[abu iman]

التاريخ كما يقال يا أستاذ/ سالم، دروس وعبر و إذا تحول التاريخ إلى أدب أو قصة أو حكاية أو مسرحية يصبح في موازاة الخيال الأدبي الذي يمثل نوعا من التواطؤ بين الكاتب و الواقع وبين كتاباته فهو يتجنب تمثيل الواقع سوداويا ولا ان يمثله مليئا بالمثل والقيم و لا أن يظهر الواقع كما هو ولا لتمثيل القيم على أساس واقعي لا ترويجي فهو مجرد خيال الكاتب. ليصبح التاريخ عندئذ أجوفا و لا يكون له أي معنى أخلاقي غير التباهي و التفاخر على الطريقة التقليدية، و يجب أن نعترف مهما كان ما أنجزه بوطويرق فلم يكن لديه رؤية للتغير الاجتماعي والفكري، بالعكس كانت حروبه عبارة عن مجرد إخضاع للإخضاع لا للتغيير حتى أنه كان يترك من تم إخضاعهم لحالهم بمجرد انتصاره عليهم كنوع من إشباع الغرور و إثبات قوة.
و على ذكركم لنابليون رغم أنه اعتبر بطلا قوميا لفرنسا لم يتستروا عن عيوبه بل سردت تلك العيوب حتى خصوصياته بشكل فاق سرد عيوب أبطال العالم كلهم.....لأنه التاريخ لا يقبل التزوير.
و نحن إذا بقينا ننظر إلى الأمور بطريقة إغماض عين و فتح أخرى فلن نصل إلى أي مكان لأننا نرفض الواقع و نمقت النقد و نتمسك بما في مخيلتنا حد التقديس.