عرض مشاركة واحدة
قديم 03-26-2010, 11:37 AM   #10
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

[QUOTE=الحضرمي التريمي;483032]
مدرسة تريم الفقهية وانقلاب الخرقة المدينية عليها ؟


اقتباس :
وان تظهر بعد ذلك أعلام صوفية تولت نشر التصوف بأبعاده المختلفة ومشاربه المنحرفة ، عن طريق التدريس والكتابة والتأليف وغيره 0


أعجبني جدا كلامك العلمي المنصف و قرأته جيدا و الذي يدل على سعة أفق.... هكذا تطرح المناقشات المنهجية المفيدة حتى و إن اختلفت معك في بعض الأجزاء من حديثك و سأوضحه هنا على أن يبقى الحديث على هذا المستوى العلمي بعيدا عن المماحكات :

التصوف في حضرموت:
مع ظهور التصوف في حضرموت في القرن السادس الهجري، رغم أن بعض المراجع تؤكد أن دروس التصوف كانت تلقى ضمن المواد التي يلقيها الشيوخ على تلاميذهم و أن الشاطريُّ قد أشار في [أدوار التاريخ الحضرمي جـ 1 ص 163] أن أول من عُرف بالتصوف في حضرموت هو: عبد الله بن أحمد بن عيسى المهاجر وقد تلقاه عن شيخه أبي طالب المكي، وذلك عندما حجَّ عام (377) من الهجرة بينما ذكر الحامد استنادا إلى مراجعه أن أول متصوف من آل باعلوي كان السيد/ أحمد بن علوي بن محمد صاحب مرباط (تاريخ حضرموت ج2 ً715) غير أنه لم يكن لهما تأثير في مسألة انتشاره في تلك الفترة. و أن انتشار التصوف لم يبدأ فعليا إلا في عهد الفقيه المقدم / محمد بن علي باعلوي(574 ـ 653هـ) الذي اعتبر أول مؤسس للمدرسة الصوفية الحضرمية التي وافق بين التصوف و النصوص الشرعية و الفقهية تختلف عن سواها من الطرق الصوفية، لا تشوبه الميول الفلسفي في بداياته.
و قد قسم المؤرخ/ محمد الشاطري في كتابه أدوار من التاريخ الحضرمي ج2 التصوف في حضرموت إلى عهدين و اعتبار القرن السابع الهجري فاصلا بينهما. فبينما كان التصوف في العهد الأول على القاعدة الذهبية التي نسبت للجنيد و هي للإمام مالك نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلةمن تصوف قبل أن يتفقه تزندق). و فهموا معنى التصوف على حقيقته دون أن يغلو فيه فلا رياضات و لا طرائق و لا مرقعات و لا سياحات و لا مجاهدات. فكان تصوفا نقيا من الشوائب.
ثم تسربت في القرن السابع إلى حضرموت تلك الأفكار الصوفية التي هبت من العراق و المغرب و انسابت الأفكار الفلسفية التي اشتملت مسألة الطرائق و التحكيم و إلباس و إجازات و تلقين ذكر و غير ذلك من اصطلاحات و التي طغت ذروتها في ذلك القرن و تأثر بها الكثيرون. و لكن بصورة مهذبة و بعيدة عن الغلو و مجانبة الشرع و الشطط من تبجحات و شطحات كما يتضح ذلك من أقوالهم منها مثلا: (الاستقامة أعظم كرامة).
فلو نظرنا إلى أقوال أهل الطرائق الأولين لربما فهمنا معنى و شروط التصوف فمثلا الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله يقول : (كل حقيقة لا تشهد لها الشريعة هي زندقة , طر إلى الحق عزَّ وجلَّ بجناحي الكتاب والسنة ادخل عليه ويدك في يد رسول الله صلى الله عليه وسلم ترك العبادات المفروضة زندقة وارتكاب المحظورات معصية) . الفتح الرباني ص 179
ثم جاءت الكتب المدسوسة على التصوف في حضرموت كما حدث في كثير من الطرق أنظر إلى ( لطائف المنن)واسمع إلى قوله يقول شيخ عبد الوهاب الشعراني في كتابه لطائف المنن : (ومما منَّ الله تبارك وتعالى به علي صبري على الحسدة والأعداء لما دسوا في كتبي كلاما يخالف ظاهر الشريعة وذلك لما صنفت كتاب البحر المورود في المواثيق والعهود وكتب عليها علماء المذاهب الأربعة بمصر وتسارع الناس لكتابته فكتبوا منة نحو أربعين نسخة غار من ذلك الحسدة فاحتالوا على بعض المغفلين من أصحابي واستعاروا منة نسخته وكتبوا لهم منها بعض كراريس ودسوا فيها عقائد زائفة ومسائل خارقة لإجماع المسلمين وحكايات وسخريات ... إلخ)
بل إن ابن تيمية نفسه يعترف بالدس على السيدة رابعة العدوية لا أحب نرديده هنا وذلك في كتاب مجموعة الرسائل والمسائل لابن تيمية
بل وحنى في كتب أولئك الأمة حصل الدس رغم أن بعض التحقيقات شابها شيء من المزاجية و العصبية في بعض تلك الكتب فتجد فصلا في طبعة لا تجده في طبعة أخرى......
لي عودة إن شاء الله إذا رغبت في أن أستمر في الحديث و لك شكري و تقديري
  رد مع اقتباس