عرض مشاركة واحدة
قديم 09-30-2012, 02:14 AM   #601
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


العيال كبرت.. وحضرموت المزرعة كبيرة

9/29/2012 سالم عمر مسهور


مقدمة :

مشكلة هذا العالم أن الأغبياء والمتعصبين واثقون دائماً من أنفسهم ، أما الحكماء فتملؤهم الشكوك ـ برتراند رسل ،عيال حسني مبارك ، وعيال معمر القذافي ، وعيال حافظ الأسد ، وعيال الأحمر ، وعيال علي صالح ، وعيال البيض ، وعيال باعوم ، جيل العيال أصبح في العالم العربي محور الحياة السياسية ، فلماذا العيال الآن ، وماذا هم يريدون من أوطاننا ...

بوش والأسد

مارتن لوثر كينغ ، والزعيم الهندي غاندي ، والمجاهد عمر المختار ، والمناضل الأفريقي نيلسون مانديلا ، والمرأة الحديدية البريطانية تاتشر ، وحتى الزعيم العربي جمال عبدالناصر ، اسماء لامعة في التاريخ السياسي العربي والدولي ، لم نعرف أنهم خلفوا لأبنائهم من بعدهم ميراثاً سياسياً فقد توارى الأبناء إلا بجهدهم الذاتي في نشاطهم السياسي كما فعلت انديرا غاندي ، وإلا فأن أغلب الأبناء لا يرثون من ابائهم مقاعد عالية في السياسة ، وحتى في مجالات أخرى في الحياة وممارستها ، وإن كان مجال الأدب والفنون هو المجال الذي يمكن للأبناء أن يذهبوا فيما ذهب فيه ابائهم على اعتبار بيئة الإبداع التي صنعها الأب لأبنائه ...

في سوريا حدث في التسعينيات الميلادية أن حافظ الأسد مات ، فخرج حزب البعث بتقديم مسرحية هزلية للتاريخ حيث عدل في الدستور ليوافق الابن بشار ، وجاء بشار الأسد خلفاً لوالده ، تقليد شاذ غير مألوف في جمهوريات لا تعرف الديمقراطية والممارسة السياسية الصحيحة ، وعلى الضفة البعيدة من العالم قدم الأمريكيين نموذجاً ديمقراطياً أيضاً شاذاً عندما رشح الجمهوريين جورج دبليو بوش لحكم الولايات المتحدة الأمريكية ليس ليخلف والده ، بل ليواصل سياسة الحزب الجمهوري الذي كان آداة هزيمة الشيوعية في نهاية الثمانينيات الميلادية من القرن العشرين المنصرم ، فالهدف بالنسبة للأمريكيين لم يكن دافعه التوريث بمقدار ما يحتمل من المدلولات التاريخية التي انجزها الوالد في أربعة سنوات ليكملها الولد جورج بوش بعد حكم الديمقراطيين على مدى حكم بيل كلينتون في ثمانية سنوات ...

النموذج الأمريكي لا يقارن بالنموذج العربي فالأهداف تختلف ضمنيناً ، فالأمريكيين لا يقصدون التوريث السياسي بينما العرب يريدون التوريث ولو كان على حساب مستقبل بلدانهم ، وطبيعة السلوك لها مردود ذاتي ، فالعرب يعتقد الفرد فيهم بامتلاكه الحقيقة وحده ، وعندما تتألف أفكارهم في ذات العائلة أو التيار أو الحزب فأنهم يسعون جاهدين لتحقيق غايتهم ومقصدهم الفردي والجمعي ، وهذا ما كرس عند أبناء الحكام العرب أن الأوطان هي ملكيات تخص ابائهم ولهم الحق المطلق في حكمها والتصرف فيها كما هم يشاءون ، فذلك ما زرعه الأب مبارك في ابنه جمال ، وعلي صالح في ابنه أحمد ، ومعمر في ابنه سيف الاسلام ، وهذا ما لم يزرعه جمال عبدالناصر في ابنه خالد ...!!

صراع عيال صنعاء

في اليمن حدث أن أولاد الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر يرحمه الله كبروا في ظل نفوذ الوالد الشيخ ، وكبر ولد الرئيس علي عبدالله صالح أحمد في ظل نفوذ الرئيس ، كانت النار من تحت رماد يشعر بها الشيخ والرئيس ، وحدث أن بدأت المواجهة عندما تطلع حميد الأحمر إلى أن يجمع الرئاسة بالمشيخة ، إلا أن والده وقف مع الرئيس في انتخابات 2006م ففوت على ابنه الفرصة فلقد كان الشيخ عبدالله الأحمر يعتقد بحكمة يمانية تقول ( جني تعرفه خير من أنسي لا تعرفه ) ، وبهذا كان الجني علي عبدالله صالح خيراً من حميد الأحمر أو حتى من فبصل بن شملان يرحمه الله ...

الصراع الخفي كان المحفز في السياسة اليمنية بين عيال الشيخ والرئيس وابن الرئيس ، لذلك كانت وفاة الشيخ عبدالله الأحمر هي اللحظة الفارقة التي غيرت كل معادلات التوازن في القوة بين الطرفين ، فكان فبراير 2011م فرصة مع هبوب نسمات الربيع العربي لينقض أولاد الأحمر يطلبون ما حرمهم منه والدهم من قبل فأرادوا الحكم ولا شيء غيره ، وتمسك الرئيس صالح بالكرسي وتلاعب عندما ظهر في مجلس النواب متعهداً بعدم التوريث كذلك فعلها حسني مبارك في مصر ولكن ثمة فارق بين العيال فجمال سارق للمال أ أما أحمد جمع كل أطرف الجبروت ، واشربه والده حب السلطة منذ أن كان طفلاً يحبو ، فهنا فارق في التوريث ولا شك ...

الصراع في صنعاء لم ينتهي فمازالت مشاهد المعركة ترصد فصولاً متوالية ، فالرئيس صالح ترك الكرسي وأصبح زعيماً تاريخياً ، وابنه أحمد يمتلك ترسانة عسكرية جبارة ، وفي المقابل صادق وإخوانه جمعياً يسوقون لمبادىء ديمقراطية على مقاساتهم ، والأجمل أنهم مازالوا في كل يوم جمعة يحشدون عشرات الآلاف من اليمنيين ليرددوا الشعارات والهتافات لتبلغ ذروتها عند السفارة الأمريكية بصنعاء ويقولون ( اوباما يا جبان .. يا عميل الأمريكان ) طبعاً هزلية سخية قد يكون فيها للقات مكان ، وقد يكون لتغييب العقول مكان ، وإن كان حتمياً فيحق لعيال الأحمر كما غيرهم أن يحرصوا على حكم شعب كهذا ، فشعب كهذا يستحق عيال كهؤلاء ...

نصيبنا .. فادي وعمرو

لا يخلو حالنا الحضرمي من الهزلية السخية التي تجود بها الأيام ، فالصراع يشتد اليوم بعد الآخر بين الرئيس علي سالم البيض وبين الزعيم أحمد حسن باعوم ، والدافع ليس فقط أصبح فك الارتباط بين شمال اليمن وجنوبه ، ولم يعد الدافع تحت بند ( بعدين ) ، بل الدافع وصل إلى كسر العظم بين الطرفين الرئيس والزعيم ، ويغذي كل طرف عيالهم الذين لا يحملون من شهادات عليا ولا يحملون أفكاراً تصنع أوطان ، ولا يحملون نذراً من ولاء لوطن بمقدار ما يحملون تضييعاً لهذا الوطن ...

يقال في المثل العربي ( من شابه ابيه ما ظلم ) ... مثل قديم معروف وهو يكاد يصح كثيراً بين الرئيس والزعيم ، والمقصد من هذا التلميح هو أن عمرو البيض يسير على ما سار عليه والده من قبل ، فقد ساق علي سالم البيض ـ والصحيح استدراكاً ـ علي صالح البيض حضرموت لتكون الحديقة الخلفية لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وهي مزرعته التي ورثها عن ابائهم منذ خمسة قرون مضت ، هذا ليس تهكماً ـ حاشا لله ـ بل هو واقع فيقال بأن عناصر الجبهة القومية عندما زاروا الزعيم عبدالناصر ووضعوا الخيارات أمامه حول تسمية بلادهم قبل الاستقلال تحفظ عبدالناصر على حضرموت فضرب علي البيض صدره بأنه هو الناطق عنها ، ولا ترى حضرموت إلا ما يرى ، وأن كانت هذه الرواية كاذبة فعلى مكتب الرئيس أن يكذبها ببيان وما أكثر بيانات مكتبه العامر ...

ذاك الرئيس وما نعلم كيف صار رئيساً وكان يوم الثاني والعشرين من مايو 1990م وهو يبيع البلاد اليمنية الجنوبية وفي معيتها حضرموت يحمل لقب الأمين العام للحزب الاشتراكي ، وما علينا فلدينا من الجهال ما لدينا ليجعلوه رئيساً ، ولكن ماذا عن الزعيم حسن باعوم ، فلقد لفتنا كثيراً تصريح ابنه المناضل فادي الذي قال أن حضرموت ستذهب إلى مؤتمر الحراك في عدن في الثلاثين من سبتمبر 2012م ، اللافت في التصريح أن فادي باعوم يبدو أنه يرى حضرموت مزرعة من مزارع والده ، أو يرى أن والده يمتلك صكاً من السلطان بوطويرق لحكم البلاد بطولها وعرضها ، وحقيقة لا نعلم ماذا يرى فادي وهو المحسوب بأنه ابن للزعيم ولا شيء غير أنه ولد كأحمد علي صالح ، وحميد الأحمر ، وجمال مبارك ، وسيف الاسلام بن معمر القذافي ، وبشار الأسد ، أي أن الوالد فيه ما فيه من دم على الأكف ، والابن قد يحمل ذات الميراث الدموي ، فهل هزلية التاريخ ...؟؟؟

منّ هاني ..؟؟

هاني أحمد بامعلم ، هل سمع أحد ما عنه ، يبدو ابن بامعلم متوارياً أو منزوياً أو أن والده لا يريد أن يقحم أحد من أولاده في اتون معركة سيكون الحصاد المر فيها هو الطعم ، فلا لذة في معركة تضج بالأكاذيب والأساطير ، فلا الرئيس برئيس ، ولا الزعيم بزعيم ، وكل يكذب ويصنع النفاق ، وكل واحد من طرف آخر يجر الحبل على رقبة حضرموت ليأخذها إلى عدن حيث عدن تكون الضامنة لتاريخ لمن ليس له تاريخ ، ولفقراء وجوعى لا يريدون من حضرموت غير نفط المسيلة ، لا شيء في عدن غير الانتقام والقتل والسفك ، فهل عرفت عدن منذ جلاء الانجليز عنها غير ذاك ..؟؟

أن العيال الذين كبروا ، وكبرت طموحاتهم واتسعت ، هم يبرون بإبائهم فعمرو يبر بعلي ، وفادي يبر بحسن ، فإذا كان الأب مجرماً بحق حضرموت فلماذا لا يجرم الابن بحقها ، عدالة قصوى في معركة تغيب عنها مدارك الحضور الذهني الذي يراد له أن يغيب أو يغّيب عنوةً ، فلا مكان لمن يقول لهؤلاء الطائشين توقفوا فهنا وطن لا يباع ولا يشترى ، توقفوا فهذا وطني أريده ليكون سكني ومرقدي ، نعم لا مكان لغير ثلة تعتقد أن حضرموت هي جزء من يمن جنوبي ، وكأن حضرموت ما كفاها نصف قرن مضى كله عذاب وظلم واستبداد وبطش ...

العقل الذي يتوارى في أزمنة الصراعات ، هو ما نستحضره الآن سينقم منا أولئك الطائشين والأغبياء والمسيرين بغير ما يقول الزعيم أو الرئيس ، وعلى هؤلاء جميعاً أن يتأملوا فينا ونحن نمثل أنفسنا التي ملت وضاق حالنا من عبثهم ، ونقول أخيراً لابد من محاكمة للتاريخ وللإنسان ، باعوم وعياله والبيض وعياله ، خذوهم لمحكمة حضرمية تحكم بشرع الله تعالى وسيكون القصاص العادل هو العدل لوطن لم يعرف العدل يوماً ...
خاتمة

لن تباع حضرموت من جديد ، ليفهم العيال ما لم يفهمه ابائهم من قبل
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح