلفه مدرسه بكتابة موضوع انشائي عن الأدب أو الشعر .

قال جورج أمادو: (( أكتب لكي يقرؤني الآخرون، ولكي أؤثر فيهم ، ومن ثمة استطيع المشاركة في تغيير واقع بلادي وحمل راية الأمل والكفاح ))

أما الأديب التشيكي ياروسلاف سايفرت قال : (( أكتب ربما تعبيرا عن الرغبة الكامنة في كل إنسان في أن يخلف وراءه أثرا ))

فهل ياترى قرأتم من يكتب في هذه السقيفة ( خطرفاته وهطرقاته ) كما يقول عن نفسه وهل أثر فيكم ؟؟
أو هل تعتقدون أن من يقول عن نفسه (( أنه متحرش بالكتابة )) سيترك أثرا من وراءه غير ( الخطرفات والهرطقات ) ..؟؟؟؟

عموما اغراض الشعر الشعبي الحضرمي لا تختلف عن اغراض الشعر الفصيح ( غزل ، ومدح ، ورثاء ، وهجاء ...الخ ) ، إلا ان الخطاب الشعري في فترة الثلاثينيات من القرن الماضي ؛ طغت عليه لغة الخطاب السياسي والاجتماعي ومدح الرجال الذين يستحقوا المديح لمساعيهم في اصلاح حضرموت ، وتحقيق الصلح والسلم والأمن ، وقد كان المهجر الحضرمي في ارخبيل جزر الملايو ، وحيدر آباد يعج بحراك أدبي تمثل بوجود نخبة من كبار الشعراء ، حظيت قصائدهم بالذيوع والنشر ، حيث كانت هناك صحافة حضرمية حرة غير مقيدة في حرية التعبير ، كانت تصدر في سنغفورة وجاوة ، واهتمت بالشأن الحضرمي الداخلي والمهجري ، ونشرت القصائد في صفحاتها ، فما أن يبعث شاعر بقصيدته لإحد الصحف او المجلات ، حتى تجد من يعارضه ويكون جوابها عليه في العدد الذي يليه ، وربما يكون الجواب اقوى من ( البدع ) . وبفضل تلك الصحف حفظت المكتبة الحضرمية مئات القصائد التي كانت من نتاج تلك المرحلة المهمة في تاريخ تطور الوعي الحضرمي ، وعكس هذا الوعي الحضرمي أهمية الاهتمام بقضاياه الداخلية ( أمن اجتماعي وسلم وطني ، وقيام الدولة الحضرمية الحديثة ) ، و التي من شأنها تفرض النظام والقانون والعدالة الاجتماعية ، وتسعى نحو نهضة البلاد والارتقاء بالمواطن علميا واقتصاديا واجتماعيا .

بعض النظر عن صوت نشاز قرأنا عنه أنه غرّد خارج السرب الحضرمي ، فصاحب ذلك الصوت النشاز قدم اهله من جبل يافع ، وفتحت حضرموت احضانها له ولقومه ، آوتهم واشبعتهم من جوع وآمنتهم من خوف ، ولما اشتد عود صاحب هذا الصوت النشاز وصقلت حضرموت موهبته الشعرية تمادى في فضائحه الداخلية ..... و(( شرد )) ، أنه صلاح احمد الاحمدي ، شرد في سفره الى الهند برا نحو زنجبار ابين ، وكان في معية سالم بن علي النقيب وفي زنجبار ( ابين ) كما جاء في تاريخ بن عبيدالله ( بضائع التابوت ) (( ان صاحب زنجبار سأل النقيب عن احوال القعيطي فأخذ يقلل من شانه ويصغر من أمره فقال له صلاح لوكان صغير الشان لما كنت انا وإياك بهذه المتابه ))
ومن زنجبار توجه صلاح الاحمدي الى عدن وفيها صرف له جواز (( انجليزي )) ، تلك الجوازات التي كانت تصرف لرعايا ( دول الكومنولث Commonwealth of Nations‏) البريطاني .

[CENTER]نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

شرد صلاح الأحمدي بجوازه ( البريطاني والذي ظل يحمله حتى مماته كهوية وطنية له ) شرد نحو الهند واستقر به المقام في حيدر آباد ، وكانت الهند بما فيها حيدر آباد مستعمرة بريطانية ، وقد اتخذ صلاح الاحمدي لنفسه اسما مستعارا لكتابة قصائد التكسب والهجاء ، وحين علم بالمشروع الوطني الحضرمي في احلال الصلح والسلام في حضرموت صب غضبه على هذا المشروع واتهم الذين وقعوا عليه بأنهم باعوا حضرموت ، جاء ذلك ضمن قصيدة ( صمعاء ) يجدها القارئ ضمن موضوعي في سقفية التميز ، إلا أن الشعراء من ابناء حضرموت لم يطقوا صبرا ، بهذا المتحرش بالشعر وبالسلام وبالشؤون الداخلية الحضرمية ، فأنهالت عشرات الردود عليه ، فكانت قصيدة الشاعر والمقدم عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز المقيم ببندر ( ميدان ) بجاوة هي بمثابة الرد القوي والدامغ والقاصم للظهر الذي أفحم الأحمدي واسكته وجعله يعتزل قول الشعر ، جاء هذا الرد القوي والبليغ في صورة خطاب شعري سياسي تتجلى فيه صور الموقف على حقيقته ، وهو رسالة موجه للذين يرفضون الصلح والسلام ، من على شاكلة صلاح الاحمدي اليافعي والمغرر بهم ، قال المقدم بن عبدالعزيز:



والفسل ما له صيت في مقامات الجدود= لا أفتكت الوديان ما يطلع حموله في السنود
اجواد نسل اجواد رجعوا فيك ياجلد القعود= نسبوه للاحقاف غلطه ما معه في الملك عود
ذلا تبع ظهر نفسه وحده عاد في الشاره ردود= يثني على من مات من الاجواد والشيبه عبود
اولادهم من بعدهم ما نزلوا من امات الشدود= والشغل ما هو عار ياشحاث غشيت النقود
بايجمعون المال للأجواد ما هو للوغود=

كان محتوى هذا الخطاب ضربا من ضروب الهجاء الصريح الموجه لصلاح الاحمدي ( الشرود ) ، كما نعتته كثير من القصائد ، هذا الهجاء جاء كردة فعل مقبولة لتهجم صلاح الاحمدي على قبائل وسادة حضرموت ، ولم تكن قصيدة الاحمدي الذي يحمل الجواز البريطاني والمواطنة الهندية من واقع ( معارض ثوري ) كما يروج له المزايدون بالثوريات والشعارات والمصنفون لشعراء ثوار كانوا يعارضون الوجود البريطاني ، بل كانت قصيدة الاحمدي خطاب هزيل من شاعر (( شحاث )) عرف عنه التكسب بالشعر سوى ، بالذم او الهجاء وهذا ما صرح به المقدم بن عبدالعزيز في خطابه الشعري الصريح دون موارة او خشية من ان يلجأ الاحمدي الى شعر الهجاء تحت اسمه المستعار ( الفرزدق ) لهذا قال المقدم بن عبدالعزيز:


والظاهر انك لي طلبت الرفد في أيام الورود= ما تفطن الجودات لك عادات تجحد كل جود
يافع بني مالك وهمدان المقدم في الوعود= طرحوا على الاصلاح قبل النار توكل كل عود
ما عندهم تأويل فيكم قشاشه في الربود= لي يحسبون العز والناموس يقومون الردود
تبعوا دولهم جابوا الجودات جنوا على العمود= ذا حفظ للأرواح والاموال من زام الجودود
أتعاونوا على الصدق مرّه خلوا المصلح يقود=


وتتسلسل بنية قصيدة بن عبدالعزيز العاشق للسلام والداعم للصلح والاصلاح ، تفنذ مواقف جميع الحضارمة الشرفاء التواقين لحفظ دماء المسلمين ، وأموالهم واعراضهم فيختتتمها بوميض قوي من اشارات جميلة تجلى فيها الخطاب الشعري السياسي والاجتماعي والبطولي ، إشارات لها مدلولاتها التاريخية العمية ، جاءت من ثنايا فخره واعتزازه بأرومته ونسبه الممتد في عمق التاريخ العربي الاسلامي ، حيث كان لهذه القبيلة العربية سيرة وتاريخ ومواقف بطولية مشهودة ومشرفة حين وقفت مع سيدنا ( علي كرم الله وجهه ) وتفاخرت قبيلة همدان بموقفها الشجاع في نصرة سيدنا ( علي كرم الله وجهه ) في معركة الجمل حيث تقول الروايات التاريخية :

(( خرج أهل الكوفة على راياتهم حين أنتدبهم الأمام على بن أبي طلب عليه السلام لنصرته في وقعة الجمل وخرجت فيهم همدان ورأيتها يومئذ لسعيد بن قيس الهمداني ومعه من أشراف قومه وفرسانها: يزيد بن قيس الأرجي، ومالك بن كعب الأرجي، وسعيد بن نمران، والحارث الأعور وقوم من بكيل وشبام . وحين بدأت وقائع القتال في يوم الجمل، وحمي وطيسها، التف الهمدانيون حول الأمام على ووقفوا بين يديه يفتدونه بأنفسهم، فقتل على رأيته يومئذ عشرة فيهم خمسة من همدان وخمسة من سائر اليمن، وبرز منهم فرسان في ذلك اليوم " يزيد بن قيس إذ راح يخترق الصفوف شاهراً سيفه، وإنه بين ذلك ليضرب به وجوه الأزد وضبة فيكشفهم عن مواقفهم ، وانتهت وقعة الجمل بانتصار الأمام علي وهمدان )). ( ( عند الجمل قعود ولا بالوا بشراق الحدود )


ذا قول عبدالله ولد صالح على الجوده يسود= نسبتي من همدان لي حدّث ( علي ) يوم الوفود
هدّوا مع سيد الأمانه بالشجاعه على الجحود= وحضروا الاموال بين ايداه وأوفو بالعقود
حنوا على عاره وجنسه بعد موته في اللحود= عند ( الجمل ) قعود ولا بالوا بشراق الحدود
وختمها ما بات بطيبه صرفها غالي ودود=- والموت عندي على الشرف حبه بزينات الخدود
تاريخ نظم القول في القعده مقرر بالشهود= والست والخمسين وثلاث الميه والألف عود







.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-17-2010 الساعة 05:45 PM
  رد مع اقتباس