[أبوعوض الشبامي]

.

من المعروف أن تربية النوب والاهتمام بالمناحل ليست حصرا على الحضارم دون شعوب الأرض ، فربما هناك شعوبا وبلدانا أكثر اهتماما بتربية النحل وفيها ملايين المناحل والطوائف من النحل ، وهبا الله أهل تلك البلدان طبيعة رائعة غنية بالنباتات المتنوعة على مدار العام .

ولكن ماهو السر الذي جعل نحل (( نوب )) بلاد فقيرة من الغطاء النباتي كحضرموت يتفوق في نوعية العسل ومذاقه ورائحته على منتوجات تلك البلدان ؟؟؟

قال اهل الخبرة والدراية في العسل بأن السر يكمن في الدرجة الأولى في زهور شجرة السدر (( العلوب )) البرية والتي تنمو في مجاري السيول بأودية حضرموت ، و وزهور شجر السدر تتميز برائحة نفاذة وقوية ويسمى موسم تفتح زهور اشجار السدر (( العلب )) بموسم (( الزبد )) فماهو الزبد ؟؟

لكلمة (( الزبد )) معاني كثيرة في اللغة العربية وما قال أعرابي (( تركت الأرض مخضرة كأنها حولاء بها فصيصة رقطاء وعرفجة خاصبة وقتادة مزبدة وعوسج كأنه النعام من سواده وكل ذلك مفسر في مواضعه وأزبد السدر أي نور )) .... يحيلنا ما قاله الأعرابي الى معنى (( الزبد )) في اشجار القتاد والسدر .

واشجار السدر (( العلوب )) أو كما تسمى بالاسم العلمي Zizyphus Vulgaris من عائلة Rhamneae وهي من أهم أشجار المناطق الحارة الجافة السدر شجرة معمرة دائمة الخضرة شوكية متفرعة قوية تحمل أثمارا صالحة للأكل يصل ارتفاعها من 2 إلى 4 أمتار تقريباً وأوراقها بيضاوية الشكل صغيرة طول النصل ثلاثة سنتيمترات وهي متعرقة بثلاثة عروق من الناحية السفلى ولها شوكتان أذينيتان إحداهما مستقيمة والأخرى منحنية وأزهارها خضر مصفرة قطرها أيضا ثلاث سنتيمترات. والأشواك تكون أحيانا زوجية عند اتصال حامل الورقة بالغصن ، وأحيانا مفردة وقد لا توجد في ذلك الموضع .

أما الأزهار (( الزبد )) فتتجمع على حوامل رفيعة حول الحاملات الورقية وتتفتح من البراعم الزهرية الصغيرة جدا خمس بتلات مثلثة تكون نجوما خضراء شاحبة ، ورحيق ازهار السدر (( العلب )) من مميزاته أن له رائحة نفاذة وقوية ودائمة ورائحة رحيق هذه الزهور ينجذب اليها النوب من مسافات بعيدة ويفضلها على غيرها . وتعكس هذه الروائح نفسها على العسل فتبقى فيه لمدة طويلة ، وايضا يتميز رحيق زهور السدر (( العلب )) بالصفاء والنقاء الكامل . و هذا الذي اكسب العسل الحضرمي شهرته وحدد قيمة سعره كأغلى عسل في العالم حيث يصل الكيلو الواحد منه الى ما لا يقل عن مائة دولار أمريكي .




.