عرض مشاركة واحدة
قديم 10-31-2014, 01:18 PM   #16
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



الخيواني يقرع طبول الحرب

الجمعة 31 أكتوبر 2014 11:28 صباحاً

مروان الجوبعي

صباحاً علقت على الأستاذ سامي غالب بخصوص موضوع الجنوب وما يجري فيه .. رد على التعليق الأول بطريقته المهذبة وذكائه (!) بعدها كررت تعليق خارج سياق الموضوع - وقلت التضامن مع أروى عثمان موقف إنساني وكلنا نتضامن معها لكن ما نعيب عليهم كمثقفين هو الصمت على القتل في عدن بنفس الوقت الذي ينثرون فيه التضامن في كل مكان ولأي سبب حتى وإن كان كسر زجاج سيارة قام فيه أطفال عن طريق الغلط.

عندها رد سامي غالب بطريقته مشيراً إلى منشور طرحه الخيواني على صفحته بخصوص ما حدث في عدن كتبرير لموقفه.. أنا حينها فهمت إن سامي يقصد أن الخيواني تضامن مع الضحايا، وقلت إذن خير ما دام هناك من يتضامن واعتذرت.. لم أفتح صفحة الخيواني حينها اقتنعت وانسحبت من الموضوع، إلى أن جاء أحد الأصدقاء على الخاص بعد أكثر من 12ساعة عند اطلاعه على تعليق سامي غالب الذي أشار به إلى منشور الخيواني، ليسألني هذا الصديق هل قرأت منشور الخيواني الذي قال لك عنه سامي غالب ؟؟

قلت: لا
قال: طيب اطلع عليه شوفه وبعدين تعال !
فتحت صفحة الخيواني فوجدت منشوره صادماً لأنه لا يُمكن أن يكتب مثقف بهذه الطريقة، والصدمة الكبرى أن سامي غالب الذي نثق فيه كثيراً ونعتبر أكثر رزانة وعقلاً ظهر مقتنعاً تماماً من خلال إشارته لهذا المنشور كدليل، وتبرير لموقفه وصمته !

يقول الخيواني في منشوره :
((الإعتداء الذي حصل في الساحة من بدأ به بعض حمقى الساحة ومتطرفيها ... إذ ان هناك شخص ماشي في الخط العام المحاذي للساحة أشتبهوا به وظنوه مفخخا وهو من المحافظات الشمالية وهذه بحد ذاتها عند هؤلاء الحمقى تهمة او جريمة " الله يلعنهم إلى اين اوصلونا" المهم اعتدوا على الرجل بالضرب المبرح واطلقوه فماكان منه إلا الإستنجاد باصدقائه ليأتوا معه ليثأر لكرامته))
من المؤسف أن يكون تفكير المثقف بهذه السذاجة ! مؤسف جداً أن يشارك فعلياً على توسعة الشرخ وتعميقه مع إننا كنّا نظن أنهم هم من سينقذ الناس من هذا الشر ويتولى ردم هذه الهوة بين الشمال والجنوب التي أحدثها الساسة خلال 24 عام مضت.

(("المهم اعتدوا على الرجل بالضرب المبرح واطلقوه فما كان منه إلا الإستنجاد باصدقائه ليأتوا معه ليثأر لكرامته"))
الترويج لهذه الجملة وحدها كافي لأن تنزع صفة إنسان من أيً كان أن قبل بها سواء بالنشر أو الاستدلال فيها لتبرير موقف ، فما بالكم بمثقف !!

ساحة العروض مثلها مثل غيرها من الساحات لها لجنة أمنية أو ما شابهها اشتبهت بشخص احتجزته ثم أطلقته، هذا أمر ممكن ومعقول في هذا الوضع الذي نعيشه.. مسألة الضرب أمر مدان ومستهجن ولكن حتى وإن ضُرب، ضرب مبرّح هل أصبحت أروح الجنوبيين رخيصة إلى هذه الدرجة في نظر المثقف الذي رأى إن عملية قتل شخص وإصابة أربعة أمر عادي وإن هذا الفعل مقابل ذاك، أيعقل تبريره لحدث بهذه الطريقة الهمجية للعصابات والمليشيات القبلية "الطارف غريم"؟؟؟

ماذا عن الطبيب العدني الذي قتله الحوثيون في صنعاء بمجرد الاشتباه؟؟ لم يدخل ساحتهم بسلاحه.. لحيته فقط كانت دليل شُبهه كافي لقتله في نظر الجماعة وتبرير المثقف الذي تلا الجريمة..إذ قال الخيواني حينها إن (الجماعة) ستحقق في الموضوع يعني القاتل هو الخصم والحكم بنفس الوقت.. لا أدري من متى أصبح القاتل ينصف ضحاياه مع أن المثقف يردد هذا بكل ثقة ؟؟

معقول إلى هذه الدرجة وصل الاستخفاف بأرواح البشر في نظر المثقف ! لم يكن تداول هذه الرواية من قبل الخيواني وغيره لتبرير موقف بقدر ما كان تأكيد قبيلي يصطف إلى جانب ابن قبيلته الذي أخذ بالثّأر من غريمه. هكذا بهذه الطريقة التي أقل ما يُقال عنها (وقاحة) يستمر المثقف بهدم ما بقي من جسور لمحبة بين مواطني الجنوب والشمال، والترويج لهذه الرواية ليس أمراً عادياً فهو عبارة عن تدشين لمرحلة أخطر وهي "الثأر للكرامة" بالطريقة الهمجية القبلية -حسب ما جاء في المنشور- وهذا يعني أن كل شمالي غريم كما كان كل جنوبي غريم في ساحة العروض الذي أعتبره المثقف ثأر للكرامة ! للعلم أن الجنوب مليء بالمواطنين من أبناء المحافظات الشمالية والذين لهم مصالح ومنافع يمارسونها دون أن يعترضهم أحد حتى الماء والبيبسي وجميع المشروبات والأعلام والشعارات وإلى آخر يبيعها مواطن شمالي في مظاهرات وساحات الجنوب. وما يروج له هذا المثقف خطر مباشر عليهم.
على ما يبدو إننا على أبواب داحس والغبراء جديدة في اليمن، حرب قبلية انتقامية ثأرية يروج لها المثقفون من الآن مع الأسف

جميع الحقوق محفوظة عدن الغد © {year}
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح