[أبوعوض الشبامي]

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة شيخ القبايل. [ مشاهدة المشاركة ]

بيان !! أخشى من ختلي ، ومن قتلي * أخشى من أطماع الأهل أخشى أن أغفوَ في ليلي * حتى لا يقفز مستولي أخشى شربي و أخشى أكلي * والحرس يذوقونه قبلي أخشى أن أمرض بالعلل * فيفاجأني الموت الازلي ** أني الحاكم رمز العدل * وسأدلي ببيان أدلي ! لن أشرف من فوق الطلل * أو أذهب وحدي للعمل لن أركب ! ، أخشى من زلل * فأصاب بكسر أو شلل و سأبقى دوما في حلل * لا يخرقها رصاص الغول ِ *** حرس بعدي و حرس قبلي * حرس ، كل مكان حولي قالها شيخ القبايل.

شكرا للشاعر (( شيخ القبايل )) الذي فتح من بيانه هذا منهج التأويل والتساؤل ، فمنهج التأويل يتلائم مع الغموض والإبهام والرمزية التي عرفت في الشعر الشعبي الحضرمي ، ثم تبنتها مدارس الحداثة مؤخرا ،

وحين نعمد إلى استقراءا قصيدة شيخ القبائل الموسومة بعنوان (( بيان )) والتي في ظني أن هذا البيان ليس البيان الأول من البيانات التي نعهدها من الذين يأتون إلى سدة الحكم على ظهر دبابة أو نحوها .
إنما هو بيان من تشرب بالسلطة حتى ثمل واصبح يترنح في هلوساته يخشى كل شئ حتى اشعة الضوء المتسلل خلسة الى فراشه ...!!

وقوفا على نافذة العنوان
=============

أول ما يستوقف المتلقي لهذه القصيدة هو العنوان الذي نحته الشاعر (( شيخ القبايل )) بعناية فائقة بحيث يأخذ الحضور الخاص ويقود بنا للتفكير المسبق على القراءة فقبل أن نلج أجواء القصيدة علينا أن نتساءل :

ماذا نستشف من عنوان القصيدة (( بيان )) ولماذا لم يقل شاعرنا شيخ القبايل (( بيان رقم1 )) ؟؟

البيان الأول أو (( بيان رقم 1 )) من البيانات التي نعهدها من القادمين إلى سدة الحكم على ظهر دبابة أو مجنزرة . غالبا ما يكون على نحو (( نعاهد الله ونعاهدكم أن ........ )) أو بسم الله وبسم الشعب ...)) أو (( انهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى ...)) أو (( جئنا نحارب الفساد ونقيم العدل ونحقق الرفاة للشعب )) ... الخ ونصفق ونهلل لمثل هذه البيانات ...!!

لكن بيان هذا النص الذي نحته شاعر القبايل جاء أختزالا لدراما الحكم في الأنظمة العربية المستبدة ، واسلوب هذا البيان جمع شاعرنا فيه بين المنزلتين (( الابداع والثورة )) وشكل لنا لوحة بانوراما رائعة يتجسد في صورها الحاكم الذي طال به الأمد و تشرب بالسلطة حتى اصبح ثملا يترنح و يخشى كل شئ من حوله ولا يثق في أقرب المقربين من أهله ...!!

وبما أن ال (( بيان )) هو ابتداء لما مضى فنحنُ نبتدئ من عندهِ لننتهي إلى البيان الأول ، فإننا لو فككنا العنوان ووقفنا أمام (( بيان )) ؛ فهو ابتداء لا حاجة لنا لتعريفهِ سياسيا ،و إنما المضمون الشعري منه هو بيان الحاكم الرمز المستبد.. الذي (( يخشى كل شئ )) .. الختل ، القتل ، الأهل ، النوم ، الشرب ، الأكل ، المرض .... الخ






.