عرض مشاركة واحدة
قديم 02-09-2013, 02:36 AM   #32
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الحراك الحضرمي

2/8/2013 محمد عمر باجنيد

حضرموت شهدت ولما تزل تشهد حراكا.. قد يكون فريداً في مسيرته.. فإذا كانت ثورات الربيع العربي استهدفت انظمة الحكم في بلدانها بحثاً عن حكم مدني بديلاً لحكم العسكر.. الذي أدى إلى هزائم نفسيه وعسكريه وحضاريه للامه فإن الحراك الحضرمي هو حراك إنساني صامت.. من اجل بناء الإنسان وتحويل بدائيته المعيشية إلى حياة متحضرة.. ففي السبعينات والثمانينات من القرن الماضي بداء الحراك الحضرمي موجها للشعب الحضرمي بقيادة الشيخ احمد محمد بغلف "رحمة الله عليه وعلى موتانا وموتى المسلمين".. من خلال مشاريع خيريه و بجهود فرديه كان ابرزها توصيل المياه إلى المنازل عن طريق الانابيب بديلا للنقل التقليدي للماء.
-
اما الحراك الحضرمي المعاصر فهو دعم الحركه العلميه الذي اوقد شرارتها الشيخ احمد محمد باجنيد مع مجموعه من رجال الاعمال الحضارمه في تسعينات القرن المنتهي..فكان إضاءة جامعة الاحقاف في المكلا ابرز اعمالها في المجال التعليمي... ..وضمن الحراك الحضرمي أنشاء رجال الاعمال الحضارمه مجلس الامناء الخاص بدعم جامعة حضرموت الحكوميه .. ..

فكان من النتائج الاوليه لذلك الدعم بناء وتجهيز كليتي الطب والهندسه في فلك بمدينة المكلا ..ولإنه حراك حيوي لا يتوقف في زمن ويرتبط بمسيرة المجتمع الحضرمي كله ..كانت زيارة الملياردير السعودي ذي الاصول الحضرميه الشيخ عبدالإله بن محفوظ إلى كلية البنات الاسبوع الماضي في مدينة سيئون من اجل تقديم الدعم للكليه من خلال مؤسسة العون التي تقوم بدور مبهر في خدمة التعليم ...وقامت المؤسسه بتزويد خمس ثانويات في حضرموت بمبلغ تجاوز 250 الف دولار امريكي...وفي خضم الحراك الحضرمي لتشجيع طلاب العلم... تبنى المهندس عبد الله بقشان رحله إلى ماليزيا للطلبة الاوائل من جامعة حضرموت على حسابه الخاص.

الحراك الحضرمي لم يبحث عن مشاريع ربحيه لكنه حراك يخدم ابناء حضرموت على المدى الطويل ..وهل مثل العلم من خدمه يقدمها الحضارمة الاثرياء لأبناء حضرموت الذين أتعبتهم الثورات والثورات المناهضه..وما نتج عنها من شعارات تؤخر ولا تقدم.

ولعل الدور البارز للمهندس عبد الله بقشان في الحراك الحضرمي يرد على الذين حاولوا ذات يوم ربط غلاء الاسماك في الاسواق الحضرميه بمصنعه للأسماك مما دفع بالرجل إلى إغلاق المصنع والاستثمار في المشاريع التي يربح منها الوطن الحضرمي والمواطن الحضرمي من خلال حراك إنساني لا صلة له بالسياسة او التجاره..ولا يعود لمتبنيه بأية عوائد ماديه.

كان رد الحضارمة على الذين يتهمونهم بالتردد والخوف من الخروج إلى الميادين..ونصب الخيام وحمل اللافتات والصور...وإعلان الاحتجاجات في الازقة والشوارع وامام كاميرات التليفزيونات --- :ان اظهروا حراكا قويا وفاعلاً في ميادين العلم ببناء المدارس والجامعات..وإبتعاث الطلبه المتفوقين إلى الخارج للدراسة الجامعيه او الحصول على شهادات عليا.

الدكتور عمر بامحسون كان اول المتحمسين إلى مساعدة الطلبه الحضارمة الذين يتعذر قبولهم في الجامعات السعوديه وإرسالهم إلى الخارج لتكملة تعليمهم الجامعي..ويشعر الدكتور بامحسون حاليا بالاعتزاز أن حماسه القديم نجح في ان يتحول إلى جمعيه تحمل إسم الصندوق الخيري استفاد منه ابناء آلاف الحضارمة في تكملة تحصيلهم العلمي.-

ولعل السلوك الحضرمي في حراكه وفكره في تطوير المجتمع الحضرمي ..يدل على انه فكر مختلف وذي تميز.. فكر يعمل للبناء ويترك النتائج تتحدث عن إنجازاته.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح