عرض مشاركة واحدة
قديم 11-06-2010, 02:44 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي بين قبـــرين ....!!

.

جل أيام الإجازة الماضية قضيتها في تعز ، ثم حين قربت ايام العيد الفطر قضيتها في عدن ، تعز مدينة جميلة يطل عليها جبل صبر ، وجو تعز بارد وممطر . واثناء أيام الإجازة زرت قبرين . ومن واقع زيارتي للقبرين أكتب لكم معلومات ربما تكون مفيدة أو جديدة لقراء هذه السقيفة .

القبر الأول

----------

قبر الشيخ عبدالهادي السودي .

فمن هو الشيخ عبدالهادي السودي؟؟
الشيخ عبدالهادي السودي من مواليد 932هـ وينتمي الى اسرة عريقة تعرف ببني سود ، وهي قبيلة ترجع الى عك بن عدنان ، وموطنهم الاصلي يحمل اسمهم قرية ( محل سود ) بناحية الزهرة في الجزء الغربي من اليمن .
درس القرآن على يد والده وأختتمه ، و درس علم الحديث والبديع والبيان وعلم التصوف ، وتنقل في طلب العلم بين مدن اليمن ، ومكة المكرمة ، والمدينة المنورة ، وقد جمع من حوله كثير من المريدين ، وكانت المحطة الأخيرة في حياته مدينة تعز. وفيها استقر وسكن ودرّس العلوم الدينية . وله مسجد يسمى مسجد المشنة ويقع بجوار مدرسة التقوية في الوقت الراهن وقبره ملاصق لمسجده.

اعتمد على وسائله الخاصة في تربيته لأصحابه ومريديه ، تعتمد على المحبة المتبادلة في الله ولله ، ومراقبة الخواطر وتقويمها ، والقهوة ، وقرأت عنه روايات تشير الى مكانة القهوة عنده وأهميتها له ولمريديه ، وقد عرفت القهوة طريقها الى اليمن في القرن التاسع الهجري ، وقد كانت تصنع تارة من البن وتارة من القات الذي عرفته اليمن قبل ذلك الوقت ، وقد كان الشيخ عبدالهادي كثير الولع بالقهوة الى درجة يصبح الحديث عنه بدون ذكر القهوة غير مكتمل ، وقد كانت القهوة مثار جدل وخلاف كبير بين علماء المسلمين في كل من اليمن والحجاز ومصر ولكنها كانت بالنسبة لشيخنا عبدالهادي تمثل احد وسائله الخفية التي يدخل بها الى اعماق طلابه ومريديه.

للشيخ عبالهادي السودي مؤلفات من اهمها ديوانه ( بلبل الأفراح ) وديوان ( نسيمات السحر ونفحات الزهر ) من اقواله:

لغير جمالكم نظري حرام= وغير كلامكم عندي كلام
وعمر النسر منكم بعض يوم=وساعة غيركم عام فعام
وصبري عنكم شيء محال= وما لي قاتل إلا الفطام
إذا عينتكم زالت همومي=وإن غبتم دنا مني الحمام





القبر الثاني
----------



قبر الحبر اليهودي اليمني والشاعر سالم بن يوسف بن خلفون الشبزي أو (( موري شالوم شابازي )) كما ذكرت ذلك بعض المراجع ، والحبر سالم الشبزي (( 1619- 1720م )) ، رجل دين يهودي شاعر ومؤرخ وخياط ، ولد في منطقة نجد الوليد بالقرب من مدينة تعز ، وقد قضى معظم حياته في صنعاء قبل أن يُنفى اليهود منها في أواخر القرن السابع عشر ، وقد عُرف الشبزي كواحد من أبرز رجال الدين اليهود ويعد واحداً من مؤسسي مدرسة الشعر الحميني في اليمن ، فقد كتب الشعر باللغتين العربية والعبرية ، ووضع كتاب الديوان الذي احتوى على 550 قصيدة فصل فيها عادات وتقاليد وأعراف وسلوكيات المجتمع اليمني.حيث نشر الديوان الفريد لأول مرة في عام 1977 من قبل معهد بنزفي الإسرائيلي.

عاش الشبزي بين شوارع وأزقة مدينة تعز قبل أكثر من مائتي عام. وهو ما جعل ضريحه يمثل قِبلة يؤمها المئات من أتباع الديانة اليهودية في اليمن وخارجها ،حيث تراهم يزحفون عليه ويحجون إليه ،حاملين معهم دموع خطاياهم وذبائحهم ونذورهم بحثاً عن الكرامات والشفاء ..

للحبر سالم الشبزي قبة على ضريحه ، يطلقون عليها (( القبة البيضاء )) تقع بالقرب من حصن القاهرة في تعز ، أصبحت قبته أحد أبرز المعالم الأثرية المُثيرة للجدل بعد رحيل الشاعر اليهودي الشبزي ،حيث يقصدها الحجيج من أبناء الطائفة اليهودية ،الذي يرون فيها وفي بقايا قبره، الواقع إلى الشرق من حصن القاهرة ما يريح خيالاتهم ويشفي قلوبهم وأمراضهم . وفي اليمن حيكت من حوله الكثير من الأساطير ، ولكن ما يهمنى أن نعرف عنه أنه شاعر وعلم هام من اعلام الشعر الحميني في اليمن . ولازال اليهود اليمنيون يحافظون الى هذا اليوم على تراث الفن اليهودي من كتاب اسمه (( الديوان )) لسالم الشبزي . جرت عدة محاولات اسرائيلية لنقل رفات قبر الحبر سالم الشبزي الى القدس وكلها باءت بالفشل لإصرار اليمن بأن الحبر سالم الشبزي مواطنا يمنيا وشاعر له بصمات واضحة في الشعر الحميني اليمني .

ومن كلمات الشاعر سالم الشبزي اغنية خطر غصن القنا




من اغاني سالم الشبزي بالعبرية والعربية








.
التوقيع :
  رد مع اقتباس