عرض مشاركة واحدة
قديم 02-24-2010, 05:07 PM   #6
abu iman
حال متالّق
 
الصورة الرمزية abu iman

افتراضي

أود أولا أن أشكر صاحب المقال على الجهد المبذول و أنا أتفق معه في أضرار القات و عدم وجود أدنى منفعة منه صحيا و اجتماعيا و اقتصاديا ... و لك يا أخي 50% من سكان اليمن و هم 20مليون لن يقرأوه، و لو قرأه 5% أكرر خمسة في المائة يعني ( مائة ألف شخص) لن يطبقوه و المثل يقول ( النطنطة ما ودت الساير) بمعنى معالجة الأمر بمجرد النصح و التوجيه إن كان له مردود فعلي فربما بعد مرور أجيال شريطة أن يدعم النصح إجراءات أخرى مساندة أو محفزة ... علينا أن نعالج الموضوع من جذوره لا أن نلف وندور حوله ... لنسأل أنفسنا هل لدينا النية فعلا في محاربة القات؟هل نلاقي دعما على الجهود التي تبذل في سبيل اجتثاثه و لو بعد عشرين سنة قادمة ؟ ... هذا إذا بقي عندنا مخزون مائي لري أشجار القات بعد عشرين سنة... لا أقصد هنا دعما ماليا و لكن دعما فعليا أو إجرائيا... أم أننا نتأفف منه و لكن لا نمانع في ممارسته و نيسر للمولعين به سبل الحصول عليه و مضغه .. يعني نبيع كلام.... هل الظروف مواتية فعلا لاجتثاث هذه العادة؟ الآفة ؟هل هناك خطوات غير الكلام ؟
يا أخي ما الذي يدفع أهل حضرموت للإنكباب على سوق القات أكثر من الصنعانيين.. أين كان القات قبل عشر سنوات فقط؟ هل كنا نرى رجلا يحمل القات في الشارع؟ لا أقول يبيعه أو يمضغه.. و صار اليوم حتى شباب في عمر الزهور يعرفون أنواع القات أكثر مما يعرفون أنواع التمور ما هو السبب أو الأسباب ؟
لنلتفت إلى المدرسة ... أين النشاط اللاصفي؟ أين حصص الفنون الجميلة؟ أين الفرق الرياضية المدرسية التي كانت تقوم بمباريات بين المدارس؟ أين فرق التمثيل المدرسية التي تعرض أعمالها بين الحين و الآخر؟ أين الرحلات المدرسية ؟ كيف كنا في الستينات من القرن المنصرم عندما نصلي المغرب في ساحة المدرسة أو في المسجد القريب من المدرسة و نجلس في الفصول حتى صلاة العشاء للمذاكرة؟ أين ..و أين و أين ؟
عد إلى الحارات أين تلك العادات و التقاليد الجميلة ؟
لإذهب إلى المنتديات التي تنشط و تزدحم بالواد عندما يرخص القات و ينصرف عنها الرواد عندما يكون القات غاليا و تغلق أحيانا .... أنظر إلى مساجدنا كيف أصبحت مأوى للخلافات حتى ضاق المصلون ... لقد ضاع كل ما كان جميلا... المسألة يا أخي أكبر من المقالات و المجلدات و النصائح و الفتاوى و الجمعيات التي لا حول لها و لا قوة ... و ماذا في المقابل القات يباع في كل زقاق في المدن .. و الأرياف .. و البادية ... تحت ظلال المدرسة و حتى في الطرق العامة ... دون محاذير و بكل حرية ثم نقول سنحارب القات، بماذا..؟ بالكلام ...؟ و لا بعد مائة سنة ... نحن أكثر الدول فقرا للمياه و تقول الإحصاءات أن سبعين في المائة من المياه في الشمال تذهب لري أشجار القات... أين خطط وزارة الزراعة و الري ؟... كل الجهات التي نأمل أن يأتي منها المدد منغمسون حتى آذانهم في القات .. جنودنا .. ضباطنا .. قضاتنا.. وزراؤنا.. علماؤنا .. دعاتنا .. طلابنا .. تجارنا .. فقراؤنا ... نحن بحاجة إلى ثورة اجتماعية ... أو صحوة اجتماعية حقيقية .... نحن بحاجة إلى إجراءات فعالة .. و ليس إلى التمنّي و الرجاء و الأمل الكاذب... إذا صح التعبير...
  رد مع اقتباس