عرض مشاركة واحدة
قديم 03-27-2010, 09:58 AM   #7
سالم علي الجرو
شخصيات هامه
 
الصورة الرمزية سالم علي الجرو

افتراضي

أعتقد ـ أخي أبا محمد الشّحري ـ أن لا جديد سيظهر ويتعمّم ما لم تتطور الذّات ، والمعني هنا: ذات الإنسان ولعلّك تعلم عن ما لحق بالذّات الحضرميّة منذ ما يربو على عقود أربعة من عزلة واغتراب وما عكسه ذلك على الفكر .

عدت إلى أوراقي القديمة وأنقل إليك ما كتبته واحتفظت به لنفسي للدلالة على الفرق بين حال وحال، ويمكن أن تعتبره فضفضة بيني وبين نفسي:بالأمس القريب كتب المؤرخ القدير ، الأستاذ/ سعيد عوض باوزير في كتابه المطبوع حديثا: [ حياة جديدة ] ، تحت عنوان: ( الفاجعة الكبرى ] ، ما يلي:
[[ ... وبينما كنت ذات ليلة جالسا في بيت أحد الأصدقاء بالشيخ عثمان أقلب الفكر في هذه الصعوبات التي تعترضني وكيفية التغلب عليها ، إذا بالناس يموجون وهم في هرج ومرج ، في البيوت والشوارع يرددون نبأ الفاجعة الكبرى التي حلت بالعراق والبلاد العربية بفقد مليكها العظيم غازي الأول في اليوم الرابع عشر من شهر صفر 1358هـ ، الموافق 4 إبريل 1939م ، والتي حملها الأثير إلى عدن... ]] .
كان المؤرخ في عدن قدم إليها من حضرموت ابتغاء رزق الله ، وكان كما أشار محاطا بالهموم ، فأنسته الفاجعة التي وصفها بـ:[ المصيبة العظمى ] مصيبته وهمومه وأحزانه ، وداخله كما ذكر إشفاق ووجل على مصير العرب ومستقبلهم من هذه الفواجع التي تتوالى عليهم بفقد كبار رجالهم وزعماءهم . أستاذنا المؤرخ اختزن في ذاكرته هموم الأمة يوم ذاك وهو مصير أمة يتجه نحو المجهول بعد أن تخلوا أو تخلت عنهم الدولة العثمانية وأصبحوا في قبضة من لا يرحم إلا أبناءه وعشيرته الأقربين ، ورأى في رموزها آنئذ الخلاص من بعض تلك الهموم ، ذلك أنه في مكان آخر من كتابه يشيد بالملك فاروق ، ملك مصر ، الذي وصفه بـ [ العظيم ] .
لا شك في أن الأستاذ سعيد كان غير سعيد وغير راض عن حال الأمة ، ولا شك في أنه نموذج من جيله . كانوا جميعا غير راضين عن حال أمة تتهاوى ببطء ، وماذا لو أدركوا هذا اليوم الأسود من تاريخ الأمة؟ .
ايه .. يا باوزير ، حلت فاجعة بأرض العراق على يد المغول قبلا ، وبعد فاجعة موت الملك غازي ، كما وصفتها ، حلت بالعراق فاجعة كبرى على يد مغول العصر عام 2002 ، وبلغ أذاها المؤلم جدا كل ساحة عربية وإسلامية بما تقل من بشر وشجر وصفات .


رأى الشاعر: توماس ستيرنز إليوت أن من شروط الثقافة:
" البناء العضوي ، ويرى أنه يساعد على الانتقال الوراثي للثقافة داخل ثقافة ومجتمع معيّنين . "
وهي في التّحليل ـ أي الثقافة ـ ذات ارتباط بثقافات محلّية ، وأضاف علماء الإجتماع على تعريف مفهوم الثقافة وقالوا:
" أنها سلوك تعلمي يكتسبه الأفراد كأعضاء في جماعات تعيش في المجتمع الواحد. " ، ومن قال إنّ الثقافة سياسة وتربية .
الآن يا أستاذي وقفنا على:
ــ الانتقال الوراثي للثقافة داخل ثقافة ومجتمع معيّنين
ــ سلوك تعلمي يكتسبه الأفراد كأعضاء في جماعات تعيش في المجتمع الواحد .
ــ البعد الجغرفي أي: أن الثقافة ذات ارتباط بثقافات محلّية .

أين نحن من كلّ ذلك؟
التوقيع :
  رد مع اقتباس