عرض مشاركة واحدة
قديم 08-05-2011, 11:47 PM   #368
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

ابن تيمية والآخر (2)



(موقف ابن تيمية من التكفير)



كتبه/

عائض بن سعد الدوسري


تناولت الكثير من الدراسات العلمية والأكاديمية المنصفة

موقف شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله- من التكفير،



وأبانت بشكل واضح وجلي حقيقة آراء ابن تيمية



وأنها لا تختلف في شيء عن مذهب أهل السنة والجماعة،



مذهب العدل والرحمة بالمسلمين وبالناس جميعاً.





ونحن هنا لسنا بصدد عرض موقف ابن تيمية بالتفصيل،


بل بصدد عرضٍ موجزٍ لأهم آراء وأقوال وأفكار ابن تيمية



حول مسألة التكفير وموقفه من المخالفين؛


والتي أطال أهل الخلاف فيها الكلام؛


وامتدت ألسنتهم الحداد ضد ابن تيمية


واتهموه بما ليس فيه، وقولوه ما لم يقله.





وأنا هنا أضع بين يديك –أخي القارئ الكريم-


كلام ابن تيمية نفسه، وتطبيقاته العملية،


ليتضح لك، ولكل منصف حقيقة موقف ابن تيمية.







إن أولَ أمر يقرره – رحمه الله-


هو ما قرره أهل السنة والجماعة



من أن التكفير حكم الله عز وجل،


وحكم رسوله صلى الله عليه وآله وسلم،




وأن التعدي على المسلم بالتكفير


من أعظم الأمور شناعة، وأكثرها بشاعة،


وأخطرها أثراً على الإسلام والمسلمين.






يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:




(وليس لأحد أن يكفر أحداً من المسلمين،


وإن أخطأ وغلط،


حتى تقام عليه الحجة، وتُبيّن له المحجة،



ومن ثبت إسلامه بيقين،


لم يزل ذلك عنه بالشك).






وقال:



(ولا يجوز تكفير المسلم بذنب فعله،


ولا بخطأ أخطأ فيه،


كالمسائل التي تنازع فيها أهل القبلة).






وقال مؤكداً منهجه الذي لا يحيد عنه:




(هذا مع أني دائماً،


ومن جالسني يعلم ذلك مني،


أني من أعظم الناس نهياً


عن أن ينسب معين إلى تكفير وتفسيق ومعصية،



إلا إذا علم أنه قد قامت عليه الحجة الرسالية



التي من خالفها كان كافراً تارة،


وفاسقاً أخرى، وعاصياً أخرى).
  رد مع اقتباس