[أبوعوض الشبامي]

.
لعل القاريء في اسفار كتب ومخطوطات التراث الحضرمي لكبار علماء حضرموت يلفت نظره كيف انهم كانوا يمزجون الفصحى بالعامية مزجا ويحشون المفردات المحلية في التعبير بها كأداة تستخدم لتوصيل الفكرة لأكبر مساحة من سطح العقل البشري في المجتمع الحضرمي بالرغم ان هذا لايعيبهم او يحط من مكانتهم العلمية طالما ان اللغة هي اداة ووعاء حضاري يعبر بها الكاتب عن خلجات ومعاني الوجدان .ولا تسجل عليهم تلك الاساليب في الكتابة او الأخطاءات الإملائية واللغوية على أنها هفوات أوسقطات ، لأنهم لايتشبثون بالقشور ...!!!
فمثلا القاريء في انحاء متفرقة من حضرموت ( ناهيك عن ابناء بني العرب ) لهذا النص من كتاب السيد العلامة علي بن حسن العطاس ( سفينة البضائع وضمينة الضوائع ) الجزء الأول عليه ان يرجع ويستعين بقاموس اللهجة الحضرمية في السقيفة الشبامية لمعرفة معاني الكلمات والمفردات التي وضعتها بين قوسين في هذا النص قال علي بن حسن العطاس :
تنبيه : (( على هذا البيت الذي بناه الوالد عمر لنفسه هو بيت مبارك لطيف ( نحيف ) كبير صغير وهو الآن موجود جديد حميد ، يزوره كل جيد. ممن كان له قلب أو القى السمع وهو شهيد، من نحو مائة سنة ، وقالوا ان الوالد عمر لما بلغ في بنائه الى ( الفاضله ) جعلها ( فاضلة ) لطيفة على ( سهم ) واحد . وفيها ( لهوج ) صغارا جدا بحيث ان الجالس لا يمكن من ( الاشراف ) منها بكتفيه الا بمشقة فقال الوالد عمر ( للمعلم) حين بلغ من ( السترة قامة أسمك يامعلم ) فأراد ( المعلم ان يطرح الاقبال ) فقال له الوالد حسين زد ارفعهاقليلا لئلا يصل السمك راس القايم فيها . وفوق تلك ( الفاضله ) سطح وهو ( الريم ) بلغتنا ( شقه من مسموكه مرواح ) وشقه منه بغير سمك . وفي ( شقه القبلي ) محراب لطيف ولها جناح آخر وبينهما ( سقيفة ) وفيه اناس حلان ..!! من آل باعيسى أصهار الحبيب عمر، وهي متصلة ( الفقور ) ....الخ ))

ومع هذا فإن هذا العالم أكبر من هذه الكلمات وفوق مستوى هذا التعبير اللغوي ..

فلا يآخذ البعض منا أحمد بركات وهو الرجل الذي كان ( يبيض النحاس ) في اسواق شبام وكتب مقامة بالعامية ولا داعي لحذلقة البعض و ( التعراض ) واظهار التعيراف في النقد لخطأ املائي أو لغوي ورحم الله السلف فقد كانوا اغزر منا علما وابعد صيتا واحسن عملا وارفع مقاما ...!!




.