عرض مشاركة واحدة
قديم 11-14-2017, 12:04 AM   #7
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

Red face الجنوب العربي مسدوس يكشف كيف بدأت أحداث يناير ودور وزير الدفاع الحالي بإنقاذه والأسباب الحقيقية لحدوثها



مسدوس يكشف كيف بدأت أحداث يناير ودور وزير الدفاع الحالي بإنقاذه والأسباب الحقيقية لحدوثها



١٥‏/٢‏/٢٠١٣
الوسط ـ خاص

كشف الدكتور محمد حيدرة مسدوس عن زيارة قام بها محمد ناصر احمد وزير الدفاع الحالي قبل صلاة العصر و قبيل انفجار اقتتال فرقاء الحزب الاشتراكي في 86 وأنه نصحه بالخروج من البيت قبل صلاة المغرب لأن جماعة الزمرة سيفجرون الموقف ، وقال انهم حاليا يوزعون المهام القتالية في منزل عوض ناصر الجحماء بخور مكسر ،


وأوضح فذهبت اليهم ووجدتهم قد بدأوا يتجهون نحو مواقعهم القتالية ، فطلبت من محمد علي احمد واحمد مساعد وعوض ناصر الجحماء البقاء ، وانتقلنا الى منزل احمد مساعد المجاور لمنزل الجحماء ، وقلت لهم لو حسمتم الموقف عسكريا ماذا ستفعلون بنصف الشعب ونصف الحزب ونصف الجيش ونصف الأمن ، المحسوبين على الطرف الآخر؟؟؟ ، هل ستطردونهم من البلاد أم ستعتقلونهم وماذا ستبقى معكم من دولة ؟؟؟، وقال محمد علي : هذا صحيح ولكن ماهو الحل ، لأن الطرف الآخر سيسقطنا في المؤتمر ، وقلت له اوقفوا تفجير الموقف والغوا ساعة الصفر واعطوني فرصة شوف الطرف الآخر . وبالفعل تم ذلك وذهبت الى الطرف الاخر ، ووجدت عبدالفتاح اسماعيل وعلي سالم البيض وعلي عنتر في منزل عبدالفتاح ، وقلت لهم ان الطرف الآخر سيفجر الموقف ، وقاطعني عبدالفتاح ، وقال : نحن مستعدين لهم وسنرد بالصاع صاعين . وقلت لهم ما قلته للطرف الآخر ، وقال علي عنتر ، هذا صحيح ولكن ماهو الحل ، لأن الطرف الآخر سيصفينا في المؤتمر . وقلت له هل انتم ناوين اسقاطهم في المؤتمر وابعاد علي ناصر من الامانه العامه للحزب ومن رئاسة الدولة ؟؟؟، وقال

وزادل.قلت لهم لماذا لم نتفق على اللجنة المركزية قبل الدخول في المؤتمر وكل طرف يوجه أنصاره بانتخاب الاسماء المتفق عليها وتكون هي اللجنة المركزية بصرف النظر عن الاصوات ، ووافقوا ، وذهبت الى علي ناصر وهو في معاشيق رقم (1) ووجدت عنده احمد مساعد ، وطرحت الفكرة له ووافق عليها ، وذهبنا معا الى جورج حبش الذي كان ضيفا علينا في معاشيق رقم (7) وبدوره طلب علي عنتر وتم الاتفاق على اسماء اللجنة المركزية برعايته وانفرجت الامور وعقد المؤتمر وخرج بالنتيجة التي تم الاتفاق عليها.

وأشار أنه بعد عقد المؤتمر ظهرت مشكلة تشكيل سكرتارية اللجنة المركزية ،وجاء علي ناصر ومعه علي سالم البيض واحمد مساعد وصالح ابوبكر بن حسينون الى عندي في بلغاريا للراحه ، وناقشنا موضوع السكرتارية ، واقترحت لهم الاخذ بالتجربة البلغارية التي تجعل من رئيس الدائرة الايديولوجية هو الشخص الثاني في الحزب ، وهذه الدائرة كانت حينها تابعه لتيار علي عنتر ، ولكن علي ناصر لم يعجبة المقترح لأنه اراد ان يستمر ابوبكر باذيب رئيسا للدائرة التنظيمية والشخص الثاني في الحزب حسب التقليد المعمول بة عندنا في الحزب ، فتركنا وذهب غرفته وكذلك البيض . وبعد نقاش طويل مع احمد مساعد وصالح ابوبكر بن حسينون أقترحت بان يكون علي عنتر نائبا لعلي ناصر في الحزب طالما وهو نائبه في رئاسة الدولة ، فوافقا، وقمت بصياغة المقترح ووقعنا عليه نحن الثلاثة وأقسمنا بالله أننا مع من يقبله وضد من يرفضه . وبعد ذلك ذهب احمد مساعد لاحضار علي ناصر ، وذهبت انا لاحضار البيض ، وعندما عرضت المقترح للبيض قال : ماهو الجديد في هذا المقترح ؟؟؟. فقلت له سيصبح علي عنتر الشخص الثاني في الحزب بدلا عن ابوبكر باذيب وعضوا في السكرتارية بحكم منصبة الحزبي الجديد ، فوافق ، وذهبنا الى مكان اللقاء وقراءت عليهم المقترح ، ووافقوا عليه واعتبرنا ان مشكلة السكرتارية قد حلت . وبعد عودتهم الى عدن تم رفض هذا الحل من قبل الفصائل ، وأدى ذلك الى احداث 13 يناير 1986م .

وحول دور العطاس قال : اثناء احداث 13 يناير كان حيدر ابوبكر العطاس في زياره للصين وقطع الزياره واتجه الى موسكو ، ومن هناك أتصل بي هاتفيا الى بلغاريا وطلب موقفي ، وقلت له لا استطيع ذلك قبل ان اعرف من هو الباديء بتفجير الموقف ، لأنني لن اكون مع الباديء سواء كان منتصرا أو مهزوم ، وتواصلت مع بعض سفرائنا في الخارج واقترحت لهم بأن نلتقي في دمشق للبحث في كيفية انقاذ بلادنا ، وفعلا ذهبت الى دمشق وعرفت من هو كان الباديء وحددت موقفي ودخلت عدن عبر الكويت ، ولم ازايد على احد أو اصعد على حساب ابين كما قال احمد الحبيشي قبل سنتين . فانا ابن الجنوب كله ولست فقط ابن محافظة ابين بالمفهوم المناطقي لأحمد الحبيشي ، لأنني عشت في جبال ووديان وصحاري الجنوب كلها وليس فقط في ابين .

وفي مقال خص به صحيفة الوسط ونشر في العدد 317 نعيد نشرة مرفق مع الخبر
“من دروس التاريخ ”
د. محمد حيدرة مسدوس
إن دروس التاريخ هي التي تجعل الانسان يجتنب الخطأ، وبالذات الدروس التي لها علاقة مباشرة بالحاضر، ولهذا فإنني هنا أورد بعضاً من دروس التاريخ التي لها علاقة مباشرة بما نحن فيه لعلها تساعدنا في التوحيد، وأوجزها في التالي:

أولا: في ثورتنا السابقة كانت مصر عبدالناصر قد تبنت وحدة فصائل الحركة الوطنية الجنوبية في إطار جبهة واحدة أطلق عليها اسم جبهة التحرير، ولو كانت الجبهة القومية قد بقيت في إطار هذه الجبهة لما وقعت في الخطأ الذي وقعت فيه، لأن خروجها من جبهة التحرير وانفرادها بالسلطة أوجد شروخاً في الوحدة الوطنية الجنوبية وجعل لعبة المخابرات الدولية تنفذ منها وتؤدي إلى ما تلا ذلك من سلبيات. فهناك علاقة تفاعلية (ديالكتيكية) بين العوامل الداخلية والخارجية، وفي هذه العلاقة يكون هناك تابع ومتبوع، ومن البديهي أن التابع هو الذي يتكيف مع المتبوع ويكون في خدمته، وهو ما حصل في الشمال والجنوب سابقا. فإذا ما أردنا اليوم بأن تكون العوامل الخارجية لصالحنا، فإن على جميع مكونات الحراك الوطني السلمي الجنوبي بأن تتوحد حتى لا تخلق شروخ في الوحدة الوطنية الجنوبية تنفذ منها الاستقطابات الإقليمية والدولية، ونكون نحن وقوداً لهذه الاستقطابات على حساب وطننا كما هو حاصل اليوم في بعض البلدان العربية. ثانيا: بعد الاستقلال في 30 نوفمبر 1967م جاء الى السلطة الصف القيادي الأول للجبهة القومية، وعلى رأسهم قحطان محمد الشعبي وفيصل عبداللطيف الشعبي، وكان ممكن لهذه القيادة ان تجعل من عثرة خروجها من جبهة التحرير وثبة إلى الامام، خاصة وأنها تبنت خطاً سياسياً وطنياً خارج لعبة الكبار، ولكننا -للأسف- قد وقفنا ضد هذه القيادة باسم اليسار حتى تم إسقاطها، والحقيقة أنه لولا وجود (سالمين) مع اليسار لما استطاع اليسار أن يسد الفراغ الذي تركه قحطان وجماعته، ومع ذلك لم يمنع توسيع الشروخ في الوحدة الوطنية.

ثالثا: بعد قحطان جاء (سالمين)، وبعد سالمين جاء عبدالفتاح وجاء ميلاد الحزب الاشتراكي كوريث للجبهة القومية وتبنى فكرة وحدة الأداة السياسية للوحدة اليمنية، وأدت هذه الفكرة الى دمج المعارضة الشمالية في الحزب الاشتراكي على حساب الوحدة الوطنية في الجنوب، وهذا الدمج في حد ذاته أدى الى ضياع الدولة وضياع الحزب ذاته، لأنه لولا ذلك لظل الجنوب جنوبا والشمال شمالاً، ولظل الحزب قائدا سياسيا للجنوب.

رابعا: كان الانقلاب على الرئيس سالمين ضمن اللعبة الدولية، وجاء خلفا له عبدالفتاح اسماعيل ضمن اللعبة نفسها. وفي إطار لعبة الكبار لم يدم عبدالفتاح أكثر من سنة في السلطة حتى تم استبداله بعلي ناصر، وبعد فترة قصيرة من حكم علي ناصر ظهر الخلاف بينه وعلي عنتر، وظل هذا الخلاف يظهر ويختفي حتى ظهر بقوة مع التحضير للمؤتمر العام الثالث للحزب عام 1985م . وفي ذلك العام زارني أحمد مساعد حسين، وأنا سفير في بلغاريا، وقلت له أضع يدك بيد علي عنتر حتى تجنبوا البلاد الكارثة، وقال: من الصعب التفاهم معه، وقلت سأعطيك له رسالة، وفعلاً أعطيت له رسالة وتم التفاهم معه، وظل هذا التفاهم قائما حتى جاءت الدورة الانتخابية للمنظمات القاعدية الحزبية، وهناك حصل اصطفاف مناطقي ضد أبناء أبين وشبوة وتم إسقاطهم، وعندما شكا أحمد مساعد لعلي عنتر هذه الظاهرة، قال علي عنتر هذه ديمقراطية حزبية لا نستطيع التدخل فيها، وكانت هذه الإجابة بالنسبة لأحمد مساعد نهاية العلاقة مع علي عنتر. وعندما علمت بذلك قلت لأحمد مساعد اذهب إلى علي عنتر، وقل له إذا كانت هذه هي إجابتك النهائية فهذه هي استقالتي واذهب الى قريتك في شبوة، وسوف يتراجع علي عنتر ويأتيك إلى هناك ويعيدك بشروطك، ولكنه اعتبر ذلك استسلاما ولم يقبل، ولو كان فعل ذلك لما استمر الاصطفاف المناطقي الذي ادى الى تقسيم الشعب والحزب ومؤسسات الدولة على شكل مناطقي .

خامسا: قبل انعقاد المؤتمر العام الثالث للحزب بيوم تقريبا جاءني بعد صلاة العصر محمد ناصر احمد وزير الدفاع الحالي، ونصحني بالخروج من البيت قبل صلاة المغرب لأن جماعة الزمرة سيفجرون الموقف ، وقال إنهم حالياً يوزعون المهام القتالية في منزل عوض ناصر الجحماء بخور مكسر، فذهبت اليهم ووجدتهم قد بدأوا يتجهون نحو مواقعهم القتالية، فطلبت من محمد علي أحمد وأحمد مساعد وعوض ناصر الجحماء البقاء، وانتقلنا إلى منزل احمد مساعد المجاور لمنزل الجحماء ، وقلت لهم: لو حسمتم الموقف عسكريا ماذا ستفعلون بنصف الشعب ونصف الحزب ونصف الجيش ونصف الأمن ، المحسوبين على الطرف الآخر؟، هل ستطردونهم من البلاد أم ستعتقلونهم، وماذا ستبقى معكم من دولة؟؟، وقال محمد علي: هذا صحيح ولكن ماهو الحل، لأن الطرف الآخر سيسقطنا في المؤتمر، وقلت له اوقفوا تفجير الموقف والغوا ساعة الصفر واعطوني فرصة شوف الطرف الآخر.

وبالفعل تم ذلك وذهبت الى الطرف الآخر، ووجدت عبدالفتاح اسماعيل وعلي سالم البيض وعلي عنتر في منزل عبدالفتاح، وقلت لهم إن الطرف الآخر سيفجر الموقف، وقاطعني عبدالفتاح، وقال: نحن مستعدون لهم وسنرد بالصاع صاعين. وقلت لهم ما قلته للطرف الآخر، وقال علي عنتر: هذا صحيح ولكن ماهو الحل، لأن الطرف الآخر سيصفينا في المؤتمر. وقلت له هل انتم ناوين اسقاطهم في المؤتمر وابعاد علي ناصر من الأمانة العامة للحزب ومن رئاسة الدولة؟، وقال لا.. قلت لهم لماذا لم نتفق على اللجنة المركزية قبل الدخول في المؤتمر وكل طرف يوجه أنصاره بانتخاب الاسماء المتفق عليها وتكون هي اللجنة المركزية بصرف النظر عن الاصوات، ووافقوا، وذهبت الى علي ناصر وهو في معاشيق رقم (1) ووجدت عنده احمد مساعد ، وطرحت الفكرة له ووافق عليها، وذهبنا معا الى جورج حبش الذي كان ضيفا علينا في معاشيق رقم (7) وبدوره طلب علي عنتر وتم الاتفاق على اسماء اللجنة المركزية برعايته وانفرجت الامور وعقد المؤتمر وخرج بالنتيجة التي تم الاتفاق عليها.

سادسا: بعد عقد المؤتمر ظهرت مشكلة تشكيل سكرتارية اللجنة المركزية، وجاء علي ناصر ومعه علي سالم البيض وأحمد مساعد وصالح أبوبكر بن حسينون الى عندي في بلغاريا للراحة، وناقشنا موضوع السكرتارية، واقترحت لهم الأخذ بالتجربة البلغارية التي تجعل من رئيس الدائرة الأيديولوجية هو الشخص الثاني في الحزب، وهذه الدائرة كانت حينها تابعة لتيار علي عنتر، ولكن علي ناصر لم يعجبه المقترح لأنه أراد أن يستمر أبوبكر باذيب رئيسا للدائرة التنظيمية والشخص الثاني في الحزب حسب التقليد المعمول به عندنا في الحزب، فتركنا وذهب غرفته وكذلك البيض، وبعد نقاش طويل مع أحمد مساعد وصالح أبوبكر بن حسينون اقترحت بأن يكون علي عنتر نائبا لعلي ناصر في الحزب طالما وهو نائبه في رئاسة الدولة، فوافقا، وقمت بصياغة المقترح ووقعنا عليه نحن الثلاثة، وأقسمنا بالله أننا مع من يقبله وضد من يرفضه. وبعد ذلك ذهب أحمد مساعد لإحضار علي ناصر ، وذهبت أنا لإحضار البيض، وعندما عرضت المقترح للبيض قال: ما هو الجديد في هذا المقترح؟؟.

فقلت له سيصبح علي عنتر الشخص الثاني في الحزب بدلاً عن أبي بكر باذيب وعضوا في السكرتارية بحكم منصبه الحزبي الجديد، فوافق، وذهبنا الى مكان اللقاء وقرأت عليهم المقترح، ووافقوا عليه، واعتبرنا أن مشكلة السكرتارية قد حُلت، وبعد عودتهم إلى عدن تم رفض هذا الحل من قبل الفصائل، وأدى ذلك إلى أحداث 13 يناير 1986م.

سابعا: أثناء أحداث 13 يناير كان حيدر ابوبكر العطاس في زيارة للصين وقطع الزيارة واتجه إلى موسكو، ومن هناك اتصل بي هاتفيا إلى بلغاريا وطلب موقفي، وقلت له لا استطيع ذلك قبل أن أعرف من هو البادئ بتفجير الموقف، لأنني لن أكون مع البادئ سواء أكان منتصرا أو مهزوماً، وتواصلت مع بعض سفرائنا في الخارج واقترحت لهم بأن نلتقي في دمشق للبحث في كيفية إنقاذ بلادنا، وفعلا ذهبت الى دمشق وعرفت من هو كان البادئ وحددت موقفي ودخلت عدن عبر الكويت، ولم أزايد على احد أو أصعد على حساب أبين كما قال أحمد الحبيشي قبل سنتين، فأنا ابن الجنوب كله ولست فقط ابن محافظة أبين بالمفهوم المناطقي لأحمد الحبيشي، لأنني عشت في جبال ووديان وصحارى الجنوب كلها وليس فقط في أبين.

ثامنا: بعد الأحداث حاولت أن أنتزع قراراً من المكتب السياسي بعودة الجميع إلا من كان له مطلب سياسي، لأن ما عدا المطالب السياسية هي مطالب حقوقية تكفلها الشرائع السماوية والوضعية، لا يجوز قانونا رفضها، ولكنني لم أفلح، ولو كان تم ذلك لما وجد نظام الشمال من يحارب معه من الجنوبيين في حرب 1994م.

تاسعاً: أثناء مباحثات الوحدة، قدم الطرف الشمالي أربعة بدائل للعمل السياسي، ومن بين هذه البدائل دمج الحزب الاشتراكي مع المؤتمر الشعبي العام في حزب حاكم واحد، وكنت أنا مع هذا الخيار، ولكن الآخرين كانوا ضده وأسقطوه، وبعد إعلان الوحدة قام الرئيس علي عبدالله صالح بضم المعارضة الجنوبية إلى المؤتمر الشعبي العام والى بقية الاحزاب الشمالية الاخرى، وقام الحزب الاشتراكي بتأطير 300 ألف من الشمال الى عضويته، وهذا ما أدى إلى إذابة معالم الوحدة في معالم الحزبية، ونتيجة لذلك قمت بإقناع البيض بالعودة إلى فكرة الدمج بين الحزب والمؤتمر، وكان هدفي من ذلك هو استعادة معالم الوحدة حتى يكون التناقض الحتمي والموضوعي تناقضا بين الشمال والجنوب وليس بين الحزب والمؤتمر، ولكن الأغلبية في قيادة الحزب قد رفضت الفكرة وأسقطتها وجعلت التناقض يأخذ طابعا حزبيا في الأزمة والحرب، وهو ما جعل بعض العناصر الجنوبية تقاتل مع علي عبدالله صالح ضد الحزب الاشتراكي، وما جعل بعض العناصر الشمالية تقاتل مع الحزب دفاعا عنه وليس عن الجنوب، ولولا إعلان فك الارتباط، لكانت الحرب قد دخلت في التاريخ كحرب حزبية على السلطة .

إن هذه هي بعض من دروس التاريخ لا بد من الاستفادة منها لتوحيدنا اليوم ، وهي جزء من خبرتنا نقدمها للشباب، ونقول لهم بأننا اليوم نواجه جبهات ثلاث، لا بد أن نتوحد أمامها ونوزع المهام لمواجهتها، وأول هذه الجبهات هي: الجبهة الدينية التي يستخدمها علماء الدين في الشمال لتبرير قهر الجنوب، وثاني هذه الجبهات هي: الجبهة الفكرية والسياسية التي تجعل من الملموسات مجردات حتى تقول للعالم بأن عدم مشاركتنا في مؤتمر الحوار الوطني الشامل هو رفض للحوار من حيث المبدأ، وثالث هذه الجبهات هي: الجبهة الإعلامية التي تعمل على إخفاء القضية ودفنها.. فهل نستطيع أن نتوحد ونكلف رجال الدين الجنوبيين بمواجهة الجبهة الدينية، ونكلف أصحاب الفكر والسياسة بمواجهة الجبهة الفكرية والسياسية، وأصحاب الإعلام بمواجهة الجبهة الاعلامية؟؟.

إنه لا شك بأن كل إنسان يقيس الناس بمقاسه، فإن كان كبيراً فإنه يرى الآخرين كباراً مثله، وإن كان صغيراً فإنه يرى الآخرين صغاراً مثله، فهناك من يعتقد بأن ما ندعو إليه هو لصالح طرف على حساب آخر أو أنه يخدمني، وأنا والله إنني أكبر من ذلك بكثير، فالصغير يبحث عن زعامة وفلوس، والكبير يبحث عن وطن، وانا ابحث عن وطن، فقد حددت نقاطاً أربع لتوحيد الجنوبيين في هذه المرحلة، واعتبرتها بديهيات لا تقبل النقاش، وإنما تنفيذها هو القابل للنقاش، ولا أعتقد بأن أي طرف يستطيع النجاح بدونها، وهذه النقاط الأربع هي:
– التسليم بأن وحدة الهدف هي الشرط الموضوعي لوحدة القيادة وان وحدة القيادة هي الشرط الذاتي لتحقيق الهدف.

2- الاتفاق على أن الهدف هو استعادة الدولة كحق مشروع طالما والشمال استعاد دولته بحرب 1994م.
3- الاتفاق على أن الحلول التي سبق وأن تم طرحها من قبل بعض الجنوبيين هي عبارة عن طرق وأساليب للوصول إلى هذا الهدف.
4- الاتفاق على تشكيل قيادة سياسية توافقية موحدة تضم الجميع دون استثناء تقوم بإدارة العمل السياسي حتى تحل القضية.

إن هذه النقاط الأربع هي جدول أعمالنا حالياً، وبعد التوقيع عليها من قبل رؤساء المكونات سيتم تشكيل لجنة من كل الأطراف تقوم بإعداد وثيقة سياسية وفقا لما جاء في النقطة الاولى والثانية والثالثة.. أما النقطة الرابعة الخاصة بتشكيل القيادة، فإن أسهل وأفضل طريقة لتشكيلها هي في: جمع كل قيادات مكونات الحراك بما في ذلك قيادات الحركات الشبابية والمرأة وغيرها في اجتماع مشترك، واعتبار هذا الاجتماع المشترك هو المؤتمر الوطني، وهو ايضا بكامله المجلس الوطني المؤقت لشعب الجنوب، وبحيث يقوم بإقرار الوثيقة وإشهار نفسه كمجلس وطني، وبالتالي يقوم بتشكيل لجنة تنفيذية من كل المكونات بشكل توافقي لما يخدم القضية، مع احتفاظ كل مكون بمكونه، وعند اتمام هذا العمل تكون مهمتي قد انتهت، وسأكون في خدمة القيادة السياسية الجديدة الموحدة وتحت إمرتها، أما بالنسبة للوثيقة السياسية التي سيتم إعدادها وفقا للنقطة الأولى والثانية والثالثة المشار إليها أعلاه، فإنها سوف تتكون من الفصول الأربعة التالية:

أ- سيخصص الفصل الأول للأسباب الموضوعية والذاتية للقضية حتى يظهر للعالم شرعيتها.
ب- سيخصص الفصل الثاني لاستعراض الوضع القائم في الجنوب منذ الحرب حتى يظهر للعالم القهر الشامل والدمار الشامل الذي لحق بالجنوب.
ج- سيخصص الفصل الثالث لتسلسل الرفض الجنوبي لهذا الوضع حتى يظهر للعالم بأن الشعب يرفض هذا القهر الشامل منذ البداية.
د- سيخصص الفصل الرابع لكيفية استعادة الدولة ولكيفية الجنوب الجديد حتى نطمئن كل الأطراف الجنوبية على مستقبلها وكل الأطراف الإقليمية والدولية على مصالحها.
4/2/2013م

جميع الحقوق محفوظة لـ يافع نيوز © 2017
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح
  رد مع اقتباس