عرض مشاركة واحدة
قديم 09-19-2016, 02:35 PM   #8
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



أحذروا .. داء اليماني



السبت 12 سبتمبر 2015 12:06 مساءً
أنور السكوتي




يبدو إننا كعرب لا نستفيد من التاريخ وأحداثه , ولا نتعظ مما مر علينا من قصصه واخباره , ولا نعتبر إذا اخذتنا العبرة , إلا بعد أن نلدغ من نفس الجحر مرتين واحيانا اكثر , فما بال اقوام يلدغون كل يوم مائة مرة دون أن يتعظوا أو يعتبروا من هذا الداء الخطير المسمى ( داء اليماني ) , وكأنهم في انتظار القاضية منه , فياكم وكم حذرتنا منه الكتب والأقلام , وياكم وكم أصيب من لوثاته أفراد و جماعات , بل وأمم , أسألوا عنه العثمانيين والاتراك والمصريين ونحن الجنوبيين .




لقد خبرناه نحن الجنوبيين وجربناه وعانينا منه أشد المعاناة , إلى أن تعافينا منه بجهد جهيد , وقدرة قادر , فها نحن نحذر منه اليوم , ولا زلنا نحذر , وسنحذر , كي لايقع أحد ما فريسة هذا الداء .



فأتبهوا من هذا الداء الذي لم يعرف التاريخ مثله , فهو ليس بجدري ولا حصبة , وليس بسل أو ملاريا , وليس بإيدز أو سرطان , انه اخطر منهن جميعاً , فهذا الداء خطير مستفحل , لم يجد له التاريخ علاج وقد تجاوز عمره الأربعة عشر قرناً ولا زال مهيمن على ضحاياه , يفترسهم افتراساً كلما سنحت له فرصة , داء يصيب عن طريق المعاشرة أو المصاهرة أو المتاجرة أو حتى المجابرة , ولا يسلم منه حتى الناس العابرة , ورحم الله ذلك الشاعر الذي شخص لنا اعراضه بغية الإحتراز منه , دون أن يلتفت لذلك التشخيص احد , ربما لانه كشفه بصورة عرضية فغاب عن الكثير مضمونه , يقول الشاعر المخضرم العباس بن مرداس بن ابي عامر السلمي في قصيدته التي مطلعها :

أصابت العام رعلاً غول قومهم

......................... وسط البيوت ولون الغول ألوان



إلى أن قال :

وفي هوازن قوم غير أن بهم

......................... داء اليماني فإن لم يغدروا خانوا .



وهوازن من القبائل العربية ( العدنانية ) والتي تعد من جماجم العرب الكبرى . فماذا قصد الشاعر بداء اليماني , ولماذا سمي باليماني ؟ , انه ببساطة : مرض القوم الذين إذا لم يغدروا خانوا فاحذروهم .





http://shabwaahpress.net/news/30835/
جميع الحقوق محفوظة شبوة برس © 2016
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس