[الدكتور أحمد باذيب]

- التغيير يتم بالتوعية السليمة المنبثقة عن تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف، فنحن مجتمع محافظ وشديد التمسك بقيمه ، غير أن هناك مفاهيم خاطئة تولَّدت لدى بعض الناس عن هذا المرض، وبالتالي وضعوه في زاوية ضيقة وعزلوه عن المجتمع، فهذه النظرة - بالتأكيد - ستزيد من معاناة المرض الذي من المحتمل أن يتحول إلى وحش كاسر ينتقم ممَّن حوله، لأنه لم يعد يخاف على شيء، فالجميع في نظره أصبحوا ضده، ويجب أن نرجع مثل هذه القضايا إلى قول الدين

ومن الضوابط في التعامل مع المصابين بـ «الإيدز»، والتي تتوافق مع المبادئ الدينية السوية التي لا إفراط فيها ولا تفريط،
1) لا يجوز التعامل مع المصاب بـ «الإيدز» كمجرم، بل باعتباره مُبتلى ينبغي التعامل معه بمنتهى الكرامة والاحترام لكامل حقوقه
2) كما لا يحق قانوناً اعتبار الإصابة بـ «الإيدز» دليلاً ولا قرينةً على ارتكاب الخطيئة
3) لاا يجوز نفي المريض بـ «الإيدز» أو حبسه أو عزله قسراً عن المجتمع بذريعة إصابته به، بل يجب حُسن الظن بهذا المصاب المبتلي فقد يصاب عن طريق الخطأ من خلال نقل دم ملوّث أو مشتقاته من شخص مصاب أو من خلال الأدوات الثاقبة للجلد الملوّثة بالفيروس، كالحُقن وأدوات عيادات الأسنان والحلاقة والحجامة، فلا نظلم هذا المريض ونعزله عن هذا المجتمع، بل يتوجب علينا أن نُحسن معاملته كغيره من الناس
وكلامي هنا لا يعني أنني أُريدُ أن أُبرِّر ارتكاب المعاصي - لا قدَّر الله - كما قد يفهمها البعض خطأً، فهذا من المُحرَّمات، وإنما أُريدُ أن أقول أنه من المفترض أن نُحسن الظن بالآخرين ولا نتهمهم بأشياء لم يرتكبوها، فلا يعلم ما في الأنفس إلاَّ الله سبحانه وتعالى، ولعلَّ البعض سمع عن الشخص المصاب بـ «الإيدز»، والذي انتقل إليه المرض من خلال نقل دم ملوّث من شخص مصاب دون أن يخضع هذا الدم للتحاليل المخبرية.