عرض مشاركة واحدة
قديم 05-20-2010, 05:28 PM   #80
الحضرمي التريمي
حال متالّق

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن البار [ مشاهدة المشاركة ]
اخونا الحضرمي :
جزاك الله خيرا على هذا النقل والتفصيل الذي اردت به الايضاح ... ولكنك لم تضف لنا جديدا . بل زدت الاشكال واظهرت لنا منتاقضات في كلام الشيخ !!! !!!

هذه العبارات كما تراها نقلتها لكم حرفيا من كلام ابن تيمية الذي وضعته لنا ...

اشكل علي فهم هذه العبارات ...
ارجو توضيحها ... ولا داعي لنقل اي كلام آخر في الموضوع لا للالباني ولا لخلافه ... لانه اجتهد واخطاء في نظر الكثير من العلماء .

ذكر ابن تيمية ان طائفة استدلت بتلك الاحاديث على جواز التوسل به بعد مماته وطائفة اخرى لم تر ذلك ... ولكن العجيب انه ذكر في الاخير ان احدا من العلماء لم يذكر مشروعية التوسل به بعد مماته ... أليس في هذا الحديث تناقض !!! بينوا واوضحوا لنا هذا الاشكال جزاكم الله خيرا ...

وقفة يجب التوقف عندها وتبيان ما ذكره العلماء .
وهو ما يخص استسقاء سيدنا عمر بالعباس رضي الله عنهما .
فقد استسقى عمر بالعباس رضى الله عنهما ولم يستسق بالنبى صلى الله عليه وسلم ليبين للناس جواز الاستسقاء بغير النبى صلى الله عليه وسلم وان ذلك لاحرج فيه ، وأما الاستسقاء بالنبى صلى الله عليه وسلم فكان معلوما عندهم فلربما أن بعض الناس يتوهم أنه لايجوز الاستسقاء بغير النبى صلى الله عليه وسلم فبين لهم عمر باستسقائه بالعباس الجواز ، ولو استسقى بالنبى صلى الله عليه وسلم لربما يفهم منه بعض الناس أنه لايجوز الاستسقاء بغيره صلى الله عليه وسلم . وليس لقائل أن يقول انما استسقى بالعباس لانه حى والنبى صلى الله عليه وسلم قد مات وأن الاستسقاء بغير الحى لا يجوز لانا نقول ان هذا الوهم باطل ومردود بادلة كثيرة ، منها توسل الصحابة رضى الله عنهم بالنبى صلى الله عليه وسلم بعد وفاته كما في القصة التى رواها عثمان بن حنيف ...

فقد روى الترمذى والنسائى والبيهقى والطبرانى باسناده صحيح عن عثمان بن حنيف وهو صحابى مشهور رضى الله عنه ، ان رجلا ضريرا أتى النبى صلى الله عليه وسلم فقال : ادع الله أن يعافينى ، فقال ان شئت دعوت وان شئت صبرت وهو خير . قال فادعه فامره أن يتوضأ فيحسن وضوء ويدعو بهذا الدعاء (( اللهم أنى أسالك وأتوجه اليك بنبيك محمد نبى الرحمة يا محمد انى أتوجه بك إلى ربى في حاجتى لتقضى اللهم شفعه في )) ، فعاد وقد أبصر .
وفى روايه قال ابن حنيف فوالله ما تفرقنا وطال بنا الحديث حتى دخل علينا الرجل كأن لم يكن به ضرقط.

ففى هذا الحديث التوسل والنداء أيضا وخرج هذا الحديث أيضا البخارى في تاريخه وابن ماجه والحاكم في المستدرك باسناد صحيح وذكره الجلال السيوطى في الجامع الكبير والصغير .
وليس لمنكر التوسل أن يقول ان هذا انما كان في حياة النبى صلى الله عليه وسلم لان قوله ذلك غير مقبول لان هذا الدعاء استعمله الصحابة رضى الله عنهم والتابعون أيضا بعد وفاته صلى الله عليه وسلم لقضاء حوائجهم ..

فقد روى الطبرانى والبيهقى أن رجلا كان يختلف إلى عثمان بن عفان رضى الله عنه في زمن خلافته في حاجة فكان لا يلتفت اليه ولا ينظر اليه فيه حاجته فشكى ذلك لثعمان بن حنيف الراوى للحديث المذكور فقال له : ( ائت الميضاة فتوضا ثم ائت المسجد فصل ثم قل اللهم انى أسألك وأتوجه اليك بنينا محمد بنبينا محمد نبى الرحمة يا محمد انى أتوجه بكل إلى ربك لتقضى حاجتى وتذكر حاجتك ) ،،، فانطلق الرجل فصنع ذلك ثم أتى باب عثمان بن عفان رضى الله عنه فجاء البواب فأخذ بيده فأدخله على عثمان رضى الله عنه فأجلسه معه ، وقال له اذكر حاجتك فذكر حاجته فقضاها ثم قال له ما كان لك من حاجة فاذكرها ثم خرج من عنده فلقى ابن حنيف فقال له جزاك الله خيرا ما كان ينظر لحاجتى حتى كلمته لى فقال ابن حنيف والله ما كلمته ، ولكن شهدت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأتاه ضرير فشكى اليه ذهاب بصره إلى آخر الحديث المتقدم ، فهذا توسل ونداء بعد وفاته صلى الله عليه وسلم ..

فقول القائل بان التوسل شرك ولا يجوز ... ولكنه يجيز هذا الشرك مع الاحياء ولا يجيزه مع الاموات ... هذا أمر خطير ، واعتقاد باطل .




---------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------------
الحلقة الثانية في الرد عل ى الأخ حسن البار
الحمد لله اللهم انفعنا بما علمتنا وعلمنا ما ينفعنا
لك خالص شكري وتقديري اخي حسن البار :
شيخ الإسلام أبن تيمية كما لاحظت ولاحظ غيري انه في ما تقدم ذكره أنه ساق في مجموع الفتاوى ردا على سؤال سائل وذكر الحديث الذي رَوَاه النسائي وَالتِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ عَلَّمَ بَعْضَ أَصْحَابِهِ أَنْ يَدْعُوَ فَيَقُولَ : " { اللَّهُمَّ : إنِّي أَسْأَلُك وَأَتَوَسَّلُ إلَيْك بِنَبِيِّك نَبِيِّ الرَّحْمَةِ . يَا مُحَمَّدُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي أَتَوَسَّلُ بِك إلَى رَبِّي فِي حَاجَتِي لِيَقْضِيَهَا لِي . اللَّهُمَّ : فَشَفِّعْهُ فِيَّ ثم عقب رحمه الله وقال (فَإِنَّ هَذَا الْحَدِيثَ قَدْ اسْتَدَلَّ بِهِ طَائِفَةٌ عَلَى جَوَازِ التَّوَسُّلِ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ . ) فهو كما تلاحظ لم يكن قوله هذا أولا ثم بين خطأ من استدل بهذا
وأوضح رحمه الله بأدلة صحيحة وآثار من فعل الصحابة التوسل المشروع وغير المشروع وانتهى إلى القول بما يلي :
وَلَمْ يَذْكُرْ أَحَدٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ أَنَّهُ يُشْرَعُ التَّوَسُّلُ وَالِاسْتِسْقَاءُ بِالنَّبِيِّ وَالصَّالِحِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَلَا فِي مَغِيبِهِ وَلَا اسْتَحَبُّوا ذَلِكَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ وَلَا فِي الِاسْتِنْصَارِ وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْأَدْعِيَةِ . وَالدُّعَاءُ مُخُّ الْعِبَادَةِ . وَالْعِبَادَةُ مَبْنَاهَا عَلَى السُّنَّةِ وَالِاتِّبَاعِ لَا عَلَى الْأَهْوَاءِ وَالِابْتِدَاعِ وَإِنَّمَا يُعْبَدُ اللَّهُ بِمَا شَرَعَ لَا يُعْبَدُ بِالْأَهْوَاءِ وَالْبِدَعِ قَالَ تَعَالَى : { أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ } وَقَالَ تَعَالَى : { ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ } وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ : إنَّهُ سَيَكُونُ فِي هَذِهِ الْأُمَّةِ قَوْمٌ يَعْتَدُونَ فِي الدُّعَاءِ وَالطَّهُورِ
فلم يلحظ أن هناك تناقض في أقواله رحمه الله وله رسالة في التوسل محققة كما أظن قرأتها قديما ولعلنا الرجوع أليها إذا تطلب الأمر 0
والشاهد من هذا أن شيخ الإسلام لم يشذ عن علماء المسلمين في قوله وله سلف رحمه الله في ما قاله والله أعلم 0

وإما حديث عثمان بن حنيف رضي الله عنه
وتوسل الأعمى به صلى الله عليه وسلم فإنه توسل بدعائه صلى الله عليه وسلم ، لا بجاهه ولا بذاته صلى الله عليه وسلم ، ولما كان التوسل بدعائه صلى الله عليه وسلم بعد انتقاله إلى الرفيق الأعلى غير ممكن ، كان بالتالي التوسل به صلى الله عليه وسلم بعد وفاته غير ممكن ، وغير جائز .
وهكذا فالتوسل بالدعاء والعمل الصالح أدلته كثيرة وهو جائز يفتي به علماء أهل السنة ولا أحد ينكره أبدا فيما أعلمه ولهذا قال الشيخ المحدث العلامة محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله ( 000 وكذلك لم ينقل أن أحداً من العميان توسل بدعاء ذلك الأعمى ، وذلك لأن السر ليس في قول الأعمى : (اللهم إني أسألك وأتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة....) ، وإنما السر الأكبر في دعائه صلى الله عليه وسلم له كما يقتضيه وعده صلى الله عليه وسلم إياه بالدعاء له ، ويشعر به قوله في دعائه : (اللهم فشفعه في) ، أي : أقبل شفاعته صلى الله عليه وسلم ، أي : دعاءه في ، (وشفعني فيه) ، أي : اقبل شفاعتي ، أي : دعائي في قبول دعائه صلى الله عليه وسلم في . )


  رد مع اقتباس