عرض مشاركة واحدة
قديم 05-21-2010, 02:37 AM   #84
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الأديب علي أحمد باكثير فخر الحضارم

المكلا اليوم / كتب : عمار باطويل 2010/5/20

لم تكن حياة الأديب علي أحمد باكثير ساكنة وهادئة كما يظن البعض بل كانت حياته عبارة صارع طويل بينه وبين الفكر والأدب والهجرة بين بلد إلى بلد آخر , وحياة مزدحمة بالكتابة الغير منتهية التي وجدت للقارئ العربي ولهذا الكاتب والأديب مؤلفات فيها البراعة والغزارة في المعنى التي لم تنبثق إلا من ضميرا حيا كضمير علي أحمد باكثير الذي كان مهاجرا وهاربا من الجهل وباحثا عن بيئة حية تحيا فيها الأداب لا بيئة تقل فيها مصادر الأداب والحياة الأدبية


فانطلق من رحلته الأولى من إندونيسيا ( سورابايا ) حيث مسقط رأسه ومن ثم إلى حضرموت أرض أبويه لينهل من منابع العلم وأنهاره ويرتوي من مائها العذبة ويتعلم لغة أباءه وأجداده اللغة العربية لغة القرآن وقد أصاب الهدف بل أبلغ في الاصابة وقد كتب القصائد وألف الكتب والمسرحيات التي لا نظير لها. لم يهدأ له بال بل أراد أن يهاجر إلى مواطن أخرى باحثا عن حياة اخرى لنيل شيئاً مما كان يصبو اليه وتحقيقه , فقد وطئت اقدامه الحجاز وفيما بعد هاجر إلى مصر فكانت في أرض الكنانة الملحمة الإسلامية الكبرى التي كتبها الأديب باكثير وأي ملحمة هي بل هي ملحمة لم يأتي بمثلها أحدا إلى الآن لبلاغة لغتها والأحداث والمشاهد المتناسقة التي عجزت الأقلام أن تكتب مثلها ومازالت العقول محتارة من العقلية التي نسقت تلك الكلمات والصفحات والتي مازالت تقرأ إلى الآن ويتواصف بها الناس إلى يومنا هذا ! . ففي المهجر لم ينسى باكثير موطنه وموطن أهله في حضرموت بل انشد أبياتا شعرية يتذكر فيها الإطلال وسئيون وأهل سيئون وقبر زوجته في سئيون فتكاد ان تدمع الأعين عند قراءة أبيات باكثير بل سالت الدموع تأثرا لباكثير واحساسيه المرهفه عن الوطن والإنسان في الوطن او من قد أصبح تحت القبر , فقال في قصيدته عن وطنه وأهله

سلام على سيئون أنى تطرحت ## بي الحال إن جاوا قصدت او مصرا

فبين ضلوعي صاحب ليس بارحاً ## ينوح على عصر كريم به مرا

سلام على دار السلام وفتية ## بها من شباب الدهر عاطوني الخمرا

بحيث يسود الود ضاحك جونا ## وحيث كرام الكتب مابيننا تقرا

سلام على قبر كريم لصاحبه ## نعمتُ به دهراً وتهتُ به عصرا

بنيتُ به قصراً مشيداً من المنى ## فشلت يد للدهر هدمت القصرا


إلى أخر القصيدة حيث قال في أخرها :

عسى ربي أن يحقق لي المنى ## فأخدم قومي أو أذيع لهم فخرا

رحمك الله أيه الأديب فقد أصبت الهدف المنشود في آخر بيتك الشعري وقد حققت لقومك الفخر وكل الفخر الذي عجز عن تحقيقه الكثير من بني جلدتنا وقد ذاع صيتك بين كل الأمم والشعوب , ولكن هل قومك ياأديبنا أهتموا بك وبفكرك ؟ نعم فقد أهتم بكتاباتك البعض من بني جلدتك وأهلك الحضارم فقد كتب عنك الدكتور أبوبكر حميد الشيء الكثير وبذل جهوداً لا يستهان بها من أجلك وأجل مؤلفاتك وكذلك الدكتور عبدالقادر باعيسى والدكتور عمر بامحسون وغيرهم الكثير من أهل الأدب والفكر والأن هناك مساعي كبيرة أيه الأديب لجعل دار السلام دارك محتوى لكل مقتنياتك وملجأ ثقافيا لمن يريد العلم والثقافة والإطلاع على مؤلفاتك ومكتبتك الخاصة

وهذا بفضل رجال أعمال حضرموت وعلى رأسهم الشيخ عبدالله أحمد بقشان وغيره من الرجال المخلصين لحضرموت, أيه الأديب رحمة الله عليك تعم قبرك في الصباح الباكر وعند الشروق والغروب فقد حققت لنا كل الفخر لحضرموت وأبناء حضرموت. فشعرك أيه الأديب الراحل لا يخلوا من حبك للأرض والإنسان من أهلك وأصدقائك الذين قد ذكرتهم في بعض قصائدك وشعرك الوجداني والكامن بالحب للأرض الأولى التي احتضنتك وعلمتك الأحرف العربية الأولى وهي أرض أجدادك الحضارم. فكنت عظيما في كتاباتك التي لم يهجرها إلا من لا صلة له بالقراءة والأدب , على السنوات الطوال بعد رحليك عن حياة الدنيا فظلت كتاباتك حيه تزاحم كتب وكتُاب اليوم بل فاقت على بعضها ومازالت كتبك أيه الأديب تتحدث لكل الأجيال الحالية والقادمة وستظل حيا في قلوب من يعشق فكرك وأدبك إلا من زاغ قلبه عن الأدب العربي والقراءة التي حث عليها القرآن الكريم.

التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح