عرض مشاركة واحدة
قديم 04-14-2011, 11:29 AM   #10
أبوعوض الشبامي
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية أبوعوض الشبامي

افتراضي

.


في الحلقات الماضية تعرفنا على الشاعر خميس سالم كندي ، ( ميلاده ، ونشأته ، وموطنه ، واصوله وحرفته وحرفة أهله وأخواله ) ، ووقفنا على الحالة السياسية السائدة في مدينته ( الغرفة ) خاصة ، وحضرموت عامة .

وفي تلك الأجواء السياسية المشحونة بالتوتر والحصار والقصف على مدينه المضطربة ( الغرفة ) ، تأججت قريحة شاعرنا خميس سالم كندي فقال الشعر في سن مبكر من حياته إذ لم يتجاوز من العمر 15 عاما ، فالأحداث التي كانت تدور من حوله ربما أعطته زخما كبيرا ، و دفعته نحو نظم الشعر في عمر مبكر ، ناهيك عن المورث الهائل الذي احاط به من قبل أخواله ( آل زربادي ) تمثل في مرويات كثيرة من الشعر الشعبي الحضرمي القديم فحفظها واستظهرها وتغنى بها معهم في المسامر، ربما كان لها الأثر في صقل موهبته الشعرية ، والتعلم من ما حفظه سر مفاتيح نظم الشعر وبحوره المختلفة واغراضه المتعددة ، فأنطلقت قريحة شاعرنا كندي يقول هذه القصيدة والتي تعد أول قصيدة ( مسرحة ) استهلها بقوله:

]ابدي بعلام السراير لكبــــــر= يارب سالك فرّج الاكدارا
اسألك تغفر لي نهار المحشر=عبدك ذنب يسألك فك أزرارا

وهي قصيدة طويلة جاءت ردا على قصيدة لشاعر اسمه ( غالب مرعي ) ذلك ما صرح به في ابيات القصيدة حين قال :

ذلا سمعت ابيات فيهــــا أتفكـــر=منظمة محكومة الاســـطارا
من عند شاعر في بيوته وقــــر=يحكي كلام الصدق لي يغتارا
غالب ولد مرعي نهى عن منكر= نادى بصوته من على لصبارا
يذكر قبايل شرق وأهل المشجر = لي حرجوا في فايده وخساره
لي خلوا المسيال مقتم وأغــــبر= ودمهم سايل كما الجــــزاره
هم سمعوا الصـــــايح وكل بدر= باعـــــوه غالي بزهم مابارا
وتقاســـموا باروتهم بالمعـــــبر= وشبوا في العرقه كما النمارا


من خلال استقراءنا لبعض ابيات القصيدة نلاحظ كيف عكست حرفة الشاعر كندي ( الحياكة ) فجاءت بوعي أو دون وعي ضمن سياق قصيدته ، فكانت ضمن الأخيلة والصور الشعرية التي تتراء جلية للقارئ الفطن ( بزهم مابارا ) ( لبسوها معسر ) ( باتشوف الكارا ) ( تتنشر ) ...الخ


ماالقبوله قد لبسوها معسر=وعادها إلا باتشوف الكارا

ربما رأى البعض أن التطرق للناحية الاجتماعية لتلك الحقبة ( تجاوز في الموضوع ) ..... وما يعزز لنا اهمية الاحاطة بالناحية الاجتماعية في حضرموت في عصر خميس سالم كندي هو الوقوف على التفاوت الطبقي في المجتمع الحضرمي وتعرض بعض الطبقات للإستضعاف من لدن الطبقات الأخرى والتي تقف اعلى السلم المراتبي الاجتماعي ، حينها ندرك التفسير لهذه الصور الاجتماعية التي رسمها شاعرنا خميس سالم كندي في وقت مبكر من عمره ، و التي عهد على نفسه أن يتصدى لهذا الغبن والاضطهاد الاجتماعي وجاءت معظم قصائده فيما بعد تنتقد التفاوت الطبقي وتقسيم المجتمع الحضرمي الى طبقات ، يقول كندي :

كل من لقى عيبه مسى يتفخــــر= وإن سمعوا اصحابه عطوه ابشاره
وان صبحت الزينه صبح يتعصر=والاسمع زامل عطا حشــاره
وتجــده في حـاله وبايزرزر = ويبات يتحـدث مع سمــاره
وإلا على المسكين خيمه يظهر= خـــلاه محجي ما خــــرج من داره
ثم ليش عالمسكين هذا المنكر= لا شي معه نمشه ولا دغــاره
يروح يغزي حيث ما تــتــشرر =إنه يريد الاسم والمشهـاره
وبايسمونه طويل الشـنـبر = في كل بلده باتشيع أخبــاره


نحى شاعرنا خميس سالم كندي في أول قصيدة له نحو الرمزية ربما ذلك جبنا منه كديدن شعراء حضرموت الذين يجبنون عن بوح مكنون مواقفهم وآراءهم حين يكون شعرهم موجها نحو الرموز الحاكمة خشية من بطش الحكام واضطهادهم ، ويبدو لي ان هذه القصيدة هي الوحيدة التي لجأ فيها شاعرنا كندي نحو التلميح والرمزية ، ذلك ان بقية القصائد التي قالها بعد هذه القصيدة انطلقت نحو التصريح الكامل وتسمية الأسماء بمسمياتها دون خشية أو خوف ، وربما كان لبن عبدات تأثير واضح على انتهاج شاعره ( خميس كندي ) في نزع عباءة الخوف والجبن بعد التواري خلف الاشارات والرمزية بعد قوله:


ذا فصـــل تذكر بنت لي تتنــــشر=خذها ولد بالعقد والمصهــاره
لقّى عرس ظاهر وقد كنت أخبر = في كل بلده شيعوا بأخبــــاره
والكوبــــره بدخونهـــــا تتعكـــر= كلين ينصت يسمع الحيــــاره
بن عمهـا ســـاكت ولا يتخــــبر = وقت العرس قط ما خذته الغاره
من بعدمــــاهي بينهم تتمخطــر = ابليس ينفخ بينهم مزمــــــاره
وتحجبت ما اليوم ما بايظهـــر= الزوج حجـــبهــــــــا بداخل داره
قد لهم مسمار فوقــه حضّــر = ولعــــاد قدروا ينقفوا مسماره


لا أدعي كما يدعي البعض من ( المتحرشين ) بالشعر العامي وبالتراث والتاريخ الحضرمي القدرة على فك رموز ما كان يقصده بالضبط الشاعر خميس كندي ، ولكن ما يهمني من هذه الأبيات انها جاءت محاكاة للرمزية التي كانت ولازالت وسيلة للشعراء الذين يجبنون عن التصريح فيتوارون خلف الرمزية لعلها تبعدهم عن طائلة السخط وعقاب الحكام .
وما يهمنا هنا معرفته أن حركة بن عبدات وتمرده عكست نفسها على شعر خميس كندي فتمرد كندي عن الخوف والجبن فأنطلق بشعره نحو رحاب التصريح والجهر في النقد والاشادة الصريحة بإبن عبدات ونقد القبائل التي خذلته أو تلك التي تحالفت ضده ، ثم انطلق من بعد في مهجره بالصومال الى محاربة الاستعمار البريطاني بالكلمة عبر قصائده التي كانت تنشر في صحيفة الطليعة وغيرها من الصحف .
ويختتم قصيدته مؤرخا لنا نظمها في 16 من ذي القعدة سنة 1351هـ يقول:

ذا قول شاعر في بيوته حـــــرر=من ولد كندي ورّخ الاسطارا
نظمتها في القعد في ست أعشر= واحد مع الخمسين كن حزارا
والالف وثلاث المائه لي قد مر=هجرة محمد صاحب الانوارا


ننوه لبعض الأخوان الذين يستعجلون ( القفز ) بالموضوع أن هذا الموضوع متواصل بالتدرج ، معتمدين على مصادر تحت يدي منها ما هو مكتوب :

1- مخطوطة ( ديوان كندي ) وهو أول مخطوطة كتبها كندي جمع فيها قصائده قبل عام 1960م .
2- ومجموعة من أعداد صحيفة الطليعة الحضرمية التي كانت تصدر بالمكلا قبل عام 1967م حوت على قصائد الشاعر خميس كندي الوطنية .
3- كاسيتات تحتوي على قصائد بصوت خميس سالم كندي وتسجيلات لمقابلات معه ( سيتم طرحها هنا بعد ان تنتهي مشكلة التحميل في رسيفر الشبامي )


.



صور ة الصفحة الأولى مخطوطة الديوان


[
url=http://www.mlfnt.com/]نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة[/url]


مقدمة الديوان كتبها صديق الشاعر في الصومال ( احمد عبود باحشوان ) في 29 محرم 1365هـ

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

مقدمة الشاعر خميس كندي لمخطوطة الديوان


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

قصائد وصور من الديوان


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة

نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


قصاصات من صحيفة الطليعة الحضرمية


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة


نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة



.
التوقيع :
  رد مع اقتباس