عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2009, 11:26 PM   #54
عفاف
حال قيادي
 
الصورة الرمزية عفاف


اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور أحمد باذيب [ مشاهدة المشاركة ]
بالفطرة التي فطر الله الإنسان عليها يبحث الإنسان عن الماء الذي يروي عطشه ويخفف من ملوحة جسمه ويذيبها ويجرفها إلى الخارج مع البول والعرق.

إلا أن الشركات الضخمة العملاقة ـ التي تتاجر بالماء المحلى بالسكر والمحليات الصناعية، والألوان الصناعية، والنكهات الصناعية، ومواد أخرى غير معروفة ـ نجحت في غسل دماغ الناس عامة والأطفال خاصّة، وأورثت فيهم الحس الفاسد ووجهتهم إلى مشروبها الغازي على أنه هو الذي يروي العطش.

ومثال ذلك أن يؤتى بصورة من هو في عطش شديد جدا ويتساقط عرقه من كل مكان فإذا به يعطى مشروبا غازيا فيشربه فترتسم على وجهه علامات الرضا والارتواء.

أما الطفل البريء فيحسب أن ذلك صحيح؛ لأنه لم يسبق له أن عاش على سطح الأرض قبل كونه طفلا، ولا يدري أنَّ الماء هو الذي خلقه الله لإرواء العطش حتى يقوم الجسم بعمله على خير قيام، وهذا دور الوالدين فيرشدانه إلى أن الماء هو الذي يروي العطش وليست المشروبات الصناعية.

إنَّ المشروبات الغازية لذيذة الطعم، وهو الطعم المغري الخادع، وكأنَّ الهدف من الشرب هو تلذذ اللسان بالطعم فقط، ولا يعرف الراغب في تناول المشروبات الغازية الكثير عن مكونات هذا المشروب الكيماوية، على عكس الماء الذي يتكوَّن من مادة طبيعية واحدة معروفة للجسم منذ ملايين السنين.

من ناحية ثانية: إنَّ المشروب الغازي يعطيك شعوراً بالارتواء حين تنتهي من تجرعه، ولكنك ستشعر بالعطش بعد مدة بسيطة. أما الماء فإنه يطفئ العطش حين تنتهي من شربه، وتبقى على ذلك مدة طويلة؛ لأنَّ الماء ـ مرة أخرى ـ يخلو من الأملاح والسكريات الموجودة في المشروب الغازي.

من ناحية ثالثة: إنَّ المواد الموجودة في المشروب الغازي عندما تدخل للدورة الدموية وتتوزع على الخلايا (كما لو كانت مادة غذائية) تسبب خللا في مكونات الجسم وتركيبه، مثل مركبات الفوسفور الحامضية التي قد تؤثر على عنصر الكالسيوم الذي هو مكون رئيسي للعظام وموصل عصبي لا يستطيع الإنسان العيش بدونه دقيقة واحدة، مما قد يؤدي إلى هشاشة العظام، وقد يكون أحد الأسباب المشاركة في الاضطرابات العصبية التي شاعت هذه الأيام.

كما أنَّ الإكثار من تناول المشروبات الغازية يعني تناول كميات كبيرة من مكوناتها، مثل السكر الذي يؤدي إلى السمنة وتراكم الدهون ويعجِّل بظهور داء السكري ممَّن لديهم الاستعداد له. ويؤيد هذا ظهور داء السكري (النوع الثاني) في الأطفال الذي لم يكن يوما فيمن سبقهم من الأجيال السابقة.

كما أنَّ المشروبات الغازية تحتوي على مواد كيماوية مجهولة ولا يمكن معرفتها، وقد تُعرف الأسرار العسكرية يوماً، ولكن لن يعرف أحدٌ مركبات هذه المشروبات مهما بذل من جهد علمي أو غير علمي! وحادثة التسمم بمشروب الكوكاكولا في عدة دول أوروبية في منتصف عام 1999م أعطت أكثر من تفسير، ولكن لا أحد يعرف السبب الحقيقي حتى الآن.


جزاك الله خير يادكتور احمد باذيب.
التوقيع :
نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة
دق التحيّــــة قــــدّامــــك حضرميّـــــة

  رد مع اقتباس