[شيخ القبايل.]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبوعوض الشبامي [ مشاهدة المشاركة ]

شكرا للأخ شيخ القبايل وما حمله (( هامه من يواهر )) من المعلومات حول ظاهرة تشابه المسميات لبعض من البلدات والقرى . وهناك ملاحظات حول المعاني وليست المسميات ، بالنسبة لمعنى السحيل ليس بالضرورة أن يكون اسم للأعمار بسفح الجبل ... فمعظم قرى بلدات حضرموت تتميز بظاهرة العمران في أدنى سفح الجبل ولما تسمى (( سحيلا )) . وظاهرة وجود العمران بسفوح الجبال تتحكم فيها العوامل الطوبوغرافية حيث ان البعد عن مجاري السيول هو المكان الآمن بالنسبة للأعمار في سفوح الجبال . فالسحيل في شبام وسيئون وغيرها من البلدات الحضرمية سميت سحيلا لسبب معروف حيث كانت هذه المواقع في القديم اماكن خاصة بالمناويل وعمال (( الحياكة )) واشتهرت هذه المواقع بصناعة البرود الحضرمية وفي اللغة العربية يأتي معنى (( السحيل الخيط غير مفتول والسحيل من الثياب ما كان غزله طاقا واحدا )) . قال الشاعر الجاهلي طرفة بن العبد : وبالسفح آيات كأن رسومها= يمان وشته ريدة وسحول وكل البلدات الحضرمية التي اشتهرت بصناعة البرد الحضرمية كانت بضواحيها (( سحيلا )) و (( حويرا )) وفي السحيل توجد المغازل للبرود ، وفي (( الحوير )) يتم زراعة اشجار الحوير التي كانت تستخدم في صبغ المنسوجات (( النيل )) . الحوطة : هنا التباس واضح بين معنى الحوطة حسب المفهوم العقدي عند الحضارم وبين (( الحيط )) الذي يقصد به البستان المسور بحيطان . والحيط كلمة فصيحة ، أما الحوطة فإنها احالة الى مدلول عقدي واجتماعي حيث انها في الغالب ما تكون مقرا لسكنى احد الأفرع من السادة العلويين أو المشائخ المعروفين بالزهد والاصلاح ، وغالبا ما يسعى المناصب في جعل بلداتهم حوطا أي مناطق آمنة للجميع ، يلجأ اليها المتنازعين في الببيع والشراء وممارسة الشعائر الدينية الأخرى . وغالبا ما تكون هذه الحوطة ضمن دائرة حماية روحية من ولي معروف أو اسرة من السادة والمشائخ يشهد لهم بالتقوى والصلاح . الحزم : ليس بالضرورة أن يكون له علاقة بالبناء فالحزم يجمع على (( حزوم )) والحزم في اللغة كما جاء في لسان العرب (( الحزم الغليظ من الأرض وقيل المرتفع وهو أغلظ وأرفع من الحزن والجمع حزوم )) فكل غليظ من الأرض ومرتفع يسمى حزم وكذا الحال في فقه لغة الحضارمة .!!! . .

ما الجواهر واللآلي الا ما تأتينا به ياعمنا الغالي .. وحديثك هنا حديث الفائدة الممتعة واللفتة البارعة الى جوهر الكلام ومعناه .

واذا كان السحيل له علاقة بالصنعة القديمة التي اشتهر بها الحضرمي .. حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان اذا تزين باللباس التفع بالبرد الحضرمية وانتعل الحضرمي الملسن .. فهذا من شرف مهنة الاجداد الذين لم يحمل تأريخهم العريق الا النفع للناس ..

الا أن السحيل أيضا كالساحل .. له من ( طبوغرافية المكان ) نصيب وافر ..

حيث يسحله الماء فيمهده ويخصبه .. وهو اقرب الى مجرى الماء من الحزم المرتفع الغليظ الابعد ..

فتكون في نواحي السحيل شيء من بساتين النخل والآبار المسورة والأحساء .

وكم نطمع منك عمنا أن تتحدث عن الحوير والحواير وتشفع لنا صورا من تلك الاشجار .. وهل بقي منها شجر مزروع في بلادنا .

و عرين الاسد لايخلوا ...


تقبل احترامي وتقديري وتحياتي