عرض مشاركة واحدة
قديم 05-31-2010, 12:15 AM   #89
حد من الوادي
مشرف سقيفة الأخبار السياسيه

افتراضي


الاخبـــار الرئيسية المكلا اليوم مدينة عالمية

المكلا اليوم / محمد باجنيد2010/5/30

الشيبان الحضارمة لا يرون مبالغة في القول بأن المكلا كانت مدينة تجارية فريدة على بحر العرب .. وان لسمك المكلا في اللسان مذاقا لا يمحيه الكباب الحلبي والقادوا قادوا الإندونيسي والكبسة السعودية والمنسف الأردني .. حتى التبوله اللبنانية والبابا غنوج ليسوا في جمال الصيادية المكلاويه .


في ستينات القرن الفارط وماقبل تلك الفترة كان تجار الخليج يأتون إلى المكلا على ( سنابيق ) مختلفة الأحجام لشراء البضائع من المكلا وبيعها في بلدانهم باعتبار أن مدينة المكلا ذات موقعا تجاريا يربط بين شرق إفريقيا وشرق آسيا من جهة ودول الخليج العربي من جهة أخرى .

موقعها على البحر العرب يدعمها في أن تكون مدينة عالمية ذات صفحة تجارية تخدم الملاحة الدولية مع تميز من الكثير من المدن البحرية في أنها تطل على بحر واسع ( المحيط الهندي ) وهذا يمنحها أيضا فضلا إضافيا في أن تحقق لزوارها السياحة البحرية فيما إذا تم الالتفات إلى هذه الصناعة المدرة على الخزينة العامة أموالا بالدولار واليورو والاسترليني وكل العملات الصعبة بما يمنع البلاد من سؤال المانحين والداعمين والبحث عن عطف الجيران وأموالهم.

إلا أن المكلا .. وقد جمعت مواصفات المدينة العالمية من حيث الموقع والخبرة في الاستيراد وإعادة التصدير فإن أمورا جمة تنقصها لمساندتها في أن تحظى بالصفات المؤهلة لخدمة التجارة الدولية مثل وجود ميناء يستوعب السفن العملاقة ومطار عصري بإمكانه استقبال الطائرات الضخمة ويكون ذلك المطار بمثابة استراحة (ترانزيت ) لشركات الطيران العاملة بين الشر ق والغرب ..

وسترفع حركة هبوط وإقلاع الطائرات فيما لو نهض في المكلا مطارا عصريا وقامت ميناء بحجم بحر المكلا الكبير ترفع من الأداء التشغيلي للفنادق والسيارات الأجرة والمطاعم ورسوم التأشيرة البلاد حتى الوعي لدى الناس سيتغير لآن الاحتكاك بالأمم المختلفة ينتج عنه ( سلوك حضاري جديد) إلا أن المكلا تعاني من فقر مؤلم في البنية التحتية كالكهرباء والمجاري والنظافة والصحة والتعليم وهذا الفقر أدى برجال الأعمال من ذوي الأصول الحضرمية المنتشرين في أجزاء عديدة من ارض الله الواسعة إلى الاعتذار عن الاستجابة لكل الدعوات الموجهة لهم بالاستثمار أو السياحة في المدينة .

المدن لا تنمو بالأماني أو الأحلام أو بالشعر والخطابة أو الأغاني لكنها تشهد التنمية والازدهار والاستثمار حيث ما كانت البنية التحتية جاهزة ولامس واقع المدينة درجة المواصفات الحديثة للمدن الجاذبة للاستثمار مثل دبي والمدن الأخرى القابضة للاستثمارات الأجنبية بتسيير أعمال المستثمرين وجعل طلباتهم (أوامر) في حدود الأنظمة والتشريعات مثل سنغافورة وكوالالمبور وتونس والرباط والقاهر .

وإذا لم تدفع السلطة المحلية في المدينة نحو بناء البنية لتحتية والمطالبة بمطار عصري وميناء كبير فإن حضور المكلا في أذهان الآخرين لن يكون سوى السمك وذكريات التبادل التجارية أيام زمان مع دول الخليج وستبقى المكلا أيضا حاضره في ذهن محبي الفنان السوري الراحل فهد بلان عندما وصف بنات المكلا بأنهن دواء كل عله..

لكن الفنان الذي اشتهر بصوته الرجولي – مات والمكلا لا تزال تشكوا من علل جمة بسبب غياب البنية التحتية وهي علل لم يداويها رجال المكلا (المجالس المحلية ) فكيف ببناتها اللائي تعلمن وتخرجن ثم لا عمل ولاعريس ..

أما الاستثمار القادر على تحويل المكلا الى مدينة عالمية فلن تأتي به الأغاني حتى لوردد المغني ألف مليون مره : بعد المكلا شاق .. أو صاح المنادي : لا تعذبني وإلا رحت وتركت المكلا لك إذا ما فيك معروف.
التوقيع :

عندما يكون السكوت من ذهب
قالوا سكت وقد خوصمت؟ قلت لهم ... إن الجواب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف ... وفيه أيضا لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تخشى وهي صامتة ... والكلب يخسى- لعمري- وهو نباح