عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2013, 01:02 AM   #2
بلّسود
مشرف سقيفة عذب القوافي للشعر الفصيح

افتراضي

اقتباس : المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فريحات [ مشاهدة المشاركة ]
هـــديَّـــة زواج


ما دام الربيع يزهو بحلته الناظرة ، وتداعب النسمات أوراق الشجر، وتشرق الشمس على سطح القمر...
تبقى المحبة وتستمر الحياة ، ويبقى للزواج بهجته ، ورغم كل ما يمر بالأمة من تصحر وجداني، يبقى لنا أن نزرع وردنا في بساتين الأمل ...
فلكل عروسين هذه التهنئة:
فـي ربـيــعِ الـعُـمــر والـزَّهــر بـه
نـاضِـرٌ يـسـقـي الـنَّـدى مـن خــدِّه
نـسـمـاتُ الـعــشــق قـد مـرَّت بـه
فانـتـشـتْ عـطراً وسحراً بالمُـقـلْ

وغـفـى الـبــدرُ عـلــى أكـمــامــه
حـالـمــاً قـــد هــامَ فـي أنـسـامــه
واحـتـظى الــوردُ فـتى أحــلامــه
فـجَـنَـى الـبـدرُ أزاهــيــرَ الأمـــلْ

تـخــذَ الـحَــقـلُ شـعــاراً لـلـورود
زهـرةً حـمرّاءَ من عالي الـنُّجـود
قَـلـدتْـهـا الشَّـمسُ تـذكـارَ الجـدود
فَــبَــدتْ تــزهـــو بــآلاء الـحُـلـلْ

سـجــد الـنَّجـمُ على صدر الهـوى
ضارعـاً يـشـكـو تـنـاهـيـد الـنَّوى
نـالـه الـشَّـوق وبالعـشـق اكـتـوى
فاسـتـقى الـحُـبَّ هـناءَ الـمُـرتَحـلْ
غـازَل الـنُّـورُ مـسـارات الـنُّجـوم
فـاسـتـبـاحَ الظِّـلَّ في رَحل الغيوم
بَـدَّد الـوحـشـاتِ في طيِّ الهُـمـوم
مـثـل تَـيْـتـانَ عـلى مـرآى زُحَــلْ

لِـعـروسٍ زانَـهـا الحُـسـن الـبـديع
زُفَّـت الـيـــومَ إلى حصـنٍ مـنـيـع
جَــرَّدَ الـحِـنَّــاءُ ألـــوانَ الـرَّبـيــع
فازدَهى وشماً على الكفِّ اكـتـملْ
جِـئـتُ سَـعـيـاً والـتَّـهـانـي بــاقــةً
من قـوافـي الـشِّـعـر أهـدي حُـلَّـةً
فــعــســى الله مُجـيـبــي دعــــوةً
بـتـمـام الـسَّـعـــدِ والخـيـرُ أهَـــلّْ

بــــــارك الله زواجـــــاً طــيِّـبـــا
والـتَـقـى الأصـلُ بـأصـلٍ نَـسَـبـا
وإلـى الأمـجــاد نــرقـــى رُتَــبــا
ذاك ربٌّ مــا قــلى عـبـداً ســـألْ

==============================
تَيتان : هو اسم أكبر أقمار الكوكب زُحَـل .

بديعة للأستاذ فريحات..

*المقدمة وحدها كانت قصيدة: (ما دام الربيع يزهو بحلته الناظرة ، وتداعب النسمات أوراق الشجر، وتشرق الشمس على سطح القمر...
تبقى المحبة وتستمر الحياة ، ويبقى للزواج بهجته ، ورغم كل ما يمر بالأمة من تصحر وجداني، يبقى لنا أن نزرع وردنا في بساتين الأمل...)
* وأما القصيدة ففيها من الإبداع ما لا عينٌ رأت, ولا أذنٌ سمعت, ولا خطر على قلبِ بشر...
وليتأمل معي القراء إلى هذه الجمل الفريدة: (وغـفـى الـبــدرُ عـلــى أكـمــامــه, قَـلـدتْـهـا الشَّـمسُ تـذكـارَ الجـدود, سـجــد الـنَّجـمُ على صدر الهـوى, غـازَل الـنُّـورُ مـسـارات الـنُّجـوم, و....., و.......)

# كم تمنّيتُ أن أكون أنا العريس الذي تهدى لهُ مثل هذه الورود...
وربما سيكتب لي أستاذي علي فريحات -تكرماً- مثلها, في حفلةِ عرُسي نقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة <<< طبعاً إن يسّر الله لي..

من الأعماق أحييك أستاذنا علي فريحات على هذا الجمال, وأحييك, وأحييك.......
التوقيع :
محمد ربيع صالح بلّسود
  رد مع اقتباس