عرض مشاركة واحدة
قديم 11-20-2007, 06:43 PM   #6
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

جنون الروايـة

للروائي لحظة إشراقه كما هي للشاعر ، وهي التي يسمّونها في ديارنا: ( الهاجس ) أو الحليلة:
قال الشاعر:
الليلية هاجسي ضوانا منتشر والنّوم = قايس نجوم الليل هن والسّبع غابن والهلال

وآخـر:
يا هاجسي هس = من يوم سايرت الهجس
الليم قالوا لي ضرِسْ = عاد الضّحك يبغا ضروس
وقال آخر ، يقال إنّه أمّـي:
معي حليلة تدقق التأويل = تقرأ في التّوراة والإنجيل
والكوكب الذّرّي بيدّي

نعود إلى موضــوعنا
كيف يبدأ الروائي عمله؟
( لكل روائي طقوسه الخاصة وهي متشابهة لدى الروائي سواء كان حاصلا على جائزة نوبل ام كان مغمورا ، مدفونا تحت حطام العالم الثالث . هذا بالنسبة للروائي الحقيقي الذي تعد العزلة من أهم عوامل ممارسة طقوسه .وقد يشعر الروائي الذي يتمتع بكافة مستلزمات الكتابة بنفس الشعور الذي يعتمر الذات المبدعة المنزوية في عالم الفقر والعوز والحرمان مع أن الأول ربما كتب روايته قرب نافذة تطل على بحيرة جميلة ذات طبيعة خلابة اما الثاني فان نافذته تطل دائما على زقاق مليء بالمياه الاسنة والنفايات .
طقوسه الخـاصة:
( مجموعة الانفعالات النفسية والإبداعية الفنية أو المخاض في جو يرتبط ارتباطا وثيقا بالمكان والزمان وحركة الفاعل / الروائي / الذهنية ، وتطور الفعل / الرواية / ضمن إطار يختلف جذريا عما يكون عليه في حال أن المشتغل أو الفاعل يصب فعله في مهنة أخرى بعيدة أو حتى متصلة بالإبداع . وقد تتدخل الإرادة أو الرغبة الإنسانية للذات المبدعة في تطوير هذا الطقس بافتعال أشياء ، كأن يشعل شمعة أو يسمع موسيقى ، في ما يشبه عملية التطهر من شوائب الحياة الروتينية والدخول في صلب العملية الإبداعية .
ويبقى طقس الروائي مرهونا بمدى ما يكون عليه هذا الطقس من التلقائية وعدم الافتتان بشيء سوى سحر الرواية . انه نوع من الجنون الذي يعاقره أو انه " الغرور المشروع " فالروائي عندما ينهمك في عمله يكون أكثر أنانية وغرورا من غيره ، انه في تلك الأثناء مغرور جدا ، وهذا من حقه لأن العالم حين ذاك يكون بين يديه ، فيشعر بروح الرواية تستهلك قواه مثل امرأة جميلة وغاوية ، وعندما ينتهي من عمله لا يتمدد على السرير ويظل يبتسم كالأبله بحجة الارتياح أو نشوة الخلاص من الكتابة كما يشاع ، بل سيبقى غير واثق من أن عمله قد انتهى وربما انه يبكي ولن يثق بذلك أبدا ....).
التوقيع :
  رد مع اقتباس