عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2010, 09:18 AM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي الجنس عنـد الحضـارمة (( الحلقة الرابعة ))...!!!

.


خطابنا عن الجنس عند الحضارمة يأتي عبر ما تقوله الثقافة الشعبية في حضرموت ، وحين نقف على استحياء عن كتابة ثقاقتنا الشعبية ولا نقول أبدا ما ينبغي أن يقال فذلك هو الصَّمتْ الأخرق ، و ربما يعود إلى عجزٍ عن فهم ثقافتنا الشعبية وتحديد هوية تراثنا الواسع ، ويجب التوضيح أن هذا الموضوع موجها للفئة الخاصة من المثقفين والقراء المتنورين والمتحررين من العقلية التقلدية ، وليس موجها للفئة العامَّة من القراء ، لأن الفئة العامة تتسم بـالجهل والتَّمسُّك بالمعتقدات والممارسات الخاطئة في فهم الجنس ، وهي كانت - ولا زالت - تشكِّلُ خطرا دائما على الإسلام لكونها تجعل من الاسلام حاجزا عن فهم الحقائق العلمية بتجرد وشفافية كاملة ، وتسعى في خطابها الى استبدال تفاصيل الحياة الواقعية واستبدال النصوص والمصطلحات الجنسية الشعبية والغاء تعبيرات الوجدان الفردي والجماعي المختلفة . واللجوء الى الرمز والإيماء حال الحديث عن الجنس وكأن الجنس رمزا مطلسما مغلقا لايجب الاقتراب إليه ، أو الحديث فيه ، وكأنه من المحرمات التي تخالف نصوص الشرع ، وتقديم صورة باهتة للثقافة الشعبية وكأن ثقافتنا في نظر الغير عاجزة عن استيعاب الجرأة في مواضيع الجنس والجمال .

لهذا ربما البعض من الذين حرصوا اشد الحرص على قراءة حلقات الموضوع ربما قرأوه عدة مرات بشغف ، (( ومؤشر القراءاة يدل على ذلك )) وأني على يقين بأنه اعجبهم ولكن في باطنهم وإن تظاهروا عبر الاحتجاج في اتصالاتهم بالمشرف العام ، وأبدوا له بأنهم حريصين على الحياء العام والذين جعلوا من انفسهم سدنة على بابه في السقيفة .

ماذا يريدون منا حين نكتب عن الجنس ؟؟

أن نكتب تورية على غرار ما جاء في المثل الحضرمي (( فلان طلع النخلة )) وهذه التورية لايفهمها إلا الحضرمي القح وهي تأتي بمعنى باشر المرأة جنسيا .

ولماذا طلوع النخلة بالذات ؟؟

يقال أن النخلة كانت تشكل عند الشعوب القديمة رمزا مهما ، وهي رمز للحياة والخصوبة ، والنخلة ذات قدسية لدى الحضارمة منذ القدم فهي رمز الخصوبةِ والبقاء، فلفظة النخلة تحيلنا دائما إلى معظم النصوص القرآنية ومنها قوله تعالى: ﴿ وهزي إليكِ بجذعِ النخلةِ تُساقِطْ عليكِ رُطباً جنيًّا ﴾ . وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (( أكرموا عمتكم النخلة )) . ويبدو أن الثقافة الشعبية الحضرمية رأت في هذا الإكرام ليس للعمة بل للزوجة وجعلت من (( طلوع النخلة )) كتورية عن الاتصال والمباشرة الجنسية مع الأنثى .

ومن هذه الثقافة المغلقة بعبارات التورية والرمزية لجأ الشعراء في مخاطبة العوام حتى لايتهمون بما قد يتهمني به البعض بأني أخدش الحياء العام . وفي (( طلوع النخلة )) أي المباشرة الجنسية مع المرأة صاغ الشاعر حداد بن حسن الكاف قصيدته الغنائية (( قال الفتى العاشق البارح سمع عنقه )) والتي يقول فيها :

بالطف وباكون بين الغصن والورقه= ونظرة الزين ما تفتام
بامد آلاف نقديه لها وثقه= بالروح بافدي
يسهل على رضاها البدل والتسلوم=
ياصاحب الحيط للمحتاج مد صدقه= زكاه عن ذا السنه والعام
والقصد من نخل بستانك نبا بشقه = من قرع هجري
يوم الهجر حلو في طعمه شفا المحموم=

لعل القارئ المتمعن حين يحلحل هذه الأبيات بعد أن أشرنا الى المصلح الحضرمي الذي جاء كتورية عن الاتصال الجنسي (( فلان طلع النخلة )) تصبح كلمات الشاعر حداد بن حسن واضحة (( صاحب الحيط ... ونخل البستان .. وقرع هجري دواء للمحموم ....الخ)) عبارات جنسية جاءت في قالب شعبي ذات بعد رمزي جميع ايحاءاته جنسية واضحة .



الموضوع يتبع .


.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 06-02-2010 الساعة 09:22 AM
  رد مع اقتباس