عرض مشاركة واحدة
قديم 01-08-2010, 04:08 PM   #23
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

في هذا الصدد و في نفس سياق الموضوع و لإثرائه أود هنا أن أضع محورا للمناقشة حتى نخرج بحصيلة ولو شبه أكاديمية مفيدة كي لا يكون الموضوع مجرد مقال صحفي لا يضيف جديدا إلى أمكانيات و قدرات هذا الفنان القريب إلى قلوبنا جميعا اللامع في سماء الأغنية الحضرمية التقليدية و التي ينظر إليها كتراث يندرج ضمن سيرورة التنشئة السوسيوثقافية للمجتمع. وعندما نقول الأغنية فإننا نعني بذلك كل مكوناتها التي لا يسهل تفكيكها إلى عناصرها الأولية كل على حدة من كلمات و لحن و أداء و مستمعين
و هياكلها الأخرى المساعدة. و أن الأغنية التي استطاعت أن تحقق تلك الملاءمة المثمرة بين الأداء و التلقي، إنما هي بناء متكامل ومنسجم ـ كلمات و لحنا و أداء و متلقي ـ و هي أيضا ظاهرة ثقافية حضارية تلتصق التصاقا وثيقا بالحالة العامة للمجتمعات، في كل مناحي حياته، ففي كل مرحلة من مراحلها، تلصق الظروف السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية بصماتها عليها ، فتظل حية و في حالة تغير و حراك مستمرين، يتطلب من الباحث الوعي التام في تعامله مع مصادرها و وضعها أيا كان تصنيفها محل نقد وتقصّ و تمحيص للتوصل إلى حصيلة متماسكة، بعيدا عن الميول و الأمزجة الشخصية، حتى لا نخلط بين التأريخ و الترويج الصحفي التي كثيرا ما نلاحظه في كثير من الكتابات غير المنصفة التي في المتناول. لذا فإننا نجدها على كثرتها، و خصوصا تلك التي طالعتنا في الآونة الأخيرة، مبتورة غير مترابطة و لا تعطي تسلسلا منطقيا لمراحل تطور الأغنية الحضرمية. فهي في الغالب تجاري الصورة المتبلورة في ذهن و مخيلة المتلقي و يتحاشى الكاتب مناقشتها مناقشة جادة، أو يخالفهم الرأي، أو مصادمتهم، لذا فإنها في الغالب لا تسبر غورا، و لا تحدث أمرا.
و أسطر هنا ملاحظة أتوخى منها التوضيح حتى لا يؤول ما كتبت و أكتبه إلى غير ما أقصد و أن يحمل أكثر من أن يحتمل.
لقد كان الشيخ/ علي أبوبكر باشراحيل أحد أعمدة العناء الصنعاني
و أكثرهم إتقانا لها كذلك المسلمي و الماس فهم جميعا من أساطين الغناء الصنعاني أيضا و لكننا عندما نسمع مثلا إلى أغنية باشراحيل (جرح الدمع) ثم نسمع المرشدي في أغنيته( وا مكحل عيوني) و هما بلحن واحد مع اختلاف الكلمات فإننا نجد أداء المرشدي بالنسبة لأسماع الكثيرين منا أكثر تقبلا و أقرب إلى وجداننا هل معنى ذلك أن المرشدي أتقن الأغنية أفضل من باشراحيل؟ ... ليس هذا سؤالي
و لكنه مقدمة للسؤال حتى نقربه إلى أذهاننا ذلك أننا حساسون جدا لمثل هذه المقارنات و خصوصا عنما تتعلق بأغانينا و بالذات لفناننا محمد جمعة خان و هو من أساطين الغناء الحضرمي. و لكننا أكثر انسجاما عندما تؤدى هذه الأغاني من قبل فنانينا المعاصرين أمثال سعيد عبد المعين و كرامة مرسال و بن بريك و أخيرا بدوي زبير
هل معنى ذلك أنهم يتقنونها أفضل من محمد جمعة خان؟
و حتى نسهل الأمر حتى لا يبدو تصغيرا من شأن هذا أو ذاك إذ أن كل فنان يؤدي الأغنية بروحه و أسلوبه مع العلم أن أغانينا التقليدية لا يمكن أداؤها مرتين بطريقة متطابقة حتى و لو أداها نفس الفنان لأسباب يطول شرحها و ليس هنا مجاله و لنجعل المقارنة من خلال عناصر الأداء: صوتا ، حضورا، اتقانا، وضوحا لمخارج الكلمات .. إلخ. ربما يبدو طرحي غريبا و لكن لنتكرك الحساسية جانبا و نقرأ المعطيات قراءة تحليلية .
لماذا نرتاح ـ و خصوصا عند الشباب ـ لأداء كرامة مرسال و بدوي زبير أكثر من محمد جمعة أحيانا؟
هل لأن كرامة مرسال أو بدوي زبير يتقن الأغنية الحضرمية أفضل من محمد جمعة؟
هل لأن الوسائل التقنية الحديثة ساعدتهما على إبراز إمكانياتهما؟
و شكرا
  رد مع اقتباس