عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2004, 09:27 AM   #2
( masterkey )
حال نشيط
 
الصورة الرمزية ( masterkey )

افتراضي


الحقد الطبقي ظاهرة إجتماعية مرَضية لاينكر وجودها أحد في الكثير من المجتمعات وهذا ناتج طبيعي للمارسات والسلوكيات الإنسانية في كل المجتمعات .فالمجتمعات لابد أن تنشأ فيها طبقات وهذا أمر طبيعي ومنطقي جداً لأن المجتمع لايمكن أن يتشكل من نسيج واحد متجانس . فمثلا في مجتمعنا الحضرمي نشأت الطبقات لإعتبارات ( العلم _النسب _ والقدرة _ الضعف )..
فالسادة مثلاً كانت لهم مكانتهم الإجتماعية المعروفة إلى اليوم .. ومن الأسباب التي جعلتهم يحتلون هذه المكانة الإجتماعية الأعلى في المجتمع الحضرمي هو إشتغالهم بالعلوم فضلا عن نسبهم الشريف . فقد كان المجتمع الحضرمي يرزح تحت وطأة الجهل والظلم . وكان هناك وجود ( علمياً ) لبعض المشائخ قبل وجود السادة في حضرموت . إلا أن هذا الوجود العلمي للمشائخ كان محدودا جداً . ولم تتسع دائرة العلم في حضرموت إلا بعد ان حمل السادة ألوية العلم بتكاتفهم مع المشائخ من أهل حضرموت .

هذه الشريحة وهي شريحة السادة والمشائخ . أوجدت لنفسها مكانة عالية في مجتمعها للأسباب التي ذكرناها .. فلابد من وجود طبقات من الطبقات الإجتماعية الأخرى التي لم تستطع منافستهم علميا تشعر هذه الطبقات ( بالدونية ) من حيث العلم وربما من حيث النسب .. هذه الطبقات حتما عندما تسنح لها الفرص ستحاول الإنتقاص والتقليل من شأن هذه الطبقات التي تعلو عليها علما ونسبا . بل ربما تلجأ لمحاولات التشويه والتشكيك .

كذلك القبائل في مجتمعنا الحضرمي . تجد ان هناك طبقات إجتماعية تشعر بالدونية وبالضعف أمام ( القبائل ) .. فلابد لها أن تذم القبائل وتقدح فيهم وتشكك في سلوكياتهم عندما تسنح الفرص .. وهذا شعور بالدونية كما أسلفت ..

فوجود ظواهر كتلك في المجتمعات أمر طبيعي جداً .. ففي المجتمعات المدنية المتحضرة والمعاصرة
تجد هذه الظاهرة مجسدة تماماً .. فطبقة الفقراء والمعدمين تجدهم يضمرون الحقد وربما يجاهرون به أحيانا على طبقة الأغنياء والموسرين .

والجاهل يحسد المتعلم .. بل ربما ان السقيم يحسد المريض .. فلا غرابة في أن تجد هذه الظواهر الإجتماعية في شتى المجتمعات .. ولايخلو مجتمع منها مهما بلغ علميا أو فكريا أو إقتصاديا ..

هذه ظواهر إجتماعية مرضية .. وهي تعتبر من الأمراض التي تسكن قلوب البعض وتتفشى في الطبقات الإجتماعية . بل ربما تستشري في مجتمع برمته . فتجد مجتمعا يعلن الحسد والكراهية لمجتمع آخر .. تماماً كما تشعر الدول الفقيرة بالدونية من الدول الغنية ..

أبي عوض الشبامي كعادته . ينسب كل مايكتب إلى ذاته معتقدا ان غيره لايطّلع على مايُكتب .. وربما يثير مواضيع بقصد تحريك المياة الساكنة .. وربما لأسباب لايعلما إلا الله وهو ..ولكن إذا كان يثير
مثل تلك المواضيع نتيجة معاناته ومكابدته من مرض الشعور بالدونية مثلاً .. فهذا أمر يرجع إلى سلوكياته وطرق التربية والتهذيب .. فعليه أن يحاول التخلّي عن العقد النفسية والمرضية ولو إقتضى أن يرجع لأطبّاء ومستشفيات الطب النفسي .. وإن كان يثير ذلك بقصد تحريك المياة الساكنة فنقول له
ماهكذا تورد الإبل . فهناك ثوابت وأسس لنقد الظواهر الإجتماعية وغيرها وعلى الناقد المختص ألاّ يتجاهلها ولكن أبي عوض الشبامي ليس ناقداً مختصاً وانما هو مجرد قلم يكتب في أمور شتى دون تخصص .. فلذلك نجد أن جل كتاباته خبط عشواء .. وأفضل تسمية لمثل هذا هو أن نطلق عليه بمصطلح ( معتوه ) فهناك من هو معتوه أدبيا .. ومثل هذا النموذج غالبا ما ينتمون إلى مدارس فكرية مشوهة .
هؤلاء يحاولون أن يتخطوا كل الخطوط الحمراء ويتجاهلون كل الثوابت .. ويرمون بكل القيم والأخلاق عرض الحائط .. فهو لكي يمارس شهوانيته الفكرية المشوهة يفعل ذلك .. ولايراعي ابسط القواعد
مثل هذه السلوكيات . وإثارة متل تلك المواضيع هي مما يثير الفتنة بين طبقات المجتمع .. وتقعيد واضح لسلوكيات عدوانية يراد لها أن تمارس في المجتمعات بغية تدميرها من الداخل . ولأن أبي عوض الشبامي ينتمي لهذه المدرسة الفكرية المشوهة .. والتي عرف عنها بأنها لاتدرك ولاتعي ماذا تحدثه نتائج أفعالها . فتجده وغيره ممن ينتمون لهذا الفكر يكتبون على هذا النحو ..
ولكن إذا كان إبي عوض الشبامي يحاولون أن يختزل الدور الإجتماعي للسادة والقبائل من خلال كتابات شاعر شعبي .. فهذا أيضا خطأ وقع فيه الشبامي .. لأن ذلك الدور لايمكن تصويره للقارئ من خلال مجموعة أبيات شعرية لشاعر ربما كان يشعر بالدونية أو يريد أن ينفّس عن مابداخله ..
لأن هناك الكثير من الشعراء الذين إمتدحوا هذا الدور وأظهروه بصورة مغايرة لماإستشهد به الشبامي ..
وهناك بعض الشعراء والأبيات من شعراء يستشهد بأبياتهم وبشعرهم أبي عوض الشبامي . بل ربما من الشعراء الذي يعتد بهم ويرجع إلى أبياتهم فيما يكتب .. بعضا من هؤلاء الشعراء تعرضوا بالسخرية والنقد من شبام وأهل شبام وطبيعتهم في ناحية إستقبال الضيف فهل يعني أن يأخذ أبي عوض بقول هذا الشعر .. ( حتما يعرف إبي عوض الشبامي من هو الشاعر الذي أعني ) بل ربما يعرف مناسبة القصيدة ونصها الذي ذم فيها الشاعر شبام وأهل شبام في عدم إستقبالهم الضيف بشكل حسن .. وإذا أراد أبي عوض الشبامي أن نأتي بمناسبة القصيدة ونصها سنأتي بذلك ..
هذا لايعني بأن قول الشاعر صحيح .. ولكن أن يشتشهد الشبامي ببعض الأبيات التي تنتقد شرائح مؤثرة في مجتمعها فهذا أمر يظهر سطحية الشبامي وهشاشة فكره ..


التعديل الأخير تم بواسطة ( masterkey ) ; 12-04-2004 الساعة 09:50 AM
  رد مع اقتباس