عرض مشاركة واحدة
قديم 04-15-2011, 01:06 AM   #13
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.

ظهر بن عبدات واعلن حركة تمرده في الزمان الخطأ ، والمكان الخطأ ، لهذا لم يستفد من ثروته استفادة تمكنه من تأسيس كيان سياسي طموح ، شأنه شأن عشيرتي الكثيري والقعيطي . لقد كان ظهور حركة بن عبدات في النصف الأول من القرن التاسع عشر الميلادي أي بعد الحرب العالمية الأولى ، بعدما تشكلت فيها الخريطة الجوسياسية للمنطقة ، وارتبطت فيها السلطنتان الكثيرية والقعيطية باتفاقيات حماية مع بريطانيا ، لهذا اجهضت اتفاقيات عام 1918م طموحه وتطلعاته ، فهذه الاتفاقية التي جعلت مدينة الغرفة تابعة للسلطنة الكثيرية كانت تتناقض مع طموحه في تحقيق مشروع كيان سلطنة كان يحلم بها يقيمها داخل اسوار مدينته المحصنة - الغرفة -

لهذا يبدو لنا واضحا أن بن عبدات كان مغامرا سياسيا فاشلا ، اراد ان يؤسس لشخصه ولأسرته سلطنة جديدة على حساب سلطنتين قائمتين ارتبطتا مع بريطانيا باتفاقيات حماية ، وبغض النظر لمن يقول أن بن عبدات كان يعد من رموز الأرشاديين في اندونيسيا ، وأنه كان مناهضا للعلويين ومن أشد خصومهم ، ولهذا حين عاد الى الغرفة وأنشأ كيانه السياسي بادر بفتح مدرسة اهلية تعتمد على المنهج الارشادي المعمول به في اندونيسيا ، لقد كان بن عبدات يجهر في مجالسه الخاصة بأفكاره التي تأثر بها من علماء الأرشاد في اندونيسيا ، ونقرأ في هذا السياق ما كتبه لدكتور عبدالله سعيد الجعيدي في كتابه ( الاوضاع الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والسياسية في حضرموت ) ص 187 :

(( محاولة الثري عمر عبيد بن عبدات الاستفادة من من هذا الصراع ( العلوي الارشادي ) في حضرموت ليكون مبررا أيديولوجيا يستقطب من خلاله المناوئين للسلطنتين القعيطية والكثيرية المدعومتين من العلويين وايضا يستقطب الراغبين في اصلاح الأوضاع الاجتماعية المتخلفة السائدة في حضرموت لتحقيق أهدافه وطموحاته السياسية بعيدة المدى )) .

حاول بن عبدات استمالة الطبقات الأخرى في المجتمع حين تظاهر بالدعوة للمساواة بين كافة أبناء المجتمع الحضرمي ، لهذا لاعجب أن تسهوي مثل تلك الشعارات شاعرنا الشاب خميس سالم كندي ، بل وأنها تنطبع في عمق وجدانه وكانت تتراء واضحة في كثير من قصائده التي سنأتي عليها لاحقا .

إلا أننا نلاحظ أن بن عبدات لم يعتمد في الدفاع عن كيانه وتحصيناته واسوار مدينته إلا على ابناء قبائل الحموم فكان يغذق عليهم المال والسلاح ، وعلى عدد من العبيد المملوكين له . أما بقية الطبقات الأخرى فقد فتح لهم أبواب أسوار مدينة الغرفة كحرفيين يعملون تحت حمايته بهدف إزدهار مدينته الغرفة وبعث الحياة الاقتصادية الهامشية فيها..


لاقت الدعوة الى المساواة هوا في نفس شاعرنا خميس سالم كندي وعدها بشرى للطبقات المحرومة والمظلومة ، فنظم من وحيها قصيدة طويلة مدح فيها عبيد صالح بن عبدات ورسم له صورة المنقد أو يكاد أن يكون ( المهدي المنتظر ) الذي سيملأ حضرموت عدلا ومساواة بعدما أن أمتلأت جورا ، فكان تاريخ القصيدة يوم عرفة سنة 1358هـ يقول فيها :



عبيد صالح على الناموس يتقدم = بالحال والمال متوكل على الرحمن
عاكف على الهوبره بالخصم ما يهتم =ياالكوثرة بايرد وقتش على العدان
ومن تعدى حدودش بايذوق السم =ومن بغا الظلم ماله عذر مايهتان

وينطلق شاعرنا الشاب خميس كندي مجاهرا بنقده للقبائل الشنفرية التي رفضت ان تتحالف مع بن عبدات ووقفت تتفرج عليه اثناء حصاره وضربه ، من الواضح انه كان مستندا على حماية بن عبدات له فنقرأ له قوله :


ولعاد حد بعدهــم بالصـــــدق باتكلم =ما خلفوا إلا عرب حاجتهم الخرطان
والكذب والمكر والحيله لها يخــرم = وإذا تعشوا عياله هو ضوا فرحان
وإذا سمع صوت طياره مسى يحلم = صنف تصانيف غبراء زور وبهتان
واندر قبض له فاي بالاخبــار يتكلم = تحسبه ضابط مدرّع من بني عثمان
تقول يا ماهنــاه لاقــــده يتحتــــم =وقت النفس باتعده شاجع الشجعـــان
في المسعره تعرف الكوره من البلّم = ولافقع شرح تعرف هومن الزفان
بالفســـل والجيــــد باتدرى وباتعلم = والكذب والصدق بايظهر في الميدان


ويشير شاعرنا كندي في الأبيات الآتية الى سطوة تلك الطبقات المهيمنة على الطبقات الضعيفة في المجتمع ويرسم لنا صورة اجتماعية بالغة الدقة كانت وربما لازالت تتناسخ الى عصرنا هذا يقول كندي:


وإن كانه إلا على كندي وعامقـــرم = يسلك تحداثهم وإلا على جـــــوبان
لاتكلموا قالوا الهرشان سخفو جـم =ما عذر نلقي لبوهم قشم في الليذان
تقول بينك وبينـــه وجــــــه وإلا دم =تعبر حيـــاتك وقلبك منهم فزعــان
كلا بيده على المســـكيــن يتــحــتم = حتى حبابيك عاالشمه لقو ميثــــان

ويستبشر شاعرنا الشاب خميس كندي بمزاعم بن عبدات بأنه جاء ليطبق المساوة ويحققها داخل اسوار الغرفة ضمن حدود سلطانه الموعود ، لهذا يقول في قصيدته :

وإن كانها إلا شطارتكم علينا جــم= مااليوم شو ربنا سهل لنا سلطان
رد التميمي وبن طالب وبن كــرتم= واليافعي والكثيري كلهم أخـــوان
ولعاد نسمع بذكر الثرت في العالم =ولعاد نسمع بعزوة نا فلان افلان
خلا العرب كلهم عينه عيــــال آدم =والظلم والبطل غلق ماكان شي كان
نحمده نشكره عالنعمة علينا أنعم = فرج علينا من أهل الظلم والعدوان

ويختتم شاعرنا خميس كندي قصيدته بذكر تاريخ نظمها يقول:

تاريخها ليلة الزوار تتعـــزم =لمان عرفات سقطوا ركن من الاركان
والف ثلاث والخمسين تتمم= واثمـــان من بعدهــــا تتخـتم القيفـــــان

تسجيل للقصيدة بصوت الشاعر خميس سالم كندي



صورة القصيدة ضمن صفحات الديوان


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس