عرض مشاركة واحدة
قديم 04-16-2011, 01:48 PM   #15
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي


يقول المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف (( وخلال التصادم بين ابن عبدات وسلطان سيئون جرت من ابن عبدات تصرفات حمقى ، منها انه كان يعترض ويستولي على قوافل التموينات الغذائية التي كانت تمر بطريق الغرفة الى سيئون ، ومن بين تلك التموينات ما كان مخصصا لإغاثة منكوبي مجاعة 1943م - 1945م في وادي حضرموت وفي هذه الفترة استخدم ابن عبدات أعدادا كبيرة من قبيلة الحموم لقطع الطريق للحيلولة دون وصول قوافل المواد الغذائية الاساسية من الشحر الى سيئون وتخريب الاراضي المزروعة واتلاف النخيل المثمرة في الوادي في وقت كان أهالي الوادي يموتون بالعشرات وخاصة الأطفال من شدة الجوع .
كانت تصرفات ابن عبدات كيدية وطائشة ، ولم تنل أضرارها سلطان سيئون ولا الانجليز ولكنها تمخضت عن أذى كبير للفقراء كالعمال والفلاحين ...))

وقد قرأت ما كتبه احد المتحرشين بكتابة التاريخ والتراث قوله أن عبيد صالح ( يحمل أفكار تقدمية ويعد من المناضلين الشرفاء .... إن لدى الشيخ عبيد ميول وطنية ومبادئ سامية ...)) من كتيب ( بلاد الاحقاف رموز وكنوز لسالم الجرو ص 76 78 .

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



قطع الطريق ونهب التموينات الخاصة لأنقاذ الحضارمة من المجاعة واتلاف المزروعات وقطع اشجار النخيل هي من ( الأفكار التقدمية وسلوك المناضلين الشرفاء والمبادئ الوطنية السامية )) كما يدعي هذا المتحرش الجاهل . لعل هذا المتحرش بكتابة التاريخ يجهل الوقائع تماما ، ويفتقر الى الاطلاع على وثائق تلك الحقبة ، ولم يكن شاهدا على احداث ذلك العصر الذي عاصره المؤرخ محمد عبدالقادر بامطرف والتقى شخصيا بابن عبدات . فكتب عنه كشاهد على العصر .

ومثل هؤلاء المتحرشين ينطبقهم عليهم قول شاعرنا كندي:

هو لاسمع بندق قرح قلّد الدار= يحاكي حريمه لاه بيتم عيالي
إذا أصبح يزر زر وعارض للاخبار= الى الفاي والرشبه وقيلا وقالي
ما القبوله راحت بشتني وعشار= وشجعانها مااليوم رجعوا ذلالي



لقد شاهد شاعرنا خميس سالم كندي بأم عينه كيف كان الناس يتضورون جوعا من أجل البقاء على رمق الحياة ، وكيف كان يموت الناس في قرى حضرموت من الجوع ، وشاهد كيف كانت تقوم قبائل الحموم الموالين لبن عبدات ومعهم العبيد الموالين لبن عبدات في نهب القوافل المحملة بالمواد الغذائية الخاصة لإنقاذ الناس من المجاعة ، ورأى كيف كانت تلك القبائل المجندة وعبيد ( بن عبدات ) يعيثون في الأرض فسادا ونهبا ، وأدرك أن المساواة والعدالة المنشودة التي كانت يحلم بها لن تأتي بواسطة عبيد صالح بن عبدات ، وان ما تشهده الغرفة ليست ثورة شعبية تلبي طموح جميع الطبقات وتهدف الى رقي ونهوض المجتمع ، أو أنها تهدف لأرساء السلام الاجتماعي والاصلاح المنشود ، وإنما كانت في حقيقة الأمر هي نزاع بين اقطاعي ثري اسمه ( عبيد بن عبدات ) جلب أمواله من المهجر الاندونيسي وسخرها للاستعانة بالقبائل المأجورة ، والعبيد المملوكين له من أجل أن يكون سلطانا لينافس بقية السلاطين في حضرموت.

وكان لهذا الشعور الداخلي في وجدان واحاسيس شاعرنا صداه ، وبدأ وعيه ينمو ويتدرج عن التخلي من بن عبدات ، خاصة بعدما شاهد وهو يتنقل بين قرى وبلدات حضرموت والواقعة بين شبام وتريم ، كيف كانت تكلل مجهودات السيد المصلح أبوبكر بن شيخ الكاف بالنجاح وهو ينشر السلام يدعو الى الصلح والاصلاح ، فبدأ خميس كندي يراجع نفسه وينظر للأحداث من حوله بعين البصير المستبصر ، والذي نزع عن عينيه غشاوة الوهم الكاذب التي كان قد ضللها بن عبدات على عينيه ، فأحس أنه كان مخدوعا بإبن عبدات وأن بن عبدات ما كان يهدف إلا لاشباع رغبته في السلطة وقيام كيان قبلي بإسمه ينافس فيه ابناء عشيرته من آل كثير.

لهذا نظم شاعرنا خميس كندي هذه القصيدة التي اشار فيها الى مجهود ( المستعمر ) في تحقيق الصلح وأطفاء الفتن ، واشار الى مجهود ( ابوسقاف ) ابوبكر بن شيخ الكاف قال كندي:

قال الفتى الشاعر نهار السبت يدي حررت= ابيات تتضمن على الأخبار لي قد وقعت
في وادي الاحقاف يد على الأمة ضفت= وأستعمر الوادي وقام الصلح والفتنة طفت
وأمهات جر يشكين والتوكو معانقهن حلت=يشكين يتباكين يوم امقاصهن ما تحركت
ولعاد حد ينشد عليهن والمسابت دحّلت=ويقلن للشياطين إيش الأمر متكلمهم سكت
جوّب عليهم قال أنا وانتن شطار تناتلت= ماليوم يدي في سلاسل ماكنه وإتقيدت
في حبس ( بوسقاف ) لي خل الشجاعه غلقت= قام الشريعه من قتل قتلوه والناس أستوت
والقبوله لبست ثياب السود حزنت وأجلت= حزنت على عائض الى ذكرته في البيداء عوت
لعبوبها زرّو بها بعده لما شيبت= مااليوم قدها إلا سلابتها عصا واتمسكنت
لي قعلها ما قع لحد ياريتها ما تفيولت= شجعانها آيه من المولى عليهم أنزلت
من هود لادوعن ألما العبر الارض تمهدت= والقوا لهم محشر وبه كل إذن سمعت وأيقنت
من هجمة الطيار حسوا الأرض في إذا زلزلت= والضغط والباطل رسومه ما كأن شي ارسمت
والعدل والانصاف راياته علينا نعشوت= والحمد للرحمن يوم الناس ماليوم استوت
نعمه كبيره قال كندي حضرموت أتأمنت=

من هو ( ابوسقاف ) الذي قال عنه شاعرنا ( في حبس بوسقاف لي خل الشجاعة غلقت )

هو السيد المصلح ابوبكر بن شيخ الكاف ولد في صفر 1305هـ 1887م في سنغافورة . نشأ والده السيد شيخ بن عبد الرحمن الكاف في أسرة فقيرة، أرسله والده بعد ان بلغ سن العشرين إلى سنغافورة. وبعد وصوله إلى سنغافورة استطاع في مدة وجيزة أن يكون له ثروة تراكمت مع مرور الأيام. كان يتصف بالكرم والتواضع والارتباط بالوطن، ورث أولاده ثروته وصفاته، وأوقف جزءاً من ثروته للإنفاق الخيري .

((يُعد أبو بكر بن شيخ الكاف وأخواه عبد الرحمن وعمر من رواد الإصلاح في حضرموت. فقد أعادوا نشاط جمعية الحق، وساهموا في عقد المؤتمر الإصلاحي الأول في الشحر وسنغافورة . وكان أبو بكر بن شيخ زعيم الأسرة، انفق الأموال الطائلة في سبيل الإصلاح، فعبد الطرق وادخل العربات والهاتف في تريم، وصرف على التعليم والصحة، وحفر الآبار، وقام بشراء العبيد وأعتقهم ، فضلاً عما ينفقه على حفظ الأمن، والفقراء والمحتاجين وإكرامه للضيوف . فعلى سبيل المثال انفق 12,000 ريال في قضية واحدة بين قبائل آل تميم وسكان مدينة تريم. وأنفق مائة وخمسين ألف ريال مساهمة منه لتحقيق هدنة الثلاث سنوات، وكان ينفق على مستوصف تريم أربعة وعشرين ألف ريال سنويا. وأربعة وعشرين ألف ينفقها سنويا على تعبيد الطرق وفي خدمات اجتماعية وخيرية أخرى. وآل الكاف هم الذين أنشأوا جميع أحواض شرب الماء المعدة للمسافرين الواقعة على طول طريق القوافل بين ساحل حضرموت وداخلها . لهذا منحه الناس في حضرموت ألقابا عدة منها: أبو المحسنين، خليفة حاتم، المصلح، رجل الإصلاح، منقذ حضرموت، رحمة حضرموت .كما أبدى الرحالة الأجانب الذين زاروا حضرموت إعجابهم بشخصيته. يقول عنه فان در مولين: " أنه سَخّر طاقته وحبه، وكل ممتلكاته لخدمة بلاده وشعبه. ونموذجه دعوة قوية للوحدة ولطرح المصالح الشخصية والحساسيات جانباً من أجل الصالح العام )) .

باءت كل محاولات الإصلاح في حضرموت بالفشل ، لهذا رأى السيد أبو بكر الكاف أنه بدون قوة خارجية فعالة فان الحروب القبلية لن تنتهي وستعرض البلاد إلى المزيد من التدهور. وأعلن عدد من قيادات المجتمع الحضرمي عن رغبتهم في تدخل بريطانيا بقوة جوية فعالة . وعندما جاء إنجرامز لتنفيذ سياسة ( إلى الأمام ) وعقد هدنة بين قبائل حضرموت، لإنهاء حالة الصراع والاقتتال ووقف نزيف الدم، تعاون السيد أبو بكر مع إنجرامز، وبذل جهده وماله ووجاهته في سبيل تحقيق هذا الهدف. يقول عنه إنجرامز: ( لقد كنت وإياه حليفين يكمل كل منا الآخر ) .

ونتيجة لأثر السيد أبي بكر الكاف وجهوده في تحقيق السلام والاستقرار فقد منحه ملك بريطانيا الملك جورج السادس عام 1938م لقب (C. B. I ) الذي يعني " قائد السلطة المخولة في الإمبراطورية البريطانية في القسم المدني ". وكان من المفترض أن يسافر السيد أبو بكر إلى لندن لاستلام الوسام من الملك جورج السادس، إلا أنه اعتذر عن السفر إلى لندن، واكتفى عوضاً عن ذلك بالحفل الذي أقيم له بهذه المناسبة في مدينة تريم . وكان قد قدم إليه التماساً وقع عليه تسع وتسعون شخصية، طلبوا منه عدم السفر في هذا الوقت لحاجة البلاد إليه، مخافة أن يسبب غيابه عودة الاضطرابات وعدم الاستقرار الأمني، وتأجيل ذلك لوقت آخر تكون الحالة ملائمة والأوضاع مستقرة . وهذا أمر يدل على عظيم أثر السيد أبي بكر الكاف وأهميته في تحقيق السلام في حضرموت. وفي عام 1945م منحته ملكة بريطانيا لقب سير. توفي عام 1965م عن عمر جاوز الثمانين ، و نعي في جريدة التايمز البريطانية .


نعم منح لقب ( C. B. I ) وهو اختصارا لجملة قائد السلطة المخولة في الإمبراطورية البريطانية في القسم المدني ، وليس كما كتب احدهم أن اللقب الدولي ( C.I.A ) كما كتب احد المتحرشين في كتيب له عنوانه ( بلاد الاحقاف رموز وكنوز ص68 لسالم علي الجرو ) ومن المعروف أن C.I.A هو الاختصار المعروف ( لوكالة المخابرات الامريكية ) ..!!.

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


ونتيجة لهذا الموقف الجديد تعرض شاعرنا خميس كندي للإضطاد من قبل العبيد الذين كانوا يتولون خدمة ابن عبدات فبدأ يخشي على حياته من كيدهم وكيد سيدهم .






.
التوقيع :
  رد مع اقتباس