[حسن البار]

من هم أصحاب البدع

شريحة لا باس بها من دعاة السلفية والمنتسبين الى هذه المدرسة يكيلون التهم الجزافية لكل من خالفهم في معتقداتهم وأفكارهم مهما كانت أدلته وحججه التي يستند اليها ويصفونه بالمبتدع تارة وبحامل العقائد الشركية تارة أخرى !

هنا سأحاول سرد بعض المحدثات والبدع التي لايرى فيها باسا ويقبلها ويعمل بها ويتهافت عليها منتسبي المدارس السلفية بل قد تجد بعض هذه البدع من البدع المنكره وغير المستحسنة شرعا :

1- صلاة التهجد في رمضان :

تؤدى صلاة التهجر في العشر الآواخر من رمضان جماعة في المسجد الحرام وفي المسجد النبوي وفي الكثير من المساجد ويجتمع الناس فيها على إمام واحد .
يحرص البعض على أدائها أكثر من حرصه على أداء الصلوات المفروضة ويتزاحم البعض على مساجد معينة لأن الشيخ ( فلان ) صاحب الصوت الحسن إمام في ذلك المسجد . هذه الصلاة وبتلك الكيفية لم تكن على عهد رسول الله و لاعلى عهد الخلفاء الراشدين ( وهم الأحرص منّا على طاعة الله والتقرب اليه ) !!!

2- ختم القرآن في رمضان والتغنّي بالدعاء :
يحدد في آخر شهر رمضان المبارك يوم لختم القرآن الكريم ويتزاحم الناس على الذهاب الى مكة المكرمة والمدينة المنورة لحضور الختم وفي آخر صلاة التراويح يترنم ويتغنّى الإمام بالدعاء ويثير به شجون المصلين لتتصاعد الاصوات بالبكاء والنحيب . هذه المحدثة لم تكن على عهد رسول الله ولا على عهد صحابته من بعده . وهي التغنّي بالدعاء وتحديد يوم لختم القرآن .

3- أئمة المساجد وحلقات التدريس في الحرمين :
يشترط جماعة السلفية المتشددة شروطا في الإمام من خلال سلطتهم التشريعية في الدولة ومنها أن يحمل جنسية محددة وأن يكون قصير الثوب كث اللحية . أما ائمة الحرمين فلا يتأهل لها سوى فئة قليلة تنتمي الى مناطق محددة وغيرهم لايمكن أن يؤم المصلين ... لايسمح لأي عالم من علماء الأمة الاسلامية أن يقوم بالتدريس داخل الحرمين الشريفين مهما كانت غزارة علمه وتأهله للتدريس في الحلقات العلمية . أليس في ذلك بدعة لم يعمل بها رسول الله ولا صحابته ولا من جاء بعدهم من سلفنا الصالح .

4- هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
هذه الهيئة تضم في صفوفها مجموعة كبيرة من الشباب والشيوخ يجولون بسيارتهم وصوالينهم المدن الكبيرة يباغتون الناس في بيوتهم وفي محلاتهم التجارية وفي مكاتبهم . مات في سجونهم الكثير من الشباب المظلوم وكانوا سببا في حوادث سيارات راح ضحيتهما شباب في مقتبل أعمارهم اثناء مطاردتهم لهم في بعض الشوارع يسوقون الناس الى الصلاة سوقا وهم تاركوها في أول وقتها لايعترفون بالجمع للمسافر ولا باوقات الصلاة وطولها ولا بدين المسيحي ولا بنجاسة الثوب ... على أن كل ذلك لم يكن على عهد رسول الله وعلى عهد صحابته الكرام .

5- المخيمات الصيفية :
تقيم بعض جماعات السلفية المخيمات الصيفية في الكثير من المدن وتضع برامج للندوات الدينية والمحاضرات الاسلامية والكثير من الانشطة والفعاليات المختلفة . وهذا كلّه لم يفعله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ولا خلفائه من بعده .

6- الاحتفالات السنوية بالجنادرية :
تقيم حكومة المملكة العربية السعودية كل عام احتفالات كبيرة باعياد الجنادرية وتستقبل مناطق الاحتفال جمع كبير من المدعوين والزوار وتظهر في وجوه الناس البهجة والفرحة والسرور بهذه المناسبة الغالية والعزيزة على قلوب شعب المملكة العربية السعودية العزيز . رقصات واناشيد واوبريتات غنائية وكذلك محاضرات وندوات وفعاليات إسلامية كثيرة ...
سنّ هذه البدعة الحسنة رجال وساسة المملكة وأقرها لهم كبار العلماء والمفتين بينما لم يقرّوا لنا إحتفالنا بمولد المصطفى صلوات الله وسلامه عليه وأعتبروه بدعة سيئة .
.
7- غسيل الكعبة :
يقوم أمير منطقة مكة المكرمة حفظه الله بالاشراف على غسيل الكعبة المشرّفة في غرة شهر رجب من كل عام ويُدْعى الى هذا الحدث الكبير جمع كبير من علماء ومفكري العالم الاسلامي ويفتح باب الكعبة بعد الانتهاء من غسيلها ويسمح للمدوعين بالدخول الى داخلها. وهي محدثة حسنة مقبولة لم يفعلها رسول الله ولا صحابته .

8- المبلّغ لحركات الإمام :
يقوم المؤذن أو آخر بالتبليغ عن حركات إمام المسجد الحرام والمسجد النبوي مع أن صوت الامام مسموع لدى جميع المصلين بل يسمعه كل العالم من خلال شاشات التلفاز . وهذا العمل لم يكن على عهد رسول الله وعلى عهد صحابته الكرام .

8- حفظ الله خادم الحرمين الشريفين وعافاه وشافاه ورده الى بلده سالما غانما معافى . أدرك حفظه الله الكثير من الخلل وأمر باصلاحات واسعة وأطلق العنان نحو تحاور علماء المسلمين من مختلف المذاهب .
ومن خلال ما نشاهده ونقراءه في وسائل الاعلام ظهرت الكثير من الاسماء التابعة للمدرسة السلفية في القضاء وفي غير القضاء تتلاعب بالامول العامة وتكنز ملايين الريالات في البنوك الربوية وفي خزانها الخاصة .
تلك الفئة المنسوبة الى هذه المدرسة هي التي تبّدع المسلمين وتكفرهم وتقبل شهادة هذا وترفض شهادة الآخر باهوائها لا بماجاء في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم . يشاهد كل ذلك علماء تلك المدرسة ولا ينكرون عليهم ويقرونهم على بعض أفعالهم .

هذه المحدثات قليل من كثير وقطرة من بحر زخّار بالمحداث المتعددة التي أقرتها المدرسة السلفية باهوائها لا بعلمها بينما أنكروا علينا رفع اصواتنا بالذكر بعد الصلاة او القنوت في صلاة الفجر او الاحتفال بالمولد النبوي او ذكر الله في مآذن المساجد آخر الليل او الجهر بذكر الله عند تشييع الجنازة ..... الخ من الأمور المستحسنة المندرجة تحت المأمور به شرعا .