عرض مشاركة واحدة
قديم 07-19-2010, 12:13 AM   #111
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


تاريخنا من الأرشيف المصري حفل تنصيب شاعر حضرمي أميراً للشعراء

المكلا اليوم / القاهرة: أحمد باحارثة2010/7/18

بعد وفاة أمير الشعراء أحمد شوقي في مصر بايعت بعض البلدان المتميزين من شعرائها إمارة الشعر ومن بينها اليمن حيث بويع الشاعر محمد محمود الزبيري في صنعاء أميراً للشعراء ومثله الشاعر محمد عبده غانم في عدن، أما حضرموت فتميزت بأن بايعت أحد شعرائها بتوصية من الشاعر أحمد شوقي نفسه الذي أقبل على الشاعر المتوج مع رائد الشعر الحضرمي الحديث أبي بكر بن شهاب فبايعاه بإمارة الشعر وهو الشاعر السيئوني سقاف بن محمد بن طه السقاف.


لم تكن تلك المبايعة سوى حلم رآه ذلك الشاعر في منامه، فما أن قصه على أقرانه من شعراء سيئون حتى التفوا حوله وأبوا إلا أن يصدقوا له رؤيته فأقاموا له حفلاً في ناديهم الأدبي وبايعوه أميرًا للشعراء مبايعة لا تخلو من روح الدعابة وقيلت خلالها الكثير من الأشعار، لكن اللطيف أن تصل أخبار تلك المبايعة إلى مصر وتكتب عنها وتوثقها الصحافة المصرية ممثلة في صحيفة "الدفاع الإسكندراني" التي كانت تصدر في مدينة القاهرة، وذلك في عددها العاشر الصادر بتاريخ 1942/1/29م ومن ما جاء في الخبر:

"السيد سقاف بن محمد بن طه بن محسن السقاف من أدباء حضرموت وشعرائها..قص علينا أنه رأى أمير الشعراء أحمد شوقي بك والسيد أبا بكر بن عبد الرحمن بن شهاب الدين بايعاه في حفل مختلط من المصريين والحضرميين بالإمارة على الشعر، وعلى استيقاظه من منامه وأحلامه بادر إلى إنشاء هذه القصيدة على ضوء مصباح ضئيل:

دعوني أمثل في المحافل موقفي وأصغ لروح الشعر إن كان مسعفي

وأعزف بعود الشعر نغمات حكمة.......... لترقص عشـاق القصـيد لمعزفي

أجدد معنى أو أخلد حكمـة................. تسير مسار الشمس في كل موقفي

أنا ملك الأشـعار لست مقلد................ . أ ولست بتوليد المعاني بـمسرف

أطير لإدراك المعاني إلى السما......... وأهوي لأصداف البحور بمغرفي

فلا تعجبوا إن كنت بالشعر معجباً.......... فإني عجـيب بالبيان الـمثقف

أرى الشعر في شعري أرى الشعر في يدي. مطيعاً كطوع الوعد في خاطر الوفي

وكيف ولي رؤيا بفجـر رأيتها.............. تؤيدني فيما ادعـيت بـموقفي

رأيت أمير الشعر أتحفني الولا.......... وبايعني في النوم ، أكرم بـمتحف

بحفل به من حضرموت عصابة......... ومن مصر أبناء البيان الـمزخرف

وما كاد يذيع هذه المبايعة بين أصحابه حتى داعبه جماعة منهم مداعبة شعرية منهم السيد محمد بن حسن بن علوي السقاف والشيخ عمر بن محمد بن محمد باكثير.. وفي مصر يقول صديقه السقاف المعروف:

إذا كان شوقي والشهابي تسـارعا..... لبيعة سقاف أميرًا على الشـعر

فقـد كان كـفؤًا في أمارته التي ....... بها الشعر يزهو في كثير من الفخر

ومن غير سـقاف خليق بعرشـه....... وهل مثله في الناس يـجدر بالأمر

تراه إذا ما جيش الشــعر دافعًا....... جحافل يتلو بعضها البعض كالقطر

ويا ليتها في الصحو كانت ولم تكن.. كأضـغاث أحلام تمر مع الفجر

ولعل المقصود بهذا السقاف المعروف الشاعر والمؤرخ عبد الله محمد بن حامد السقاف الذي كان يحظى بمكانة عالية بين صفوة المثقفين في مصر التي لبث فيها من عمره نحو ثلاثين عامًا وخدم الثقافة الحضرمية خدمة جليلة بكتابه الغزير المادة والعظيم الفائدة "تاريخ الشعراء الحضرميين".

أما هذا الشاعر الحضرمي الحالم والمتوج فهو من مواليد مدينة سيئون وتوفي غريبًا في مكة المكرمة سنة 1392هـ، وأقيمت حفلة التتويج له في رجب 1360 هـ، في نادي القلم في سيئون التي كانت تعد مع تريم آنذاك حاضرتين حاضنتين للنهوض الثقافي لا في حضرموت وحدها بل في المشرق العربي والإسلامي، وهما اليوم تستعيدان تلك المكانة الفاخرة بشهادة الغريب قبل القريب.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح