عرض مشاركة واحدة
قديم 11-18-2010, 10:23 AM   #32
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدموني [ مشاهدة المشاركة ]
ابداع جميل و طرح قوي واسلوب ممتاز وموضوعي ؛؛ دراسه راقيه موثقة تاريخيا ووثائق مهمه تعزز اطروحات الموضوع الموضوعية

الترقي في التعقيبات من ابداع في طرح جديد الى طرح أروع منه

شكرا لاستاذنا ابوعوض الذي نقلنا الى تلك السنوات التي شهدت ميلاد مشروع السلام وقيام نواة دولة عصرية في حضرموت، استفدت كثيرا وتكونت صورة كاملة عن تطور الخطاب الشعري في ذلك العصر.



لابد من أن نسلم أنه في الثمانينيات من القرن الماضي كان الخطاب الشعري الحضرمي خطابا اصلاحيا ، يدعو الشعراء فيه الى تحقيق الصلح وتحقيق السلام الاجتماعي في حضرموت والسعي نحو الاصلاح . لقد بينا ذلك من خلال تلك النماذج التي استشهدنا بها لشعراء الثلاثينيات ، وكيف كانت تبرز قصائدهم تصورا يتكئ على نماذج شعرية جديدة فيها الحس الوطني الحضرمي ، والحس الوطني العربي والاسلامي ، تتجلى من خلاله إشكاليات حضرمية وعربية محددة وواضحة لا نجدها في خطابات شعراء العامية والنبط في تلك الحقبة الماضية .

وإن كانت القضايا الحضرمية الداخلية هي محور اهتمام شعراء تلك الحقبة من ثمانينيات القرن الماضي ، إلا أن الشاعر النهدي ( علي ابوزيد ) يعد من أول الشعراء الذين استحضروا في خطابهم الشعري قضية فلسطين ، فكان لحضور هذه القضية دلالاته المهمة في الشعر الحضرمي المهاجر في الارخبيل الاندونيسي ، وهذه الدلالة تبين لنا أن الشاعر يعيش حالة متوترة مع جميع العرب تجعل حضوره في قلب احداث أمته و في وسط المتغيرات التاريخية حضور انتماء صادق لأمته وقضاياها المصيرية ، وبدون شك مثل هذه القصيدة تركت أثرها على لغة الخطاب الشعري الحضرمي ، من حيث أنها نموذجا تاريخيا يبين قدرة الخطاب الشعري السياسي على التفاعل مع الأحداث المحلية والعربية .
يقول الشاعر علي النهدي في قصيدته التي جاءت ضمن أعداد مجلة الترجمان ( سنة 1357هـ ) :


ترقـّت الأمه ونحن نسجل هبانق= ولابلغتنا شي زخارف هبانقها
فلسطين غابت تحت خماس باشق= ومن ينقذ ارض الله من خمس باشقها


هبانق : نسبة إلى هبنقة وهو رجل من عرب الجاهلية يضرب به المثل في الغباء والحمق ، قيل من حماقاته انه نظم قلادة من ودع وخزف وضعها في عنقه حتى يميز بها نفسه عن غيره من الناس فيعرفونه ولايضيع عن اهله وعشيرته.
بات ذات ليلة وبينما هو نائم رأى اخوه القلادة بجانبه فتقلدها في رقبته وخرج...فلما نهض (هبنقة) من نومه بحث عن القلادة فلم يجدها... وبينما هو يبحث رأى اخاه يلبسها في عنقه... فناداه فلما جاءه نظر اليه مستغربا حائرا ثم قال له (انت انا... فمن انا؟!)


بريطانيا عملت عمل غير لايق= ولا صورت حد في خطاها ولايقها
تعدت ولا بالت ببلع الحقائق= وزاحت صناديد العرب عن حقايقها
وهانت بني الاحرار هون الرقائق= والاحرار حاشا ما تساوي رقايقها
يضلون ويباتون صرعى المشانق= بظلم العدو صارو ضحايا مشانقها

كما حمّل العرب والعالم معهم بريطانيا مسؤولية ضياع فلسطين ، فالشاعر ( ابوزيد القانص ) يحمّل بريطانيا مسؤوليتها التاريخية من القضية الفلسطينية ، إذ أنه في 2 نوفمبر/ تشرين الثاني 1917 ، كان الفلسطينيون والعرب على موعد مع أكبر كارثة في تاريخهم الحديث تجسدت في ( وعد بلفور) الذي منحت بموجبه بريطانيا الحق لليهود في إقامة وطن قومي لهم في فلسطين . وما يضاعف من وطأة وقسوة تلك الكارثة الإطار الذي رسمت من خلاله ، ومازال مستمرا ويئن تحت وطأته العالم العربي ، فبريطانيا كانت هى الواجهة والغرب بأكمله يدعمها إبان تنفيذ مخطط إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين .

في عام 1916م شجعت وساعدت بريطانيا العرب على قيام الثورة العربية ضد العثمانيين ، نكاية لتحالف الأتراك مع الألمان ، وتمكنت الثورة من طرد القوات التركية من الحجاز , ومن مناطق في شرق الاردن واليمن وبمساعدة المجهود الحربي البريطاني عسكريا وسياسيا . اقترب العرب من اقامة الدولة العربية الموحدة في الجزيرة والمشرق,الا ان بريطانيا بدات تنفذ مخططتاتها في التجزئة والاحتلال والالحاق ، وتبخر حلم العرب من جني حصاد ثورتهم على الأتراك .
وانتقل العرب من حكم العثمانيين إلى سيطرة الأستعمار البريطاني والفرنسي حيث تم تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو دون النظر إلى مصالح العرب ، واصبح العرب الخاسرين ، فلقد تقسمت أراضيهم الى دويلات وتم تأسيس دولة أسرائيل في فلسطين . وتم قمع الأحرار العرب وشنقهم .


اين العروبه اين خالد وطارق= وجيوش في كل الأقاليم تطرقها
واين اهل فـن الحرب واين البيارق= واين الكتايب ذي تقدم بيارقها
واين الذي شد والخوف على المفارق= وعمّال في كل النواحي تفرقها
واين الخشوم العوج ياهل البنادق= واين القبايل ذي تشب بنادقها
اين الخلف بعد السلف والوثائق= واين العرانين القديمه وثايقها
واين أمة الاسلام صاروا فرائق= عسى الله يجمع شملها وفرايقها
بغينا على ملك العدو يوم صادق= نجازيه والابطال تبدي صوادقها
بآلات حربيه وباروت حارق= ذخائره والكرسي وخزنته نحرقها
بضرب الميازر ضيقات المعانق= ودقع الرصاص الذايبي من معانقها
تسمع لها ضجات مثل الصواعق= وقطع المنايا في نوازل صواعقها

دلالات تحيلنا نحو العمق العربي والاسلامي : ( اين العروبة ؟ أين خالد وطارق؟ اين أهل فن الحرب ؟ اين البيارق ؟ أين الكتايب ؟ اين أهل البنادق ؟ أين الخلف ؟ أين القبايل ؟ أين العرانين ؟ اين أمة الإسلام ؟ ))

استصراخ واستهاض بجميع الأمة ورموزها التاريخية وابطالها ، ذلك كان ردا على قصيدة هزيلة قالها الشاعر صلاح الأحمدي قرأنا فيها صرخات استنهاض لقبائل متناحرة مفرقة ومجزأة نتيجة الصراعات والحروب والفتن الداخلية
( اين آل عبدالله ، وين سالم بن عبود ، اين القعيطي ، اين يافع ـ اين التميمي والمناهيل وبن عبدالودود ؟ اين الشنافر اين نهد اين الجعيدي اين كنده لاتعزوى بن كنود ؟ اين العوبثاني وسيبان أين بوعمود ؟؟ )

نستشف من هذا الخطاب الشعري السياسي أن الشاعر قال هذه القصيدة الجزلة القوية ، ردا على قصيدة الشاعر صلاح الأحمدي ومن كانوا ينساقون بإعجاب خلف مجارات جعجة قصيدته الفارغة من المضمون ، سوى جعجة صراخ استنجاد ضعيف موجه نحو دائرة قبلية ضيقة وضعيفة ، ناشد فيها قبائل حضرموت المتناحرة رفض الصلح والمعاهدات في ما بينها البين ، ورفض السلم والسلام الاجتماعي من أجل إطالة أمد الفتن والحروب الأهلية ، والتي تنصب في نهاية المطاف لمصلحة ( اليهود ) الذين كانوا حينها يسعون الى تشتيت العرب وتفريقهم في تلك الفترة عندما غدا المشروع الصهيوني قيد بداية التنفيذ على أرض الواقع الفلسطيني .

لهذا لاعجب أن يرد على اصلاح لاحمدي ، الشاعر المقدم عبدالله بن صالح بن عبدالعزيز والذي فطن الى ما يهدف اليه صلاح الاحمدي من وراء قصيدته ( الصمعاء ) والتي تتمهاى مع المشروع اليهودي قال المقدم بن عبدالعزيز

اجواد نسل اجواد رجعوا فيك ياجلد القعود= نسبوه للأحقاف غلطه ما معه في الملك عود
ذلا تبع للناس ما يرقع معه قبضه وغود= يضر وهو غابي قياسي شخص من نسل ( )

ما كان بين القوسين فقد تركه الشاعر فراغ ، وعليك ايها القارئ الفطن أن تدرك أن الكلمة هي : ( شخص من نسل ( اليهود ) ) حتى تستقم القافية وتصل الرسالة ...!!



.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 11-18-2010 الساعة 10:38 AM
  رد مع اقتباس