[أبوعوض الشبامي]

.
قصيدة - لا تعذليه - لمحمد بن زريق البغدادي تعد من عيون الشعر العربي وكان الشاعر قد قالها حينما ضاقت عليه الأحوال وقصرت به الظروف عن مقدرته بالزواج من بنت عمه في بغداد فشد الرحيل الى الأندلس ليمدح احد ملوكها طمعا في المال وقد نصحته بنت عمه بان لا يرحل ولكنه رحل عنها و قد خاب ظنه في ممدوحه ولم ينل ما كان يطمع به .. ومات هما وكمدا وقبل موته كتب هذه القصيدة يخاطب بنت عمه وإن كانت بعض من ابياتها تنطبق على حال عراق اليوم يقول ابن زريق البغدادي :


[poet font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="burlywood" bkimage="" border="groove,2,green" type=0 line=200% align=center use=sp char="" num="0,black"]
لا تعذليه فإن العذل يولعه ..... قد قلت حقًا ولكن ليس يسمعه
جاوزت في لومه حدًا أضرّ به ...... من حيث قدّرتِ أن اللوم ينفعه
فأستعملي الرفق في تأنيبه بدلا ...... من عنفه فهو مضنى القلب موجعه
قد كان مضلعا بالخطب يحمله ...... فضيقت بخطوب البين اضلعه
يكفيه من لوعة التنفيد أن له ...... من النوى كل يوم ما تروّعه
ماآت مغترب إلاّ وأزعجه ....... رأي الى سفر بالعزم يجمعه
كأنما هو من حلٍ ومرتحلٍ ....... موكل بفضاء الله يذرعه
إذا الزمان أراع في الرحيل غنى ....... ولو الى السند أضحى وهو يزمعه
تأبى المطامع إلاّ أن تجشمه ....... للرزق كدًا وكم ممن يودعه
وما مجاهدة الإنسان توصله ....... رزقا ولا دعة الإنسان تقطعه
والله قسّم بين الخلق رزقهم ....... لم يخلق الله مخلوقا يضيّعه
لكنهم ملئوا حرصًا لست ترى ....... مسترزقًاوسوى الغايات يقنعه
والسعي في الأرزاق والأرزاق قد قسّمت ....... بغي الا أن بغي المرء يصرعه
والدهر يعطي الفتى ماليس يطلبه ....... يوما ويمنعه من حيث يطمعه
استودع الله لي في بغداد قمرًا ....... بالكرخ من فلك الأزرار مطلعه
ودّعته وبودي لم يودّعني ....... صفو الحياة واني لا أودّعه
وكم تشفع اني لا أفارقه ....... وللضرورات حال لا تشفعه
وكم تشبت بي عند الرحيل ضحى ....... وادمعي مستهلات وأدمعه
لا أكذب الله ثوب العذر منخرق ....... عني بفرقته ولكن أرقعه
اني لأوسع عذري جنايته ....... بالبين عنه وقلبي لا يوسعه
اعطيت ملكًا لم أحسن سياسته ....... كذاك من لا يسوس الملك يخلعه
ومن غدا لابس ثوب النعيم بلا ....... شكر الإله فعنه الله ينزعه

[/poet]



.