عرض مشاركة واحدة
قديم 05-03-2010, 12:44 AM   #74
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الجزء الثاني من مذكرات الأستاذ عبدالقادر أحمد باكثير

المكلا اليوم / فهيم باخريبة2010/5/2

منشور الجبهة القومية ببدء الكفاح المسلح
وفي اليوم الثاني قامت مجاميع من الطلاب وأعضاء النقابات والأندية الملتزمين للجبهة القومية بتوزيع منشور الجبهة القومية القاضي ببدء الكفاح المسلح في منطقة حضرموت، وبهذه العملية الجريئة ينتقل النضال الوطني الذي يقوده فرع الجبهة القومية لتحرير جنوب اليمن المحتل في حضرموت إلى مرحلة جديدة من التصعيد ويبدأ معها العد التنازلي أو العكس لإسقاط المنطقة.



وصول ثلاث بوارج حربية إلى المكلا
وكما توقعنا ربما بأسرع من توقع البعض أسرعت السلطات البريطانية بإرسال ثلاث بوارج حربية بريطانية على متنها مئات من الجنود الإنجليز إلى المكلا، وذلك بعد أربع وعشرين ساعة من مهاجمة منـزل السكرتير الحربي، وأنزلت حوالي مائة جندي بريطاني بقبعاتهم الحمراء اخترقت شارع المكلا الرئيسي إلى دار المستشارية البريطانية، ولأول مرة يشاهد أبناء المكلا القوات الإنجليزية تستعرض أمامهم.



الرئيس عبدالله السلال يلقي خطاباً في حفل إستقبال الزعيم جمال عبدالناصر في صنعاء عام 1963م وفي هذا الخطاب قال كلمته المشهورة "على الإستعمار أن يحمل عصاه ويرحل من الجنوب".


وكان وصول البوارج الحربية ونزول القوات الإنجليزية فرصة جيدة لمقاتلي وفدائي الجبهة القومية، ففي ليلة الثامن عشر من يونيو تحركت بعض عناصرنا الفدائية برشاشاتها وقذائفها إلى الساحل في منطقة الشرج ومن جانب مسجد الشرج الواقع على الساحل أطلق الفدائيون قذائفهم ورشاشاتهم على البوارج التي تقف قبالة الساحل مباشرة قريبة من الشاطئ، فما كان من البوارج إلا أن ردت على النيران بالمثل، وقد أنسحب الفدائيون بعد هذه العملية سالمون بعد إحداث بعض الخسائر التي لم نستطع تقديرها، وأخطرت البوارج للابتعاد قليلاً عن مرمى النيران الكثيفة، وقد تكررت مثل هذه العملية عدة ليال حتى انسحبت البوارج فيما بعد.

إرسال قوة من الإنجليز إلى مطار الريان وسيؤن

كذلك قام الإنجليز بإرسال قوة من جنودهم إلى مطار الريان، وأخرى نزلت في مطار الغُرف وسيئون.

وقد أثارت هذه الاستفزازات الإنجليزية ونزول قواتهم سخط الجماهير وغضبهم؛ فسارت المظاهرات، وأرسلت الاحتجاجات إلى السلطات المحلية ومطالبتها بإعادة هذه القوات من حيث أتت، وقد كان غضب الجماهير في سيئون كبيراً لاسيما ان القوات الإنجليزية قد تجمعت في سيئون على مسمع ومرأى من الناس بعد أن التحقت القوة التي نزلت في مطار الغُرف بالقوة التي تمركزت في سيئون، ولعل السلطان الكثيري كان أكثر خوفا من أن تؤدي التصادمات بين القوة الإنجليزية والجبهة القومية في الداخل إلى نتائج لا تحمد عقباها، فأصدر سكرتير الدولة الكثيرية منشورا للجماهير يقول فيه ما يلي:



الشباب يتدربون على السلاح عام 1965م.


لقد أوضحنا لك كلما دار حول موضوع الجنود البريطانيين إلى سيئون كما في بياننا رقم: 1964/6/14 تاريخ: 4 ربيع الأول سنة 1387 هـ الموافق: 13 جون سنة 1967م ويسرنا أن نقدم إليك ما تم من اتصالات ومباحثات لتكون على علم، وذلك كما يلي:

في صباح يوم 1967/6/14م جرت اتصالات بين عظمة السلطان ومساعد المستشار، وبعد ظهر نفس اليوم وصل قائد القوات البريطانية بعدن، وعقد اجتماع بينه وبين عظمة السلطان ومساعد المستشار، وفي هذا الاجتماع أوضح السلطان وجهة نظره حول وجود الجنود البريطانيين بسيئون، وقد أكد قائد القوات البريطانية للسلطان نقل الجنود البريطانيين من سيئون في أقرب وقت ممكن، وقد عاد القائد مباشرة إلى عدن.

وللحقيقة فإن قيادة الجبهة القومية في المنطقة وجدت أن في وجود الجنود البريطانيين في سيئون فرصة عظيمة لمهاجمتهم، وبالفعل بدأت تعد نفسها لهذه المواجهة؛ وأخذت في نقل كمية من الأسلحة والذخائر والمتفجرات إلى سيئون لبدء هذه المواجهة، ولكن سحب الجنود البريطانيين في النصف الثاني من يونيو أضاع على الجبهة القومية في داخل حضرموت هذه الفرصة.

أما في مدينة المكلا وما حاوليها فقد أستمر الكفاح المسلح حيث تعرضت كثير من الأهداف والمؤسسات البريطانية والضباط الإنجليز إلى أسلحة الجبهة القومية، وقد قام الفدائيون بعدد من العمليات؛ منها على سبيل التمثيل لا الحصر ما يلي:




في الطريق إلى صنعاء عام 1965م.

- اغتيال عمر بن عاشور نائب سلطان المهرة عند ما جاء إلى المكلا وقدم للمستشار البريطاني ملف يحتوي على أسماء قيادات الجبهة القومية في المهرة، وضع خطة بالتعاون مع الإنجليز لاعتقالهم, وقد قامت عناصر الجبهة القومية في المستشارية بأخذ الملف من خزينة المستشار البريطاني وأصدرت تعليماتها لفدائييها بإعدامه قبل أن يتمكن من تنفيذ مخططه الإجرامي.

- التخطيط لاغتيال اللورد شاكلتون عند زيارته لحضرموت، وقد أوكلت إلى فريق من الفدائيين بنصب كمين له ولمرافقيه في الطريق الضيق بين الجبال "السدد" خارج المكلا، وقد أنتظر الفدائيون هناك، ولكن السلطات الإنجليزية نتيجة لمعرفتها بجرأة وبسالة الفدائيين ألتزمت جانب الحذر التام، وفضلت انتقال الوفد من مطار الريان إلى دار المستشارية بالمكلا بطائرة هيلوكبتر تابعة لسلاح الطيران الملكي البريطاني.

- القيام بوضع عبوة متفجرات تحت بيت أحد مستشاري السلطان القعيطي الشيخ عبدالله سالم باعشن في ديس المكلا وتفجيره.

- ألقى فدائيين الجبهة القومية في تمام الساعة 9.55 من صباح الرابع من يونيو 1967م قنبلة يدوية عند المدخل الشمالي لمطار الريان على مجموعة من الجنود الإنجليز نتج عنه جرح اثنان من جراء الحادث حسب تقرير المستشارية البريطانية رقم 3331 وقد قامت السلطات الإنجليزية والمحلية بإلقاء القبض على عدد من الناس غير أنها لم تستطع التعرف على الشخص الذي ألقى القنبلة فأخلي سبيلهم.




الملازم عمر كعيتي وزميله الملازم بافضل في الحرس الجمهوري بصنعاء.


- في السادس من يونيو ألقيت قنبلة على إنجليزيين في دار المستشارية البريطانية من جهة المستشفى، الأمر الذي خلفه قلقاً شديداً لدى الإنجليز في دار المستشارية البريطانية إذ أنهم كانوا يعتقدون أنها في منأى عن أن تطالهم أسلحة الجبهة القومية.

- كمين فدائيي الجبهة القومية للمدير الإنجليزي للبنك الشرقي في إحدى الأزقة القريبة من البنك حيث ألقوا عليه قنبلة يدوية ارتدت من السيارة وانفجرت بعد مرور السيارة واختفى الفدائي بسرعة بالرغم من أنه قد ألقاها في الشارع العام حيث يوجد كثير من الناس الذين ساعدوا على تغطيته.

- وبعد يومين من الحادث السابق وضع الفدائيون شحنة متفجرات تحت بناية البنك الشرقي؛ علما بأن المدير الإنجليزي للبنك يسكن الطابق الثاني من المبنى، وقد أحدث الإنفجار الذي حدث في الساعة الثانية وعشرين دقيقة دويا هائلا جرح من جرّائه ثلاثة من العرب وحدثت أضرار بالغة في البنك.

- حاول فدائيي الجبهة القومية اغتيال المسئول الرابطي الكبير عبد الرحمن داود الجيلاني الذي يطمح في تولي وزارة السلطنة القعيطية بدعم من العناصر العميلة والرابطية، وقد ألقى بنفسه أرضا فور إطلاق الرصاص عليه، واعتقد الفدائي بأنه قد قتل فانسحب في هدوء.

- قام مقاتلوا الجبهة القومية بمهاجمة في مدينة حوره على مقر نائب الدولة القعيطية في حوره، وأطلقوا وابلا كثيفا من نيران أسلحتهم على المقر، وفي نفس الليلة ألقيت قنبلتان في نفس المنطقة على دار أحد عملاء النظام، وذلك بقصد التهديد حتى يتوقفوا عن تعرضهم لمناضلي ومقاتلي الجبهة القومية ومضايقتهم.

- كما قام فدائيو الجبهة القومية أيضا بمهاجمة منـزل قائم السلطنة القعيطية في بروم وهددوه بتنفيذ حكم الشعب إن هو أستمر في مضايقة أعضاء الجبهة القومية أو تعرض لهم.




مراسيم الإحتفال بزيارة رئيس الجمهورية قحطان الشعبي.

تحركات مكشوفة لمقاتلي الجبهة القومية في حجر وحضرموت الداخل

- قامت فصائل من مقاتلي الجبهة القومية في كل من حجر ودوعن ووادي عمد ومنطقة شرقي تريم بالعديد من التحركات المسلحة المكشوفة تحت سمع وبصر مسئولي السلطة الذين أغمضوا عيونهم عنهم لمعرفتهم الثابتة بما يمكن أن ينجم عن أي تعرض أو مضايقة لهم بعد أن سبقت ذلك تهديدات باستخدام السلاح ضدهم إن هم فعلوا شيئا ضد أعضاء الجبهة القومية ومناصريها.

ولاشك إن إسراع الإنجليز سحب قواتهم من المنطقة ولما يمضي على وصولها أكثر من شهر قد قلل من ظروف المواجهة المسلحة معهم، ولعلهم بذلك قد تنبهوا إلى أن الجبهة القومية في حضرموت كانت تسعى إلى استدراجهم إلى المنطقة لمواجهة مسلحة معروفة نتائجها سلفا.

أما فيما يتعلق بالسلطات المحلية فقد أصبحت في وضع لا تحسد عليه؛ فقد بات واضحا أنهم يشعرون بدنو نهايتهم مع الانتصارات المتلاحقة للجبهة القومية على كافة جبهات النضال، ولم يعد حقيقة في إمكانهم أن يفعلوا شيئا لاسيما بعد أن شعروا بالخديعة الكبرى التي نصبتها لهم حكومة بريطانيا عند ما أعلنت عند انسحابها من المنطقة بنهاية عام 1968م وتركه إياهم في مواجهة شعبهم, لقد برهنت تصرفات حكام المنطقة في هذه الفترة مع اقتراب أجل انسحاب القوات البريطانية من عدن على شدة الخوف والهلع من اليوم الذي تتركهم بريطانيا وحدهم في الميدان أمام شعبهم ليتلقوا على يديه الحساب العسير جزاءً لهم على ما صنعوه أيام حكمهم البغيض، ولعل المواجهة الساخنة التي حدثت بين أعضاء المجلس الأعلى الاتحادي مع اللورد بيزويك قبل عام 16فبراير 1966م والشتائم التي كالها أعضاء المجلس له والتي أشار إليها في الاجتماع بقوله:



إستقبال الرئيس قحطان الشعبي في سيئون.


إنني أقدر الصدمة التي سببها خطابي لكم ولكنكم استخدمتم ألفاظا جارحة وقلتم إننا تصرفنا تصرفا شائنا وغير شريف، إنني لا أحب مثل هذه الألفاظ ولا أعتقد أنها ألفاظ يستخدمها العرب، ولا أعتقد أنها ستساعد في أي شي، إننا نستطيع فقط أن نتقدم عن طريق الثقة المتبادلة، فإذا اتهمني أحد بالخزي وعدم الشرف فلا أجد مبررا لمواصلة النقاش، إنني غير مستبعد أن أسمع أن حكومتي التي أقوم بتمثيلها توصف بالخزي.

وقد عبّر رئيس المجلس الاتحادي فضل بن علي العبدلي عن الحالة المؤسفة التي وصل إليها السلاطين بعد سماعهم تصفية القاعدة البريطانية في عدن عام 68م قبل رحيل بريطانيا بسنة ونصف فقط؛ ومدى الخوف الذي ولَّده هذا القرار عندهم، وإيمانا منهم بأنهم لن يستطيعوا الصمود أمام شعبهم الثائر يوما واحدا بعد رحيل بريطانيا عنهم بقوله في رسالة موجهة إلى اللورد بيزويك يوم: 17 فبراير 1966م:

وكما تعرف فقد تحملنا سنين كثيرة الذم والقدح من قبل معظم العالم العربي لأننا كنا نعتقد أن الحكومة البريطانية هي صديقتنا الحميمة، وأنه إلى أن يكون في مقدورنا الدفاع عن أنفسنا ستحميننا بسبب عواقب دعمنا غير المتردد لها, إننا لا نستطيع أن نعتقد أنه في رغبتكم أن يضحي بنا، ولكن بعد عدة سنوات من الوعود المتكررة في خلاف ذلك، فإن الحكومة البريطانية تجد أنه يناسب مصلحتها الخاصة الآن في أن تهجر أصدقائها وتتركهم في مركز حرج !.




مسيرات الإحتفال بقدوم الرئيس قحطان بسئيون.

هل تريد أن تقول الحكومة البريطانية أن هذه الاتفاقيات القانونية يمكن لها أن تترك جانبا لأنه لم يعد ملائما للحكومة البريطانية في أن تحترمها !, إن العرب عند ما يعطون كلمتهم يحافظون على ذلك، لقد اعتبرنا دائماً الحكومة البريطانية بأنها من الحكومات التي تحترم اتفاقياتها والتزاماتها الدولية، إننا نعتبر ما قلته لنا أمس لأمر مخزٍ للحكومة البريطانية، إلا تعتقد بأن كل العالم العربي سيسخر من بلاهتنا لأننا اعتمدنا كثيرا على الوعود الجازمة التي قطعتها لنا الحكومة البريطانية.

نحب أن نعرف خلال الأسابيع القادمة أين نقف بالضبط؛ إنه من غير الممكن تماما لأية حكومة أن تبني سياستها على ألفاظ مبهمة أجبرت أنت بدقة قراءتها لنا يوم أمس، فنتيجة للقرار الذي سيعلن في الأسبوع القادم الإنسحاب عام 68م أؤكد لك أننا سنوضع أمام صعوبات جمة مع شعبنا وقواتنا العسكرية.

إن الشعور بالمرارة والفزع الذي عبرت عنه رسالة رئيس المجلس الأعلى الاتحادي بإسم سلاطين إتحاد الأمارات المزيّف في فبراير 66م يعبر بالفعل عن الحالة النفسية السيئة للسلاطين في ذلك الوقت، فما بالنا بما وصل إليه الحال بعد عام من ذلك التاريخ ؟, وهذه الحالة بطبيعة الحال تندرج على سلاطين المجتمع الشرقي.



الحاج صالح باقيس يلقي خطاباً بمناسبة إنطلاق الجبهة القومية بسيئون يوم 14 أكتوبر 67م.

لقد وصل الإنجليز في بداية عام 1967م إلى قناعة تامة بأنه لا خير يرجى من السلاطين جميعا ومن إتحاد أمارات الجنوب العربي، وأن التشبث بالمنطقة ضرب من المحال في ظل هذه الحال، وأنه إطالة، إن بقائهم لا يعني إلا شيئاً واحدا وهو المزيد من الخسائر البشرية والمادية التي لا تستطيع أن تتحملها، ولكن النتيجة واحدة هي خروجهم من أرضنا الطاهرة التي دنسوها مائة وتسعة وعشرين عاما غير مأسوف عليهم, ولاشك أن العودة إلى التقارير والدراسات السرية البريطانية هي خير ما يؤكد القول بأن دولة الإتحاد ستنهار لا محالة عشية الانسحاب البريطاني من جنوب اليمن, من هذا المنطق جاء تعيين السيد همفري تريلفيان مندوبا ساميا في عدن لإسدال الستار الأخير على الوجود البريطاني الذي بدأه الكابتن هينس في: 16 يناير 1839م, وقد حدد السيد تريلفيان أهدافه بوضوح في كتابه "الشرق الأوسط في ثورة" قائلا: وصلت إلى عدن في 20 مايو1967 م وقد تحددت مهمتي في إجلاء القوات البريطانية بسلام.

السلطان القعيطي يوجه دعوات إلى قادة الأحزاب والشخصيات

ففي مساء ذلك اليوم السادس من يونيو 1967م وجه السلطان عددا من الدعوات إلى قادة الأحزاب والنقابات والجمعيات والأندية والشخصيات الوطنية وبعض الأعيان للاجتماع في قصره صباح السابع من يونيو للعمل صفا واحدا في هذه الظروف الوطنية التي قال بأنها تفرض على جميع الوطنيين والمخلصين جمع الجهود وتوجيهها بما يخدم القضية العربية.

ترأستُ هذا الاجتماع نتيجة لعدم تواجد الأخوين فيصل العطاس الأمين العام للنقابات، وكذا غياب الأخ سعيد الكعبري رئيس الجبهة الشعبية الديمقراطية ونائبه علي سالم البيض في المنطقة.



إحراق نعش الإستعمار يوم الإستقلال 1967م.

وفي العاشرة من صباح يوم الأربعاء السابع من يونيو 1967م بدأ الاجتماع بحضور حشد يزيد على الخمسين شخصا من قادة الأحزاب والمنظمات والنقابات والأندية والشخصيات الوطنية والأعيان وقادة الوحدات العسكرية شكلنا فيه قوة مؤثرة؛ حيث نستند إلى قوة جماهيرية عريضة يمكن تحريكها في أي وقت.

من بين ممثلي المنظمات الوطنية والنقابات أذكر: خالد عبد العزيز، عباس العيدروس، سالم عمر بكير، عبد الله سالم عمير، عبد العزيز باعشن، عبد الله بن طالب المحمدي وغيرهم, والجدير بالذكر أن فدائي الجبهة القومية قد ألقوا قنبلة على المستشارية في هذا الصباح قبل بدء الاجتماع كما أشرنا إلى ذلك في موضع سابق, وما كاد الاجتماع يبدأ حتى أخذنا زمام المبادرة بطرح عدد من المقترحات التي نحب أن يناقشها الاجتماع وتتمثل في التالي:

- تشكيل لجنة للتبرعات تقوم بجمع التبرعات من المواطنين لصالح المجهود الحربي في الجمهورية العربية المتحدة.

- تشكيل لجنة لتسجيل أسماء المتطوعين الذين ينوون التطوع في الحرب ضد إسرائيل وتقديم كافة التسهيلات للمتطوعين كالتدريب على السلاح وإرسالهم إلى أرض المعركة.

- تشكيل لجنة للتموين لمراقبة الأسعار خوفا من تأثير نتائج الحرب العربية الإسرائيلية, واندفاع التجار إلى رفع الأسعار أو إخفاء السلع الضرورية، الأمر الذي يمكن أن يهدد المواطنين في هذه المنطقة.

- إرسال برقيات تأييد للرئيس عبد الناصر وبرقيات شجب واستنكار لمنظمة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.



الأخ عبدالرحمن صالح باكثير يلقي قصيدة شعبية يوم الإستقلال 1967م.

وأسقط في يد السلطان وأعضاء حكومته وقادته ومن والاهم؛ فقد استطاع ممثلوا المنظمات الجماهيرية فرض أفكارهم على الاجتماع، وانتزعوا من المجتمعين الموافقة على تلك المقترحات، ولم يكن هناك بد من أن يوافق السلطان على ما أقره المجتمعون بالرغم من معارضته المكبوتة، وبالفعل شكلت اللجان التي لم تخلو منها واحدة من عضو أو أكثر من عناصر الجبهة القومية الذين استطاعوا بفهمهم للظروف وبفضل القوة التي يستندون إليها السيطرة على مجريات المناقشات في اللجان المشكلة؛ وتبني ما يطرحونه حول طريقة تجسيدها في عمل مستمر.

وفي سيئون جرت يوم السادس من يونيو 1967م مظاهرات صاخبة سيّرتها المنظمات الجماهيرية التي تقودها وتوجهها الجبهة القومية، واتجهت صوب دار المستشارية البريطانية داعية إلى دعم الكفاح المسلح وإدانة المؤامرات الإمبريالية والإستعمارية والصهيونية، منادية بحياة جمال عبد الناصر والجمهورية العربية المتحدة, وقد أشعل المتظاهرون النار في عدد من السيارات التابعة للمستشارية البريطانية هناك داخل ساحة المستشارية دون أن يستطيع أحد للتصدي لهم، فالشرطة الكثيرية المسلحة أعجز من أن تفعل شيئا في مثل هذه الظروف، وحراس المستشارية من جيش البادية وقفوا يتفرجون على المواطنين وهم يشفون غليلهم من المستشارية؛ وذلك لتعاطفهم الواضح مع المتظاهرين، ولعل نائب المستشار في سيئون يعرف مثل غيره معنى أن يصدر أمرا لجيش البادية بإطلاق النار على المتظاهرين, وحسب التقرير البريطاني رقم 3331 فقد تم في ذلك اليوم إحراق سيارتين من طراز لاندروفر وخمس من نوع آخر.



الرئيس قحطان الشعبي وعن يمينه الأخ سالم تومه وعن يساره علي البيض وسالم علي الكندي المحافظ.

وعندما أعلن الرئيس جمال عبد الناصر استقالته مساء التاسع من يونيو عام 1967م وكما حدث من غالبية البلاد العربية؛ انطلقت الجماهير غاضبة حانقة على التدخل الإمبريالي الصهيوني الرجعي, وكما في عدد من مدن حضرموت الأخرى تجمعت جماهير المكلا وما يحيط بها منذ الساعات الأولى من صباح السبت العاشر من يونيو، واتجهت هادرة صاخبة صوب دار المستشارية البريطانية منددة بالولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وبريطانيا والدول العربية العميلة والمؤامرات التي حيكت ضد الأمة العربية؛ ومحاولاتها لتركيع النظم العربية التقدمية, وما ان تجمعت الجماهير في ساحة المستشارية بعد اقتحامها حتى خرج بعض الضباط الإنجليز متحدين مشاعر الجماهير والشماتة بادية على وجوههم، وابتساماتهم الصفراء الحاقدة تعبر عن سرورهم بهزيمة الأمة العربية في حربها القائمة مع إسرائيل، ورفع البعض مسدساتهم على الجماهير؛ وأطلقت عدة أعيرة نارية وما هي إلا لحظات حتى انهمر رصاص غزير من جهة أفراد جيش البادية المتمركزين في بالحوش المشرف على دار المستشارية من جهة الشمال، وكذلك من الحراس المتمركزين في القصر من أفراد جيش النظام، واختلط الحابل بالنابل؛ وظن البعض أن مجزرة أخرى أفضع من مجزرت القصر عام 1950م ستحدث، وتفرقت جموع كبيرة على غير هدى بينما صمدت مجاميع نقابية ووطنية أخرى غير مبالية بما يحدث، واندفعوا نحو الإنجليز الذين اسرعوا بالفرار إلى داخل المستشارية وأغلقوا الأبواب خصوصا بعد أن أطلقت عليهم بعض الأعيرة من المسدسات التي تحملها بعض عناصر الجبهة القومية في أثناء المظاهرة والرصاص المنهمر من الشمال والجنوب؛ وأعلنت السلطات حظر التجول.




ميدان قصر الثورة بسيئون.

وفي المساء قامت باعتقال عدد من قادة الجبهة الشعبية الديمقراطية والنقابات؛ ولكنها سرعان ما أطلقت سراحهم بعد أن أختلف أعضاء الحكومة مع بعضهم البعض خوفا من العواقب التي يمكن أن يؤدي إليها مثل هذا الفعل وفي مثل هذه الظروف.

ومع ازدياد حركة المقاومة المسلحة ورمي القنابل على المؤسسات الإنجليزية وإطلاق النيران على المتعاونين مع السلطات البريطانية والرجعية، والتظاهرات المسلحة لرجال القبائل في حجر ودوعن ووادي عمد وحوره ومنطقة آل تميم والمشقاص وغيرها من مناطق حضرموت؛ حاولت السلطات القعيطية أن تؤكد وجودها وإقناع المواطن العادي بأنها لا تزال مسيطرة على الموقف، وذلك بقيامها في أوائل يوليو 1967م باعتقال عدد من قادة وأعضاء الجبهة القومية في المكلا؛ منهم: الأخ خالد محمد عبد العزيز عضو القيادة العامة، وعبد الله بن زقر أحد نشطاء التنظيم العاملين في سلك التدريس، ولكن ردة الفعل السريعة للمنظمات والمثقفين تجاه هذه الخطوة أرغمت السلطان على إطلاق سراحهم بعد عدة أيام، فقد قام كافة الجامعيين العاملين في الإدارات الحكومية وعدد آخر من المثقفين الآخرين بتقديم استقالاتهم من العمل احتجاجا على اعتقال الأخوة المناضلين، كذلك قامت المنظمات الجماهيرية بتوزيع بيانات التنديد بالحادث مطالبة السلطة بفك اعتقال المناضلين حتى لا يرغموا على إتخاذ موقف آخر.



منصة رئيس الجمهورية قحطان الشعبي في قصر الثورة ومعه الوفد المرافق من وزراء وقيادة الجيش.

ولعل هذه الأحداث جعلت السلطان وعملاؤه يقبلون بالأمر الواقع ويكتشفون مدى ضعفهم وعجزهم وإن السلطنة القعيطية والكثيرية في هذا الوقت ماهي إلا مجرد بيت من الورق سينهار عند أول نفخة هوى من ريح حسب تعبير أحد الضباط الإنجليز، الأمر الذي مهد السبيل إلى إسقاط سلطنات حضرموت والمهرة وإقامة سلطة وطنية ديمقراطية للجبهة القومية في المنطقة قبل الإستقلال بأكثر من شهرين.

سقوط سلطنات حضرموت والمهرة

قبل الدخول في تفاصيل الطريقة التي تمت بها عملية الإستيلا على المنطقة يجدر بنا أن نتعرض للوضع القائم في الشهرين السابقين لإسقاط المنطقة القعيطية في السابع عشر من سبتمبر على ضوء معطيات الأحداث وتواترها السريع في الشهور السابقة لذلك التاريخ.

إن معرفة الظروف والحالة التي وصلت إليها السلطنات في المنطقة ضرورية جدا لفهم طبيعة الأحداث التي أدت إلى سقوط المنطقة؛ خصوصا وأن الكثير من الكتاب الذين تعرضوا لدراسة أحداث هذه الفترة لم ينصفوا الجبهة القومية لأنهم في واقع الأمر لا يعرفون طبيعة المرحلة والأحداث المعتملة داخل المنطقة، والعلاقات المعقدة التي تحكم الأوضاع وقتئذ، إضافة إلى التعتيم الإعلامي الذي مارسته السلطات البريطانية والسلطانية من جهة، وقيام راديو صوت العرب والقاهرة بنسب كل عمل تقوم به الجبهة القومية إلى جبهة التحرير، وإظهار المنطقة زيفا وكأنها واقعة بالفعل في أيدي جبهة التحرير، وأن الجبهة القومية لم يعد لها وجود على الإطلاق، الأمر الذي جعل المراقبين والمحللين السياسيين يفأجاؤن باستيلاء الجبهة القومية على السلطنات واحدة بعد الأخرى بعد أن صدقوا الدعايات المضللة عن وجود جبهة واحدة فقط هي جبهة التحرير, ولعل جبهة التحرير هي الأخرى كانت قد أكتفت بسماع ما يتردد عن بطولاتها ومآثرها من راديو صوت العرب والقاهرة، وما تنشره الصحف عن قوة الجبهة وسيطرتها المطلقة على المنطقة دون أن تفعل شيئا يذكر.




جماهير شعبية كبيرة في استقبال أول رئيس للجمهورية قحطان الشعبي بسيئون.

وواقع الأمر فإن نفوذ جبهة التحرير في حضرموت محدود للغاية، ولا يمكن أن يقارن حتى بنفوذ الرابطة التي استطاعت في وقتٍ ما التغلغل إلى صفوف القبائل وتكوين قوة عسكرية لا بأس بها في بعض المناطق وقد كان وجود جبهة التحرير في هذه الفترة يتمثل في عدد من المواطنين المأخوذين بتجربة عبد الناصر؛ والذين يعتبرون أن ما يقوله راديو القاهرة وصوت العرب هو الصواب بعينه، بالرغم من أنهم لا يلمسون هذا الوجود لجبهة التحرير في المنطقة ولكن كثيرا منهم لا يعرفون ما يدور في المناطق الأخرى إلا من خلال الراديو والصحف، ومن هذا المنطلق كانوا يعتقدون كغيرهم أن ما يذاع من صوت العرب والقاهرة عن بطولات جبهة التحرير هو الصواب.

يضاف إلى هؤلاء مجاميع محدودة أخرى من العناصر البعثية التي ارتبطت بعض قياداتها في الأساس بالقيادات التقليدية في المؤتمر العمالي، ومن ثم بحزب الشعب الاشتراكي الذي كوّنه الأصنج في عام 1961م ونتيجة لوصول الأصنج إلى قمة جبهة التحرير التي أعلن عن تكوينها في 13 يناير 1966م باندماج الجبهة القومية ومنظمة تحرير جنوب اليمن المحتل وجدت هذه العناصر البعثية نفسها في موقف جبهة التحرير، إلا أنها هي الأخرى لم تستطع أن تعمق جذورها في الحركة الوطنية في حضرموت، وظلت عند مستوى الشعارات وعندما حاولت تسيير بعض المظاهرات في مدينة المكلا لم تجد التجاوب الكامل الذي يمكن أن يرقى إلى ما وصلت إليه الجبهة القومية، فاكتفت بتلك المظاهرة الهزيلة الوحيدة التي سيرتها في المكلا والتي لم تضم أكثر من مائتي شخص.

وعند ما وجدت أنها غير قادرة على منافسة الجبهة القومية واستقطاب جماهير المنطقة عمدت إلى محاربة الجبهة القومية بالأكاذيب والإدعاءات بأنها جبهة عميلة للإستعمار، وأن البريطانيين قد سهلوا لها إسقاط بعض المناطق وقام بعض أفراد جبهة التحرير في بعض الأندية والجمعيات المحدودة التأثير بتوزيع بعض المنشورات ضد الجبهة القومية كما حدث بدرجة أساسية في مدينة الشحر، ووصل بهم الأمر أنهم حاولوا تشويه سمعة الجبهة القومية عند بدء الكفاح المسلح في حضرموت؛ مدعيين بطريقة مضحكة أن الإنجليز هم الذين أطلقوا بعض القذائف في الهوى بهدف إعطاء ثقل أكبر للجبهة القومية ضد جبهة التحرير، وبدلا من أن تحدث هذه الأراجيف ما هدفوا إليه من تلطيخ لسمعة الجبهة القومية اكتشفت الجماهير ضحالة فكر هذه المجاميع وتزييفها للحقائق، الأمر الذي أدى إلى مزيد من التعاطف والمناصرة للجبهة القومية.



إستعراض الحرس الوطني يوم الإستقلال بالمكلا.


وإذا كان علينا ان نحسب حساب لأحد فلم يكن ذلك جبهة التحرير على أية حال، وربما كان علينا أن نحسب بعض الحساب لبعض العناصر الرابطية حتى بعد إنهيار الرابطة بعد حادثة القنبلة في المكلا في سبتمبر عام 1966م لما حصلت عليه من دعم بعض القبائل مثل آل بقشان وغيرها من القبائل المرتبطة بهم، والتحركات الخطيرة التي كان يقوم بها عبد الرحمن داود الجيلاني، والمبالغ الكبيرة التي يحاول إغراء بعض مقادمة القبائل حتى يوم فراره في أوائل سبتمبر 1967م عند ما وصل إلى إعتقاد جازم بأن ليس بالإمكان أحسن مما كان.

أما جبهة التحرير فلم تكن عقبة على الإطلاق في طريق الجبهة القومية حتى بعد ان ألقت بعض عناصرها قنبلة على الجماهير المحتشدة في الشرج عصر يوم 24 سبتمبر 1967م وذلك بعد إسقاط السلطنة القعيطية بأسبوع فقط، والمؤسف أن هذا الحادث هو الذكرى الوحيدة التي خلفتها في المنطقة.

إضافة إلى بقايا رابطة الجنوب وجبهة التحرير هناك عدد من الأندية والجمعيات المؤيدة لبعض الإتجاهات والتيارات المعارضة الأخرى ولكن تأثير هذه الجماعات محدود جدا هو الآخر لايتجاوز مجرد التأييد العاطفي مع هذه الحركة أوتلك، فهناك مثلا الجماعات الناصرية المؤيدة للحزب الإشتراكي العربي المصري والتي حاولت أن تنشئ لها منظمة ناصرية على غرار الحزب الإشتراكي مستفيدة من الخلافات القديمة بين البعث والناصرية؛ وبين الجبهة القومية والأجهزة المصرية في اليمن لتكون هي الممثلة الحقيقية للإتجاهات الناصرية، والوريثة الشرعية لفكر عبدالناصر والمد الناصري في المنطقة، غير أن هذه الفئات لم تستطع أن تترك أية آثار على سير الحركة الوطنية في الساحة.

هناك أيضا جماعات محدودة العدد تتعاطف مع الإخوان المسلمين تتمثل في عدد محدود من الأشخاص الذين درسوا في الخارج أو سافروا أوإرتحلوا إلى بعض البلاد العربية والإسلامية لاسيما السودان والسعودية؛ حيث إحتكوا بجماعات الإخوان هناك ولكن هذه العناصر هي الأخرى لم تترك تأثيرا يذكر على سير الأحداث، واكتفت بالفرجة على الأحداث ولم تتجاوز المناقشات على المستوى الفردي وللحقيقة نقول أن هذه المجموعات كانت أقرب من غيرها إلى الجبهة القومية في حضرموت بالرغم من أنها لم تدخل في إطار الجبهة الشعبية الديمقراطية الممثلة للوحدة الوطنية في المنطقة.



فرقة شعبية تحتفل بيوم الإستقلال 30 نوفمبر 1967م في المكلا.

وفي الآونة الأخيرة وبعد أن تأكد لأبناء المنطقة بأن رحيل القوات البريطانية وشيك على ضوء التصريحات البريطانية؛ تحركت بعض العناصر اليمينية في حضرموت من الأعيان وكبار التجار والكمبرادور، وبعض كبار مقادمة القبائل المرتبطين ببعض الجهات الرجعية في المنطقة لإقناع السلطان بأن الإعتماد عليهم هو أفضل سبيل يمكن بواسطته المحافظة على هيبة الدولة وسلطتها، فكانت العودة إلى المطالبة بالبرلمان وحرمان الموظفين من العمل السياسي وتعيين وزير جديد للسلطنة من بينهم تكون علاقته مع إحدى الدول المجاورة جيدة حتى تضمن الدولة وقوف تلك الدولة إلى جانبها في هذه الظروف العصيبة، ولكن هذه الجماعات سرعان ما انكفأت على نفسها وعادت إلى جحورها عند ما تأكد أنها تسبح ضد التيار، ففر عبد الرحمن الجيلاني محرك الجماعة إلى السعودية، واكتفى الآخرون بالفرجة على الأحداث راضين بما تأتي به الرياح من تغييرات.

والحقيقة أن المتبني والمحلل الواقعي للأحداث المتواترة في تلك الفترة سيحصل حتما إلى نتيجة مفادها أن سلطاني الدولتين القعيطية والكثيرية لابد وأن يكونا قد وصلا في بداية النصف الثاني من عام 1967م إلى أن نهاية الدولتين وشيكة، وأن القضية لم تعد سوى مسألة وقت، بعد أن شعروا بخديعة البريطانيين لهم، وتخليهم عنهم في هذه الظروف، وأنه بدون الحماية العسكرية البريطانية فلن يكون بمقدور الدولتين أن تذوقا طعم الإستقلال الموعود، وأن قواتها المسلحة لا يمكن أن تحميهما وتحافظ على هيبتهما كما كانت تفعل بريطانيا، وقد بدأ القلق يتسرب إلى كافة سلاطين المنطقة منذ إعلان بريطانيا منح الإستقلال للجنوب العربي عام 1968م وبدأوا يدركون مع تواتر الأحداث أن بريطانيا تضع مصالحها فوق مصالحهم، وأنها على أتم الإستعداد للتضحية بهم إذا كانت هذه التضحية ستخدم المصلحة البريطانية، وأن المعاهدات والمواثيق والعهود لا تعني شيئا بالنسبة للبريطانيين.



من اليمين: الأخ عباس العيدروس, وخالد عبدالعزيز, وعلي سالم البيض وقادة القوات المسلحة: الجوهي, واليزيدي, وبن منيف يستعرضون الحرس الشعبي للجبهة القومية يوم الإستقلال 30 نوفمبر 1967م.

وفي يوليو من عام 1967م وصل سلاطين المنطقة إلى قناعة تامة بقرب النهاية ومن ثم يتحتم عليهما البحث عن مخرج جديد بعيدا عن الوعود البريطانية إذا كانا يرغبان في المحافظة على سلطنتهما؛ خصوصا وأن الوقت والظروف لم يعودان في صالحهما.

لنا كلمة

الحديث عن تاريخ حقبة زمنية عاشها المواطن في حضرموت ليس بالهينة والسهلة, والحقيقة أنني عندما فكرت في نبش ذاكرة الزمان التقيت بالأخ والصديق الوفي عبدالله بن عبدات وبدأت أناقشه حول الكتابة في هذا الموضوع وطلبت منه إقناع والده في أن نلتقي به لأن والده عاش هذه الفترة الزمنية ولكن الزميل عبدالله أشار لي أن أحد مناضلي الجبهة القومية وهو المناضل الأخ عبدالقادر أحمد باكثير وفعلاً قمت بالاتصال بالأخ عبدالقادر وتم لنا ما أردنا الحديث عنه.



فرقة من الحرس الوطني بالمكلا.

وهنا أضع للقارئ عبر موقع المكلا اليوم جزء من التاريخ الذي لا يعرفه جيل اليوم, وعسى أن نكون بذلك قد قمنا بإظهار الحقيقة هنا انتهت حكاية المناضل عبدالقادر باكثير.

حتى الملتقى لكم مني ألف تحية وسلام.

[email protected]




فرقة من الفدائيين للجبهة القومية يوم الإستقلال.


سيارات الحرس الوطني تستعرض في شوارع المكلا يوم الإستقلال.


كرنفال الإحتفال في المكلا يوم الإستقال "خور المكلا حالياً".

شاهدوالصورعلى الرابط التالي

المكلا اليوم | تفاصيل الخبر

تعليقات القراء
عدد التعليقات : 1

طالب المري (السعوديه ) 5/2/2010 شكر خاص للاخ فهيم على المواضيع الطيبه ونتطلع إلى المزيد
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح