عرض مشاركة واحدة
قديم 06-14-2010, 12:48 AM   #99
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


رحلة الحامد إلى مصر... بقلم : غالب صالح الحامـــد – سيئون -

الأحد , 13 يونيو 2010 م

صالح بن علي الحامد 1903-1967 – مؤرخ – علامة-شاعر – أديب سياسي

كمؤرخ فقد ألف كتاب تاريخ حضرموت من جزئيين .

كعلامة ومفتي يشار له بالبنان 00 له كتاب على شعاع القرآن في موقف الإسلام من سائر الأديان 0000 له كتاب مخطوط تعليقات على فتح الباري لصحيح الإمام البخاري وقد كان رئيساً في محكمة الاستئناف بالدولة ألكثيرية
وكشاعر فله ثلاثة دواوين (نسمات الربيع – ليال المصيف - على شاطئ الحياة) ، كما له العديد من الدراسات الأدبية نشرت في الصحف السنقفورية والمصرية واليمنية 000الخ ،

الحامد سياسياً :-

لقد شغل الحامد رئيساًَ للحزب الوطني بسيئون وشغل عضواً ومفتياً لمجلس الدولة الكثيرية ، يعتبر الحامد أحد الرحالة اليمنيون وقد قال عنه المؤرخ / عبدالله الحبشي في كتابه الرحالة اليمنيون مشيراً إلى كتاب الحامد رحلتي إلى جاوا الجميلة إن رحالتنا الحامد هو الرائد لهذا النوع من الأدب في اليمن وتكاد هذه الرحلة الوحيدة التي خطها يراع أدبي يمني كما قال ، الدكتور / مسعود عمشوش في صحيفة الثورة الملحق الثقافي في مقالة له بعنوان رحلة جاوا الجميلة قال (لقد أراد الأديب الحامد أن يعطي لرحلته بعداً علمياً استكشافياً وبعداً أدبياً ونؤكد أن الرحالة الحامد قد أستخدم في تحرير رحلته أسلوباً أدبياً حديثاً يندر أن نجده في النصوص النثرية اليمنية الآخرى .
بعد تلك المقدمة القصيرة عن من هو الحامد نجد أنه مما لا بد فيه وقبل الدخول في الموضوع المراد الحديث عنه وهو رحلة الحامد إلى مصر أن نعرّف القارئ عن علاقة الحامد بمصر قبل أن يزورها وبإيجاز ، فقد كان الحامد مشاركاً وبفعالية في المجلات المصرية ( مجموعة أبوللو /الرسالة / العرفان 000الخ) ،بل وكان مشتركاً فيها فقد نشرت له العديد من القصائد والمقالات الأدبية وغيرها (توجد مجلدات بأعداد تلك الصحف والمجلات بمكتبة الأحقاف –بتريم) وقد خاض معركة معروفة على صفحات الرسالة المصرية استمر الجدال فيها في إعداد كثيرة من تلك المجلة وكان موضوع تلك المعركة الفكرية حول الفقه الروماني والفقه الإسلامي وأيهما أثر في الآخر وقد دخل الحامد مع الأستاذ / أمين الخولي في جدال حول ذلك شاركهم الطنطاوي.
وغيره وكان ذلك عام 1935م وفي عام 1936م طبع بمصر أول ديوان للحامد (نسمات الربيع) قدم له / أحمد رامي بقصيدة قال فيها : -
رجّع الشعر أيها الغريـــــــــــــــد قد شجاني من ثغرك التغريـــــــــــد
وادر كأسه عليّ تباعــــــــــــــــــــاً أنني من سلافه مستــــــــــــــــــــــــــزيد
أسكرتني منه حسان المعاني والمعاني سليلها العنقـــــــــــــــــــــــــــــود
وقد أشرف على طباعة هذا الديوان الأديب المعروف/ علي باعبود وفي عام 1934م عند تناول أحد نقاد مجلة الرسالة المصرية كتاب باكثير همام في بلاد الأحقاف أمتدح بيتاً من الشعر ورد في القصة وهو
لولا إنتصاف الكاس خيل أنها *** في كف ساقيها تقوم بذاتها
واصفاً إياها بدقة التعبير والوصف وقد رد عليه باكثير بأن قائل هذا البيت هو صديقاً له من كبار شعراء الأحقاف تنويهاً بفضلة وأدبه وأنه ليس هو القائل ،لقد كان باكثير صديقاً حميماً للحامد قبل ذهاب الباكثير إلى مصر وظلت المراسلات فيما بينهم فقد قام بدعوة الحامد إلى مصر وكان الحامد بطبعة شغوفاً لمعرفة الجديد محباً للاطلاع في كل المجالات فكانت زيارته إلى مصر لتلبية العديد من الحاجات إضافة لكون مصر قبلة يأمها الجميع وكيف لا وهي (أم الدنيا) كما يقال ، وفي رسالة كتبها الحامد من عدن وهو مغادراً الى سنغفوراء للأستاذ المؤرخ القدير صديق الحامد ومؤتمن أسرار الحامد وهو / جعفر محمد السقاف في 4شوال1369هـ يشرح له فيها أوضاع عدن السياسية والثقافية أخبره فيها أن أحد دواوينه تحت الطبع في مصر وأنه يفضّل طباعة ما تبقى من كتبه في مصر حيث أجور الطباعة في عدن حينها فادحة وكان هذا مؤشراً للنية التي يبيتها الحامد لزيارة مصر بعد العوده من سنغفوراء .
وفي سياق علاقة الحامد بمصر ها هي أحدى صور التعبير شعراً عن ما لمصر من مكانه لدية وقد وقف راثياً أمير الشعراء / أحمد شوقي :-
أرزاؤنا هانت على الأكبـــــــــــــــــــــــــاد في جنب رزائك يا لسان الضــــــاد
شوقي أمام الشعر والعلم الــــــــــــــذي تاهت به الفصحى على الأنـــــــــداد
ليس المصاب مصاب مصر أنـــــــــــــه للشرق شاطر فيه كل فــــــــــــــؤاد
أمم العروبة منه تبكي شجوهـــــــــا في الشام في صنعاء في بغـــــــــــــداد
بكت الجزيرة فقده فبكيتــــــــــه لا في بواجب حضرموت بــــــلادي
إلى أن يقول :-
بالأمس نبكي حافظاً واليــــــــــــوم نندب شاعر الأجيال والآباد
ذهباً تباعاً في ثلاثة أشهـــــــــــــــــــــــر فكأنما كانا على ميعــــــــــــــــاد
ما قيل حقً أننا بيد الـــــــــــــــــــــردى مثل الجواهر في يد النقـــــــــــــــــاد
ويقول ممتدحاً أرض الكنانة مصر في قصيدة ألقاها الشاعر عام 1933بسنقفورا تكريماً لوفداً زراعياً مصرياً يقول :
فيا وفد الكنانة أين تثـــــــــــــــــوى تصادف بيننا أهـــــــــــــــــــلاً وداراً
نحي فيكم شعباً فتيــــــــــــــــــــــــــاً رأى أمم الوراء نهضت فثــــــــــارا
فشاطرها المعارف والمعالـــــــــــــي وبادلها الصناعة والتجـــــــــــــــارا
لها الأهرام قامت شاهـــــــــــــدات برغم الدهر قد أبت اندثارا
إذا ذكرت شعوب الضاد طـــراً تقدمها وكان لها منـــــــــــــــــــارا
وها هي إحدى صور التعبير نثراً عن ما لمصر من حب وتقدير حيث يقول في مقدمة ديوانة الثاني ليالي المصيف 1950م (لا قدم شكري الجزيل للشاعر الكبير / أحمد رامي شاعر العاطفه الذي تفضل وإنشاء أبياته البليغة التي وشح بها ديواني "نسمات الربيع" وأسدى إلي ثناءه تكرماً وتنشيطاً من غير سابق معرفة شخصية بيني وبينه ولا غرو فليست أول منّه مصرية تطوق بها الأعناق) ويقول أيضاً لدي مجموعة مما سمحت به أقلام بعض أدبا العربية من شتى النواحي تشهد بنجاحي وإيغالهم في قراءة ديواني الأول وتعمقهم فيه وذلك ما تنطق به الدراسات التي كتبت هنا وفي مصر على صحفها الأدبية التي لو نشرت على حدتها لكانت مائدة دسمة من الأدب العربي .
في يوم (السبت) 4/4/1953م ، 20/رجب/1372هـ وصل الحامد إلى القاهرة الساعة الثانية والثلث ظهراً قادماً من كراتشي وقد قابله في المطار شخصاُ أسمه جعفر مندوباً من قبل عبدالرحمن الجفري لقد كتب الحامد مذكرات يومية موجزة جداً عن يومياته خلال تواجده بمصر لا تتجاوز الإشارة فقط لبعض الأشخاص والمسميات وهي موجودة لدينا إضافة إلى رسالة مطولة كتبها للمؤرخ والعلامة العظيم / علوي بن طاهر الحداد شرح له في جزء منها وصفاً لزيارته لمصر في جميع مناحي الحياة .
فقد امتدت تلك الزيارة من 4/4/1953م إلي 28/5/1953م إي (54) يوماً فمن الأشخاص الذي أكثر رفقه له في زيارته وهم من الحضارم :-

علي أحمد باكثير ./صديق حميم .
عبدالرحمن الجفري/ مسئول البعثات بحكومتي الدولتين الكثيرية والقعيطية بمصر .
علي باعبود / مقيماً بمصر وأشرف على طباعة الديوان الأول للحامد بمصر وهو أديب معروف .
بن شهاب / أديب. معروف .
عبدالله بن يحيى / أديب معروف .
بن سميط / أديب معروف .
يقول الحامد (قضيت شهرين بمصر لقيت فيها من عناية الأخوان الحضارم وحفاوتهم ما يستحق الشكر والثناء ومنهم أبن سميط وبن يحيى وباكثير والجفري وباعبود وأبن شهاب وغيرهم)
لقد قدم الحامد من سنقفورا عروسة الشرق حيث كان يقيم إلا أنه يقول ( لا أستطيع كتمان إعجابي بمصر وعمرانها ومظاهر الحضارة والمدنية بها الطرق ، المباني ، الحدائق ، المنتزهات ، المعاهد ،المساجد ، الدوائر ، المتاجر إلى غير ذلك مما خول لها أن تكون زعيمة البلدان العربية يضاف كل هذا إلى انتعاش الثقافة والمعارف بها ) .

لقد كان/ علي باكثير فعلاً هو المعني بترتيب أمور تلك الزيارة وهذا واضحاً من خلال يوميات الحامد ، فمسألة طباعة الدواوين ومحاولة طباعة تاريخ حضرموت تعد من المسائل الأساسية التي كانت وراء تلك الزيارة ونجد أن الباكثير هو المرشد والمرافق والمعرّف لتحقيق تلك الغايات ، وكان هو الأكثر رفقة للحامد ففي فندق يقيم به الحامد قام باكثير بتسليمه قصيدته المعروفة التي قدم بها ديوان على شاطئ الحياة وقد قال فيها :-
صالح هاجتني ألحانـــــــــــــــــــــــــــــــــك رحماك ما شاني وما شانــــــــــك
قد كدت أسلوا عهد ذاك الحمى حتى جلاه لي ديوانــــــــــــــــــــــــــــك
أهاً لسيئون وايامهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ا هيهات ياصالح أن تنســــــــــــــــــى
أذكرها اليوم وابكي لهـــــــــــــــــــــا وكانت البهجة والأنســـــــــــــــــــــا
يا شاعر الاحقاف لا أقفــــــــــــرت تلك المغاني من أغار يـــــــــــــــدك
غرد على العلات فيها فقـــــــــــــــــــد تبعث يوماً من أناشيــــــــــــــــــــدك
غرد وأن غرك ذاك الطلـــــــــــــــــب وضاع فيها منك صوت وصـوت
حسبك أن تصغي دنيا العــــــــرب للشاعر الصداح من حضرموت
زيارة الحامد لمصر كانت الأولى والأخيرة وهي ذات هدف وغاية ثقافية بحته فقد أتى ليرى بأم عينة ما يعتمل في الواقع الثقافي المصري وهو ما كان يسمع به ويقرأ عنه وليقابل ويتعرف أكثر على عمالقة الأدب والثقافة عن قرب وليطلع ويتعرف على مناهلها الثقافية ومعالمها وميادينها من مكتبات ودور نشر وطباعة وتراجم ومنتديات ومسرح وسينما وآثار ومساجد مستغلاً في ذلك وقته المحدود مغتنماً فرصة تواجده بمصر .

يقول الحامد 00
لقد أتيح لي عهد إقامتي بمصر حضور بعض الحفلات منها حفلة ذكرى / عبدالقادر الحسيني أحد الشهداء بفلسطين التي أقامها فلسطينيون في دار الشباب المسلمين وكانت فرصة لسماع خطابة بعض الشخصيات منهم مفتي فلسطين السيد / أمين الحسيني وزعيم مصر / محمد نجيب وعدد من الخطباء والشعراء ، من فلسطينيين ومصريين ومغاربة .

ويقول في يومياته 00 لقد أعجبتني خطبة/ عبدالحليم عابدين ويقول أيضاً ، لقد شهدت أيضاً ندوة شعرية في دار الشباب المسيحيين بالقاهرة وفيها قام أكثر من (عشرين) شاعراً وشاعرة ومن خطبائها الدكتور / صلاح الدين وزير خارجية مصر في حكومة الوفد سابقاً كما حضرت حفلة ذكرى الشاعر الإسلامي/ محمد إقبال في دار نقابة الصحافة ومن خطبائها الأستاذ / عباس محمود العقاد، وحافظ محمود، وفتحي رضوان وقد تليت خطبة الأستاذ / الزيات الذي أعتذر عن الحضور وقام في الحفل أيضاً شعراء منهم / محمد عبدالغني حسن ، ومحمد حسن إسماعيل ، وقد تعرفت في الحفلة ببعض الشخصيات منهم /العقاد ومحمد عبدالغني حسن ومحمود حسن إسماعيل وآمين الحسيني والحمامي 000الخ .

وقد شهدت أيضاً في دار الشباب المسلمين ندوة كامل الكيلاني فيها تحدث أمين الحسيني والدكتور / صلاح الدين وعبدالمجيد نافع المحامي كما تحدث كامل الكيلاني أيضاً وبهذا فقد شهدت العديد من الندوات ندوة كامل الكيلاني الأسبوعية وندوة كامل السوافري وهي أسبوعية أيضاً وندوة أبي الحسن محمد علي الطاهر وهذه ليلية مستديمة وهي عندي أمتع الندوات إذ يحضرها رجالات العرب من شتي أنحاء العالم العربي وفيها تعرفت بعدد منهم وتحدثت مع العديد منهم .

لقد أتيحت للحامد فرصة التحدث ليلة عن جزائر الهند الشرقية بما فيها اندونيسيا وملايا وحال العرب فيها وأطوار رحلاتهم إليها ، ثم عن دخول الإسلام إليها فقد وقف الحامد بينهم وقال لقد وجدتهم يجهلون كل شئ عنها إلا ما تملية عليهم الدعاية الأندونوسية وهي متحاملة جداً على الحضارمة مهولة حقيقة الخلاف بين العرب .
لقد قابلوا ما قلته لهم بكثير من الدهشة والأستغراب غير إني مازلت حتى رأيت البعض ما لبثوا حتى فهموا الحقيقة وأدركوا أن شق عصا العرب بجاوا لم يكن إلا بعمل السياسية الهولندية لشغل العرب بأنفسهم عن الاتصال بالجاويين .

يقول الحامد في كتابه رحلة جاوا الجميلة وقد صدر هذا الكتاب عام 2002م ميلادي عن مركز تريم للدراسات والنشر حيث أن الكتاب قد تضمن نفس الموضوع الذي تناوله الحامد في محاضرته ويقول الحامد في كتابة إن دخول الإسلام إلى جزائر الهند الشرقية كان على أيدي العرب وقد نقل / شكيب أرسلان في تعاليقه على حاضر العالم الإسلامي ذلك عن علماء هولندا ومنهم المسيو / بيار غنوا صاحب كتاب الاستعمار الهولندي لجاوا ، وفاند دربرغ / صاحب كتاب حضرموت والمستعمرات العربية والأرخبيل الهندي والدكتور / شريبر ، والمؤرخ / بات وغيرهم من المؤرخين الجاويين مما يدل على أن دخول الإسلام إلى تلك الجهات لم يكن إلا بواسطة العرب وأنهم هم الذين تحملوا تأدية الدعوة إلى تلك الجهات على كواهلهم ويقول الحامد إذ أتضح أن دخول الإسلام إلى تلك الجزائر النائية التي تحتوي الآن على الملايين من المسلمين كان على أيدي العرب الأشاوس مباشرة فلندل الآن ببيان من هم أولائك العرب وإلى أي أصل وبلد ينتسبون وفي أي عصر أبتداء هذا الدين الأقدس يسدي بنورة في تلك الأصقاع فتشع به صدور أبنائها إذ هرعوا له زرافاتاً ووحداناً ليقتبسوا من نورة ويكرعوا من حياض قدسه .
وحتى لا نتوه مستطردين في تفصيليات تلك الزيارة والتعمق فيها وحرصاً منا على عدم الإطالة سأكتفي باستعراض تسميات المنتديات التي شهدها وأسما الحضور وكذا المواقع التي قام بزيارتها والأشخاص وذلك كما أجاد بها يراع الحامد في رسالته ومذكراته اليومية .

ففي مجال التجمعات السياسية والأدبية :

يوم الأربعاء 8/4/1953م يقول :- بعد مغادرة / علي باعبود وعلى باكثير وجــدت / عبدالله بن يحيى في انتظاري للذهاب للحفلة حفلة تأبين / عبدالقادر الحسيني وهنالك وجدنا /محمد نجيب الرئيس المصري يخطب ثم تتابع الخطباء ومنهم / عبدالحليم عابدين
وفي يوم الثلاثاء 21/4/1953م ذهبت مع / عبدالله بن يحيى لحفلة ذكرى إقبال في نقابة الصحافة وقد تحدث فيها / عباس محمود العقاد وفتحي وحافظ محمود والزيات وفتحي رضوان ومحمد حسن إسماعيل ومحمد عبدالغني حسن وقد تعرفت عليهم وكان إلى جانبي / محمد عبدالغني حسن وتعرفت أيضاً بالمفتي الحسيني والحمامي .
ندوة / محمد علي طاهر ومن الحضور الصوا من العراق وأحمد حلمي وعبدالله الشل وغيرهم وزكي غانم والشقعة ..
ندوة / كامل الكيلاني وبحضور بن شهاب وكان الحديث عن شعر أبن الرومي جلسة في بيت إبراهيم السقاف بحضور / علي باكثير وسعيد رمضان والشيخ / حسن اليماني ومحمود قطان.
جلسة /الحوماني وأبنته وأعطيت لهم قصائد لنشرها في مجلة العرفان .
جلسلة مع / محمد علي طه وزوجته وبحضور بن شهاب وبن سميط الخ من الجلسات واللقاءات .
وقد حازت زيارة المعالم والآثار ودور النشر والطباعة والمكتبات الثقافية والأدبية على الجزء الكبير من تلك الزيارة فقد تردد على مكتبات بيع الكتب الأدبية والشعرية (ومن المعروف عن الحامد امتلاكه مكتبة كبيرة تحتوي على العديد من المخطوطات الثمينة والمطبوعات المختلفة كانت تعد بالآلاف وكان يحتضنها منزله المعروف بسيئون (منتدى الطويلة) وهي الآن بمكتبة الاحقاف بتريم) .
ومن الكتب التي قام بشرائها (الرد على النحاه – ديوان فدوى طوقان – الشعر العاصر للسعدي - والعديد من الدواوين) .
التعرف على سكرتير رئيس الوزراء /صلاح الشاهد .
زيارة مشهد الحسين والذهاب إلى الأزهر واللقاء /بأحمد بن سلم والطواف بالمكتبة ثم في الجامع وحول الأروقة .
مشاهدة الأوبراء الملكية بعدة زيارات .
اللقاء مع / علان الفاسي وأحمد حسن صاحب مجلة مصر الفتاه وبحضور علي باكثير وعبدالله بن يحيى وقد وصف تلك الجلسة بأنها من الجلسات العجيبة .
الترحيب بالسلطان أحمد عبدالكريم في بيته واللقاء به مره أخرى .
مشاهدة السينما والمسرح .
الذهاب إلى القلعة والمسجد وزيارة الأمام الشافعي.
زيارة دار الآثار .
زيارة دار الكتب واللقاء بأحمد رامي وخير الدين والشيخ الأطفش .
اللقاء بمدير المعارف الحجازية / عبدالله عمر الجابر بحضور بافضل وكذا خالد نصيري ولم ياتي الحوماني .
جلسة مع / محمد عبدالغني حسن وباكثير وعبدالله بن يحيى .
حضور حفلة عمال المجلات العمومية .
زيارة إدارة لجنة التأليف والنشر .
التردد على مسرح الأوبرا.
زيارة متحف فؤاد الأول الصحي .
زيارة الإسكندرية وفيها شراء بعض الكتب .
زيارة استنالي باي .
زيارة مشهد الأمام البوصيري وأبي العباس المرسي وياقوت وغيرها .
شراء ديوان الشابي والخمائل لإيليا أو ماضي .
زيارة شاطئ الأسكندرية .
زيارة الأهرام وقد طاف حولها معتلياًحصاناً .
زيارة الإسكندرية :
لقد كان حريصاً على زيارة الإسكندرية وقد تمكن خلالها من زيارة معالمها ومكتباتها ومزاراتها الخ ، والمعروف عن الحامد رومانسيته المعهودة كرائد من رواد الشعر الرومانسي حيث ينتمي لمجموعة أبوللو وما كان من شواطئ الإسكندرية الجذابة الساحرة إلا أن تبهر الحامد بطبيعتها الخلابة وان تحرك فيه المشاعر والعواطف كشاعراً وفناناً رومانسياً فجادت قريحته الشعرية بمقطوعة شعرية لم تنشروامام هذه الطبيعة الفتانه تصعب على شاعر الطبيعة أن يقاوم وكيف لا وهو القائل :
قدك يا شادي ورفقاً يا وتــــــــــــــــــــــر لست فولاذاً ولا قلبي حجـــــــــــــــــــــر
لست إلا شاعراً تهفوا بــــــــــــــــــــــــــــه نوب الشوق وأحلام الذكــــــــــــــــــــر
وقد أورد الأستاذ الأديب جعفر السقاف في مقالً له أن الحامد أودعه بعضاَ من قصائده التي لم تنشر في دواوينه منها مقطوعة شعرية غزلية نظمها على شواطئ الإسكندرية خلال زيارته إلى مصر وقد أسماها على الشاطئ (والكلام هنا لجعفر السقاف) تقول بعض أبيات القصيدة :
عريانه خطرت كدميه عــــــــــاج ومضت تدل بردفها الرجــــــــــراج
انموذج الفنان ارف في المنــــــــــــى فيها فجاءت فوق ما هو راجــــــي
لم يكفها ما راعنا من سحرها ما بين سالفة وطرف ناجــــــــــــــي
فكأنها والحسن ملء اها بهــــا قبس تألق في مثال زجاج
هذه الطبيعة بالجمال تبرجـــــت فابلل أوا أم فؤادك المهتـــــــــــــــاج
الله اكبر يا لروعة مــــــــا أرى في الجوء في الشطان في الأمواج
المغادرة :
يوم(الاثنين) 25/5/1953م المغادرة على بور سعيد والتعرف فيها على / فؤاد بارحيم الذي كان مغادراً أيضاً إلى ميناء عدن ولكن على باخرة إيطالية غير النرويجية التي سيغادر عليها الحامد وتم التعرف على بور فؤاد .
يوم (الخميس) 28/5/1953م المغادرة إلى عدن والتعرف على كابتن الباخرة .
يوم(الأحد) 31/5/1953م الجلوس على سطح الباخرة ونظمه قصيدة بعنوان (هات منقارك ياطائر) يقول فيها :-
هات منقارك يا طائر لا تصرفه عنـــــــــــــــــــــــــــي
هات دعني أرتشف منقارك المشبوب دعنــــي
أشقيق ؟ أم عقيق ؟ أم رحيق تاه ظنـــــــــــــــــــــي
ذا فمي ياطير يستلهم من فنك فنــــــــــي
أنت ينبوع حياة أترعت بالسكر جفنـي
لي منها كرمة تذهق لي كأسي ودنـــي
وفي يوم (الاثنين) 1/6/1953م وهو في طريقة على تلك الباخرة صعد صباحاً الي سطحها ونظم قصيدة (اذكريني) ويقول فيها:-
اذكريني حين يبدو الفجر وضاح الجبـــــــــــــــــــــــــــــين
حين يحيي نورة الباهت منسي الحنــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــين
اذكريني حينما يبدو شحوب الأمسيــــــــــــــــــــــــــــــــات
ويعود الناس لغبي تحت أتعاب الحيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاة
اذكريني إذا يطل الصبح من خلف التــــــــــــــــــــــــــــلال
ينفض الظلماء عن خضر ال///////////////////////// والجبـــــــــــــــــــــــــال
وفي نفس هذا اليوم تم الوصول إلى ميناء عدن .
وعود على بدء إلى رسالة الحامد التي كتبها إلى الأستاذ والمؤرخ والعلامة/علوي بن طاهر الحداد والتي أوجز فيها انطباعه حول تلك الزيارة محللاً الوضع الديني السائد بمصر والأوضاع السياسية الجديدة عام 1953م واضعين في اعتبارنا أن شخصية الحامد الغيورة على دينها كما وصفه / أمين الخولي في أحدى أعداد الرسالة المصرية هو الشخصية المنفتحة المعتدلة ، فمن خلال تلك الزيارة نجده على علاقة وطيدة بأصحاب بعض المطابع من غير المسلمين وحاضرا في المنتديات بصرف النظر عن هويتها الدينية ، وعند مرضه بمصر تعرف من خلال باكثير على العديد من الاطباء من المسلمين وغير المسلمين .

ولذا نرى هنا الوسطية وتقبل الآخرين على مختلف معتقداتهم وهذا ليس ببعيد على شاعر ومؤرخ وعلامة وسياسي فتح باب دارة لجميع المستشرقين القادمين على حضرموت وإنشاء العديد من العلاقات معهم / روبرت سارجت وغيره .

يقول الحامد في رسالته تلك ومما يستحق الذكر إني رأيت بمصر من المظاهر الدينية والشعائر الإسلامية في الكثير من أهلها ما جعلني أتحول عن رأيي بعض الشيء فقد شاهدت في الأحياء الوطنية الشعبية من شعائر التمسك في الدين والأشتغال بالعبادة والتلاوة مع ملازمة المسجد ما أكد لي شدة تمسكهم بالإسلام وتأصله في قلوبهم وأنك لترى المساجد في رمضان وفي الجمع ملاء بحيث غدت لا تتسع للمصلين وغداء الكثير منهم يصلون صفوفاً على الأرصفة والطرق المحيطة بها .
وفي تحليل سياسي له حول الإتلاف السياسي بمصر حينها يقول :-

لقد صادف مجيئي الى مصر عهد إتلاف جماعة الإخوان المسلمين مع رجال الثورة وارتفاع صوتهم وانتشار دعوتهم الشائعة في الشباب وهي جمعية دينية حابتها الحكومة حيث لم تلغها كما ألغت سائر الأحزاب السياسية لاحتياجها إليها واستغلال قوتها الشعبية والدينية ومن جهتها هي أي حركة الأخون زاد نشاطها لاتصالها الخاص بالحكومة وعطف رجال الثورة ولو ظاهراً عليها(انتهت الرسالة) .

وبذا نصل في نهاية هذا البحث إلى خلاصة واستنتاج أن رحلة الحامد الى مصر لم تكن أدبية فحسب أو اجتماعية وحسب أو سياسية فحسب بل هي رحلة شاملة استكشف فيها ما يريد استكشافه واستطلع فيها ما يريد استطلاعه وعاد بعد أن حقق رغبة وأمل كان يراودانه من سنين وكانت مصر فعلاً هي أم الدنيا ؟ .
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح