[حد من الوادي]

من اجل أمن واستقرار حضرموت

الثلاثاء , 29 مارس 2011

تمر اليمن بظروف استثنائية غاية في التعقيد أوجدتها تراكمات سنوات من الأخطاء , من إعلان وحدة بين شطري اليمن سابقا فشلت فشلا ذريعا ولم تحقق الآمال المنشودة , إلى نظام ظل غريبا في تصرفاته وفي إدارته لشؤون الدولة وخلق الأزمات السياسية والاجتماعية المتكررة وتغذيتها والتلاعب بها فمن كذبة ما يسمى بمحاربة القاعدة والإرهاب إلى حرب صعدة إلى كذبة الانتخابات والشرعية الدستورية إلى التغني بالانجازات الفضفاضة التي لا وجود لها إلا في مخيلة أصحابها .

إن الخطر المحدق اليوم بحياة اليمنيين يتمثل في الانهيار الكامل لما بقي من مؤسسات النظام , وما سوف يترتب عن هذا الانهيار , فإذا كان خروج احد معسكرات النظام في جعار بابين عن السيطرة أدى إلى سقوط هذا العدد الكبير من القتلى والجرحى تجاوز المائة كما ذكرت بعض المصادر فما بالك بسقوط مؤسسات النظام العسكرية والأمنية والاقتصادية الأخرى لا شك انه لو حدث ذلك لا سمح الله فانه سوف يلقي بظلاله على الحياة العامة وسيقوض السلم الاجتماعي المحلي وربما يمتد إلى المحيط الإقليمي والدولي وسوف تكون الكارثة أعظم .

ولذلك فأنني من هنا أوجهها دعوة صادقة لإخواني في كل ربوع الوطن اليمني أن يعملوا على ملئ وسد الفراغ الذي يمكن عن يوجده انهيار بقية مؤسسات النظام وحتى لا تدخل البلاد في دوامة الفراغ الأمني والسياسي , وكنت قد أشرت في مقال سابق لي إلى تجربة تشكيل مجلس حضرموت الأهلي وما يمكن أن يلعبه هذا المجلس من دور في حفظ امن واستقرار حضرموت , فبعد ما حدث في " جعار " من كارثة أصبحت الضرورة ملحة لتشكيل مثل هذه المجالس الأهلية في بقية مدن وقرى اليمن .

أما عندنا نحن هنا في حضرموت فأنني أتمنى من مجلس حضرموت الأهلي الذي تم تشكيله مؤخرا أن يخطوا خطى أكثر سرعة وجدية ليودي دوره تجاه مجتمع حضرموت في هذا الظرف العصيب , ويسارع في وضع لائحته وبرنامجه وأهدافه بأكثر دقة , واستكمال تشكيل لجانه الأمنية والعسكرية والاجتماعية والسياسية والإعلامية والحقوقية من كل أبناء حضرموت في الوادي والساحل بل في الداخل والخارج ليكون منطلقا للجميع ومعبرا عن آمال وتطلعات الجميع وان نترك خلافاتنا واختلافاتنا جانبا ليكون همنا هو حفظ أموالنا وأعراضنا ودمائنا والارتقاء بواقع حضرموت نحو الأفضل والمساهمة في بناء يمن جديد يسوده العدل والأمن والرخاء .

اللهم اجعل يومنا أفضل من أمسنا ومستقبلنا أفضل من حاضرنا وفق الله الجميع لما فيه الخير .