عرض مشاركة واحدة
قديم 12-27-2010, 07:39 PM   #1
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي العجـز والأرداف في الثقافـة الحضـرمية ...!!!

.

العجز في لغة العرب هو : مؤخرة المرأة ، ويقال إمرأة عجزاء قال الشاعر كعب ابن زهير في قصيدته المعروفة ب( البردة ) :

هيفاء مقبلة عجزاء مدبرة .......... لا يشتكي قصر منها أو طول

جاء في لسان العرب ( والعجازة والإعجازة ما تعظم به المرأة عجيزتها وهي شيء شبيه بالوسادة تشده المرأة على عجزها لتحسب أنها عجزاء ) .

والردف جمعها أرداف وجاء في قواميس اللغة العربية ا ( ردف كل شيء مؤخره والردف الكفل والعجز وخص بعضهم به عجيزة المرأة والجمع من كل ذلك أرداف )

وفي الإ رث الثقافي العربي أعتبر كبر العجز من اهم صفات الجمال الأنثوي وفضلوا جمال الأنثى التي تكون ذات ارداف كبيرة مع خصر نحيل وصدر ممتلىء . وظل هذا المقياس الجمالي الأنثوي موروثا في خيال الشعراء حتى في شعرنا الشعبي يفضل الشاعر أن يوصف عجز المرأة بأنه مركب يمخر في غبة سيلان ، أو مثل مركب الهند أبودقلين ، وقرأت في سقيفة عذب القوافي قصيدة غزل قديمة يقول الشاعر فيها :

والعجز حوضه علاء حتى تشل عشره ....... تقول طوعه سرت معها طياب اهبوب
اذا احتزم لي وانا بتكي على العصره ..........من فوق لوراك كنه طارحه لشــــبوب


وهذه الثقافة الشعبية في تحديد مقياس الجمال استوقفتني قبل فترة ضمن حديث في محيط أسرتي ، حين نما الى علمي أن ( فلانا ) من اقاربنا خطب بنت فلان ، فما كان من ( أم عوض ) إلا وهمست لبنتها تعير المخطوبة بانها ( مسحْوته ) بسكون على الحاء ، أي إشارة الى غياب تلك الصفة عنها والتي يفضلها الشاعر في الأنثى ، وفي رأي أن تلك الصفة صفة كبر عجز الأنثى وأردافها هو نتاج عن افراط في السمنة ، وقلة الحركة والكسل التي لاتساعد على حرق الدهون في الجسم ، فكثرة الأكل وكثرة النوم وقلة الحركة ربما تؤديان في أن تكتنز المرأة الشحوم في عجزها واردافها ، وربما أن الشاعر الشعبي يرى في ذلك علامات بأن المحبوبة التي يتغزل في جمالها الأنثوي هي من بيت عز ونعمة ، وليست من بيت شح وقلة ما باليد أو من اللواتي مجهدات من العمل والكد في الزراعة وتعاطي ( الخلاء ) ليجمعن الحطب أو يرعين الماشية .

فمن وجهة نظري أرى أن السمنة تعيب الرجل كما هي تعيب المرأة ، والتغزل في أماكن تركيز الشحوم في العجز والأرداف ما هي إلا ثقافة شعبية خاطئة ، تدفع بالمرأة نحو الكسل وقلة الحركة ، وكثرة الأكل وكثير من النوم ، من أجل تكبير محيط ( العجز والأرداف ) ، وربما يؤول بها الحال الى ارتفاع نسبة الكليسترول في الدم ، والتعرض لأمراض السمنة ( الضغط - والسكر ) . لهذا كنا نسمع في الماضي تفضيل الخاطبات للبنت ( المعصورة عصرا ، أو مزوية زويا ) أي ذات جسم مقبول مشدود ، على البنت المترهلة والسمينة ( المدبدبة ) ، ذلك حين يعرضن مواصفات الجمال الأنثوي لأهل الشباب الذي يبتغي الزواج . وفي هذا ما يخالف نظرة الشعراء لمواصفات الجمال الأنثوي مع يقيني أن الشعراء يقولون ما لايفعلون ، ويصفون مالا يشتهون ، إلا إذا كان منهم من يبحث عن وسائد له لينام عليها فهو يصف جمالا لعجز وأرداف بمقياس صاحبة هذا المقطع المصور ؟؟؟








.
التوقيع :

التعديل الأخير تم بواسطة أبوعوض الشبامي ; 12-28-2010 الساعة 08:28 AM
  رد مع اقتباس