عرض مشاركة واحدة
قديم 06-20-2010, 12:21 AM   #112
عمار باطويل
حال جديد

افتراضي

ضرورة التأليف لحفظ تاريخنا السياسي والأدبي
المكلا اليوم / كتب: عمار باطويل2010/6/19

كتب الأستاذ نجيب قحطان الشعبي منذ فترة قريبة ما يقارب عن ثمان مقالات تسلسلية تحمل عنوان "لا أتقرب لحراك، والشمال لم يكن ملجأي الوحيد" وفيها تحدث الأستاذ نجيب عن حياته وعن حياة والدة رحمة الله عليه وكيف كان قحطان الشعبي يعاني طوال الفترة التي احتجز فيها جبريا مايقارب على أثنى عشر عاما حتى وفاته.
وقد تحدث أيضا عن الشخصيات العربية التي قابلها نجيب في الكويت او في مصر او في اليمن وطالبهم بالتوسط لدى حكومة عدن لفك أسر والدهم قحطان الشعبي وكيف تم رفض كل الواسطات إلى آخر الحديث الشيق الذي كنا نجهله كجيل جديد لم يعاصر الحقب السياسية المختلفة التي حكمة جنوب اليمن حينذاك, والجميل والشيق في هذه المقالات رشاقة قلم الأخ نجيب الذي حصل على كثير من الثناء على ماكتبه وقد طلب حينها الكثير من القراء من نجيب قحطان الشعبي بتأليف كتاب يضم هذه المقالات وكذلك كتابة بعض الأحداث التي عاشها لحفظها للأجيال القادمة لمعرفة تاريخهم السياسي وشخصياته.
فبعد أن قرأت مقالات الأخ نجيب وعرفت كيف تم التأمر على قحطان الشعبي قلت لنفسي: فقد سقط الجنوب في مستنقع بعد سقوط قحطان من الحكم, وبعد ان استرجعت الذاكرة إلى الأحداث المأساوية التي قرأتها والتي عاشها الجنوب إلا دليلا بأن بعد سقوط الرئيس الأول لليمن الجنوبي قحطان تساقط الجنوب ومن معه من الرفاق واحد تلو الأخر.
نجيب قحطان الشعبي عاصر حقب سياسية مختلفة وعاشر وتعرف على الكثير من السياسيين والمثقفين والأدباء في الوطن اليمني شماله او جنوبه او في مصر والكويت والسعودية والجزائر وليبيا والسودان والقائمة تطول, مما تجعله مؤهلاً لكتابة سيرة ذاتية شبيهة كسيرة طه حسين وكتابة المسمى (الأيام) وكذلك كسيرة ميخائيل نعيمة المكونه من ثلاثة كتب ويحمل اسم (سبعون) وهذه الكتب للأدبيان العربيان تعتبر من أجمل الكتب في الوطن العربي التي تحدث فيها طه حسين وميخائيل نعيمة عن تجاربهم الشخصية والفريدة في الحياة الأدبية والسياسية ومن تنقالاتهم من دولة إلى آخرى بدأية من الريف ومن ثم إلى المدن العربية في بلدينهما ومن ثم إلى دول عالمية كفرنسا التي ذهب إليها طه حسين وكروسيا وأمريكا التي عاش ودرس فيها ميخائيل نعيمة الذي تحدث في كتابة عن أمور جمه وكيفية التعرف على جبران خليل جبران في امريكا وكيف تم تأسيس الرابطة القلمية في المهجر حتى أصبحت أشهر من علم حتى وصل صداها إلى الوطن العربي الكبير.
فضرورة التأليف مهم جدا لحفظ تاريخنا السياسي والأدبي والثقافي وتوثيقة بدلاً من القال والقيل الذي اشتهر به العرب – وأن المكتبة العربية واليمنية خاصة في حاجة ماسة إلى كتب كهذه لكي تزخر بكل جديد ومفيد للشعوب وعلى الشعوب العربية وخاصة الشعب اليمني التعلم من الماضي ومآسيه ومخاطر الحاضر والمستقبل.
فالتاريخ السياسي لليمن كان مأساويا الذي اضعف اليمن سياسيا وإقتصاديا والتعلم من الماضي والرجوع إليه من الضروريات ولا يتم هذا الرجوع إلا بالتدوين والتوثيق والتأليف وكيف للأجيال عن تعرف ماضيها إذا لم يدون كل شخص ما يعرفه او كل ما يقوم به من توثيق او عن طريق تجربة شخصية عاشها الشخص ؟.
  رد مع اقتباس