عرض مشاركة واحدة
قديم 01-13-2010, 12:58 AM   #65
باحرس1970
مشرف قسم الدين والحياه
 
الصورة الرمزية باحرس1970

افتراضي

النص للجميع وشكرا
قال تعالى "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا"
فأول ما نبدأ بذكره من ذلك: ما أمر الله -عز وجل- به وذكره في كتابه، من لزوم الجماعة، والنهي عن الفرقة، وقال -عز وجل-: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا .
يعني أول ما نبدأ به، يقول المؤلف: "أول ما نبدأ بذكره، ما أمر الله -عز وجل- به، وذكره في كتابه من لزوم الجماعة، والنهي عن الفرقة" وهذا هو القسم الأول، المؤلف -رحمه الله- كما سبق، قسم هذا الكتاب إلى أربعة أقسام، القسم الأول: النصوص التي فيها الأمر بلزوم الجماعة، والنهي عن الفرقة والاختلاف، النصوص التي فيها تولى الصحابة، والبعد عن مشاقتهم ومخالفتهم.

فذكر النص الأول: قول الله -عز وجل-: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا هذا أمر من الله -عز وجل- لعباده أن يعتصموا بحبله، حبله هو: دينه -سبحانه وتعالى-، اعتصموا بحبل الله دينه، ودينه ما أنزله في كتابه، وعلى لسان رسوله -صلى الله عليه وسلم-، وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ أي اعملوا بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- جميعا، واجتمعوا على ذلك ولا تفرقوا، ولا تفرقوا بترك العمل بالكتاب والسنة، فإن الاختلاف إنما يكون بترك العمل، والاجتماع يكون بالعمل، العمل بالكتاب والسنة.

وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا واعتصموا بحبل الله ودينه، واعملوا بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، واجتمعوا على ذلك؛ حتى تتألف القلوب، وحتى تكونوا يدا واحدة على أعدائكم، ولا تفرقوا؛ لأن الفرقة والاختلاف شر، نعم
قوله تعالى "ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا"
ثم تهدد بالوعيد من فارق جماعة المسلمين، فقال: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .

هذه الآية فيها تحذير، تحذير من الفرقة والاختلاف، وتهديد بالوعيد قال -سبحانه وتعالى-: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وهم أهل الكتاب، أهل الكتاب من اليهود والنصارى، واختلفوا وتفرقوا في دينهم، لا عن جهل، ولكن بعد العلم قال -سبحانه-: وَمَا تَفَرَّقُوا إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وقال -سبحانه-: وَمَا تَفَرَّقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَةُ .

هذه مصيبة كونهم يتفرقون بعد العلم، وبعد البينة، وبعد البصيرة -والعياذ بالله-، يدل على أنهم غاوون، وأنهم انحرفوا عن بصيرة، والله تعالى نهانا أن نتشبه بأهل الكتاب، فيصيبنا ما أصابهم، قال: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَات - وهم أهل الكتاب اليهود والنصارى- وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ المعنى أنكم إذا تفرقتم واختلفتم في كتابكم، حل بكم ما حل بهم من العذاب الأليم، ولا حول ولا قوة إلا بالله؛ لأنه ليس بين الناس نسب ولا عهد، من أطاع الله فهو السعيد، ومن عصى الله فهو الشقي.

وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ ومن ذلك: الاجتماع على كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، واعتقاد ما يعتقده السلف الصالح.

المعنى أنكم إذا تفرقتم واختلفتم في كتابكم حل بكم ما حل بهم من العذاب الأليم -ولا حول ولا قوة إلا بالله-؛ لأنه ليس بين الله والناس نسب ولا عهد، من أطاع الله فهو السعيد، ومن عصى الله فهو الشقي وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ .

ومن ذلك: الاجتماع على كتاب الله، وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، واعتقاد ما يعتقده السلف الصالح -من الصحابة والتابعين- في ربهم ونبيهم ودينهم، من الإيمان بأسماء الله وصفاته وأفعاله، والإيمان بربوبيته ووحدانيته وألوهيته، وأنه مستحق للعبادة وحده، وأنه لا يستحق العبادة غيره، والإيمان بالملائكة، والإيمان بالكتب، والإيمان بالرسل، والإيمان باليوم الآخر، والإيمان بالقدر خيره وشره، والإيمان بأسماء الله وصفاته، وإثباتها لله كما يليق بجلاله وعظمته، وإثبات الصفات والأسماء التي يثبتها لنفسه، أو أثبتها له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل.

ولهذا قال الله سبحانه في الآية الأخرى: وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا فمن كان في شق والله ورسوله في شق فهو هالك، وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ سبيل المؤمنين هم الصحابة والتابعون.

الإيمان بما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله -صلى الله عليه وسلم- من الأسماء والصفات، فمن جحد الأسماء والصفات، أو حرفها، أو نفاها، أو أبطل معناها، أو كيفها، أو فوض معناها، فقد شاق الله ورسوله، واتبع غير سبيل المؤمنين، وهو متوعد بأن يصليه الله الجحيم -نسأل الله السلامة والعافية-.

وفي هذه الآية: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ فمن خالف الصحابة والتابعين وأهل السنة والجماعة، فهو من الذين تفرقوا واختلفوا في دينهم؛ فهو متوعد بهذا الوعيد. نعم
.