عرض مشاركة واحدة
قديم 05-27-2012, 12:45 AM   #487
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي



الهوية الحضرمية بين الفرض اليمني والرفض الجنوبي

5/26/2012 المكلا اليوم / كتب: نايف نصير

كانت حضرموت ما شاء الله لها أن تكون، ثم جاء عهد فيه تقسمت إلى أقسام بيد سلطنات وجماعات مصغرة إلا أن الهوية بقيت حضرمية، حتى جاء عام 67م عام النكبة الحضرمية، وتحت أكذوبة ووهم القومية العربية تغيرت من حضرمية إلى جنوبية يمنية ثم تغيرت بفعل مجموعة من الاشتراكيين إلى هوية يمنية. في عام 97م وبعد ثلاث سنوات من الانقلاب على الوحدة السلمية، خرجت حضرموت في عاصمتها المكلا بقيادة المناضل حسن احمد باعوم رافعة شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" رافضة الوضع الذي خلفته الحرب، وسقط في تلك المظاهرة شهيدان ثم بعد انتخابات عام 2006م بدأت الاحتجاجات لأبناء الجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية تتصاعد تحت مطالب حقوقية، ثم تحولت هذه الاحتجاجات المطلبية الحقوقية إلى احتجاجات سياسية تطالب بحق عودة الوطن المحتل ألا وهو جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عودته لأبنائه.

اصطف الكثير الكثير من أبناء الوطن تحت سقف المطالبة بالحق السياسي في تقرير مصيرهم، ولكن هناك أشياء غير مفهومة ! فكوني حضرمي يبحث عن هويته الحضرمية لينتزعها من الاحتلال، وجد نفسه ينادي إلى هوية لا تمت له بصلة، ولم يكن جزء منها ألا وهي هوية "الجنوب العربي"، ومن المعلوم أن أوسع انتشار شكله الجنوب العربي كان عام 65م ولازلنا في الإملاءات رغم غياب السلطة.

فالاسم: الجنوب العربي
العاصمة: عدن
العلم: علم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ويرفع أيضاً علم الجنوب العربي


فما الفرق إذا بين أملاءات صنعاء وفرض الهوية اليمنية واملاءات الجنوب العربي بفرض هويتهم ورفض هويتنا ؟!.

صراحة أقولها، لا لوم على واضعي هذه الاملاءات، فهذه طبيعة الإنسان العربي الذي لم يتوحد عبر التاريخ كله إلا تحت راية دين الإسلام، ولكن اللوم علينا معشر الحضارم، وخصوصا قيادات الحراك والذي ترى احدهم كالأسد إذا لم يسمح له باعتلاء المنصة وأخذ اللاقط في أوساط حشود الحراك، ثم اختفاء تلك الروح إذا تعلق الأمر بالهوية، ثم إني أتوجه باللوم على الأب الفاضل حسن احمد باعوم وأقول له: يا أبا المناضلين، الم تخرج وخرجت معك حضرموت في عام 97م رافعين شعار "حضرموت تاريخية قبل الوحدة والشرعية" ؟!

ثم إني أتوجه باللوم إلى أعيان البلاد وأشياخ قبائلنا وأقول لهم: أن الذين لا يشاركون في صناعة الحاضر وتشكيله، لن يكون لهم الفضل في صناعة المستقبل، ولعلكم نسيتم أو تناسيتم ما آل إليه الوضع بعد عام 67م، حيث أصبح من كان بالأمس مناضلا قد تحول في أعراف الدولة الناشئة مرتزقا وخائنا وكهنوتيا الخ.

اعرف أن الكثير هنا لن يعجبه الكلام وسيقول آنت تشق الصف وانته تغرد خارج السرب وأنت وأنت، ولكنها حقائق فكفى عبثا بالهوية الحضرمية، ولماذا لا يتم الإشارة إلى الهوية الحضرمية في المسمى أم أن هذا كثير علينا ؟!.

لقد هانت هويتنا في نظرنا فهنّا في أنظار الآخرين، فمن نكبة إلى نكبة، ومن احتلال إلى احتلال، ومن سقطة إلى سقطة، وعزائنا الوحيد لأنفسنا في نسيان الحاضر المرير هو التغزل في الماضي التليد الذي خلفه أجدادنا ولم نصنعه نحن.

دخلت في حوارات مع أشخاص لهم وجهات نظر شتى، سالت حراكيا حضرميا - وكلنا حراكيون - على ماذا تناضل؟ فقال: لأجل طرد الاحتلال؛ فقلت: وماذا بعد طرد الاحتلال؟ فرد علي بلهجتنا الحضرمية أولاً نطرد الاحتلال وبعدين بايقع خير !.

ثم سالت قياديا في الحراك ماذا سيكون شكل الدولة القادمة بعد التحرير؟ فقال: فدرالي برلماني، فسألته وأين الدستور ؟ فقال: مكتوب؛ واعلم علما اليقين أن الدستور الذي قصده ذلك الدستور الذي أعده نخبه من الشخصيات المثقفة، إلا انه لم يناقش ولم يقر لان هناك مناطق لم توافق عليه.

تحاورت مع أصلاحي فسألته كيف ترى ثورتكم ؟ قال: ناجحة بإذن الله، فقلت: صدقت ! فهي ناجحة من منظور كل أصلاحي وليست من منظور كل من ينتمي للجمهورية اليمنية، ولكن ما رؤيتكم لحضرموت بعد الثورة ؟ فقال: مثلها مثل بقية المحافظات؛ فقلت: أو ليس هناك مميزات كون التاريخ والثروة والأرض وو ؟ فقال لي بالحرف الواحد: ما هذه العنصرية ؟! علما انه حضرمي !.

دخلت حوارا مع حراكي جنوبي، فسألته عن نظام الحكم في الجنوب، فقال: سيقرره الشعب في حينه بعد التحرير؛ فقلت: له أن الماضي له دور في عدم توحد حاضرنا فهلا أريتني تصورك للمستقبل حتى يطمئن قلبي ؟ فقال: نظام جمهوري وعاصمته عدن فقلت: ولكني لا اقبل بعدن عاصمة إلا إذا كان مسمى الدولة حضرموت، فقال: وهل تظن أن العوالق أو أهل عدن أو المناطق الأخرى سيوافقون على أن يكونوا حضارم ؟! فقلت: له بالطبع لن نفرض عليهم أن يكونوا حضارم، ومن حقهم الرفض، ولكن، أليس من حقي أن ارفض أن تكون هويتي الجنوب العربي فلم يرد على سؤالي وغير الموضوع !.

متى سيدرك الحضارم انه من ابسط حقوقهم الحفاظ على هويتهم؟! وان المسالة ليست مسالة برميل نفط أو حبة سمك وإنما المسالة مسالة تاريخ وحاضر ومستقبل والهوية عنوان كل تلك الأزمنة.

ارث خلفه أجدادنا ولكننا لم نحافظ عليه، فلا مثقفينا قاموا بالدور المنشود في التوعية، ولا شيوخ قبائلنا قاموا بدورهم في الوقوف مع هويتهم بقوة رجالاتهم، ولا علمائنا ساندوا هويتهم علما انه لا تعارض بين هوية الأرض والتاريخ والهوية الدينية، ولا تجارنا ساهموا في دعم بقاء الهوية علما أنهم مستفيدين حين يطلق عليهم مجرد لفظة حضارم.

[email protected]
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح